أوراق بغدادية مجهولةـ 1 ـ عيونُ الليل الشريرةِ في بغداد أصابتنيبجنونِ العاشق
كان أبي يسألني:((ماذا أقرأ في السرِّوأخفي ما أقرأهُتحت سرير النومِ.وأسهر حتى الفجر وأصغي مأخوذاً لصياح ديوك الجيران ؟كنت أجيبُ بحزنٍ :أقرأ يا أبتي كُتباً مُنِعت منذُ عصور ٍمنها كتب السحرِ ومنها كتب السيمياءِمنها في الموتىوحضارات الماءِ وأحاول تحويلَ رماد الحبّ إلى ذهبٍ أو كلماتٍوأحاول ترميم الباقي منها بدموعي أو أكتب في الصفحات البيض مراثي ملكات « الوركاء» واحدة منهنَّرأيت ضفائرها الذهبية في متحف برلين وأخرى صورتها في ختم طينيٍّأفركهُفيضيء البرق أزقة بغداد ))كانت أمي تتضرع خلف الباب أن أشفي من هذا الداء لكن جنوني طالوعشقي زادrnـ 2 ـفي مقبرة « الغزالي «كان الموتى يبكونوتبكي الأشجار حيوان بشعٌيشبه قطاً أجربَيدعى « الزَبْزَبُ « ينبش قبراً ما زال ندياًيُخرج كفَّ الميتِيقضمها.امرأةٌ برداء القرويات تراه، فتصرخ لكنَّ الحيوان الجائع يمضي في قضم فريستهِ صبيان بعصي وفؤوس ٍِخرجوا من بين قبور الموتى ضربوا « الزبزب»فأقعى وعوىرفع الكف المقضومةفي وجه الصبيان ففروا الأعرابية قالت :هذي سنوات حلت فيها اللعنةفالناس جياع وكواكب نحسٍ،تتساقط فوق مقابر بغدادمن يدري ؟فالوحشُ الرابضُفي ذاكرة الشعب المقطوع يعود، ليأكل، قبل نهاية هذا القرن،الأحياءـ 3 ـأغواني شيطان الشعربحب امرأةٍأصغر مني بكثير كانت تضحكتبكي!تتوسل أن أسقيها من خمري وأعلّمها سرّ نحيب القيثارحين يموت الشعراء كانت تقطن في حيِّ شعبيّ من بغدادولا تعرف إلافتح الساقين وأكل التين كنتُ أراقبها في منتصف الليل لأقضي وطراً منها وأعود إلى قبري ،قبل طلوع الفجر ولكن الشيطان كان يراقبني ويراقبهاويعلمهاكيف بمكر الانثىتسلب مني قوة روحي وينابيع النارلكن الأقدارسخرت من شيطان الشعرومنها فأنا أقوى منه ومنها فإمامي غيث الدين البغدادي في هامش مخطوطته « سحر الأنثي ))أوصاني ،كيف بهذا الفيض الإنساني أعوم؟دمشق 15 / 3 / 1999