إكرام زين العابدينقدم المنتخبان العربيان الجزائر ومصر دروساً مجانية في كرة القدم الحديثة من خلال المشاركة في منافسات الامم الافريقية التي تجري حاليا في انغولا بعد ان تأهلا الى دور الاربعة بالفوز المستحق على المنتخب الايفواري والكاميروني وبنجاح لافت للنظر .
واكد الجزائريون بانهم استعادوا عافيتهم بعد الوصول الى دور الثمانية وقدموا صورة رائعة وكبيرة في عدم الاستسلام وتسجيل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع في الشباك الايفوارية برغم أن الإيفواريين كانوا مرشحين ساخنين لخطف لقب البطولة الافريقية بعد ان ضمت قائمتهم العديد من النجوم العالميين امثال دروغبا وزملائه . لم يكن افضل المتفائلين بالمنتخب الجزائري يتوقع ان تنتهي المباراة بالتعادل وانما كانوا على يقين بان الجزائر ستغادر البطولة بعد ان تخسر المباراة ويعودوا إلى بلادهم ، لكن سعدان وتلامذته قالوا لا للاستسلام غير المبرر لاننا لا نقل شأنا عنهم وجئنا لنسجل اسمنا بالتاريخ ونقول للاجيال بان الفريق قدم واحدة من المباريات التي ستحفظها ذاكرة التاريخ من مباريات امم افريقيا في القرن الحالي . ويجب ان لا ننسى المستوى الفني العالي الذي قدمه حارس مرمى الجزائر شاويش الذي كان نصف الفريق او اكثر واستطاع ان ينقذ مرماه من الصواريخ الخطرة التي اطلقها دروغبا وزملاؤه ، وكذلك قدم غزال مستوى رائعاً ولم يترك المباراة بالرغم من اصابته بشج في رأسه سالت على أثرها الدماء ولكنه واصل مستواه حتى صافرة النهاية . وحقا استمتعنا بالمباراة برغم انها انتهت بساعات الصباح الاولى لان الإثارة والقوة كانت حاضرة ولم نشعر بانها استمرت مدة 120 دقيقة او اكثر . واستمر التألق العربي في امم افريقيا من خلال نجاح المنتخب المصري في اجتياز حاجز الكاميرون الذي يضم الهداف ايتو الذي صرح قبل المباراة بان الكاميرون سيواصل مسعاه لخطف اللقب لكن أولاد المعلم شحاته كانوا له بالمرصاد وبالرغم من تأخر الفريق بهدف سجل بالخطأ في مرمى الحضري لكن قائد المنتخب احمد حسن قال كلمته واطلق صاروخا قويا في شباك الكاميرون لتتحول المباراة الى الوقت الاضافي التي استغل فيها الفتى المدلل للمصريين (جدو) كرة لعبها في مرمى الكاميرون ، ولحسن حظ المصريين ان الحكم المساعد كان الى جانبهم واشّر هدفا ثالثا سجله لهم كابتن الفريق أحمد حسن بالرغم من كونه غير صحيحا . المباراتان أشرتا ان الكرة في افريقيا تطورت بشكل كبير وباتت الفرق تتنافس فيما بينها من اجل حصد لقب بطل افريقيا هذه البطولة التي تجري كل سنتين ويشارك فيها افضل المنتخبات الافريقية والتي حصد لقبها المصريون في النسختين الماضيتين . أما كرتنا العراقية التي خطفت كأس آسيا 2007 وتراجع مستواها وابتعدت عن كأس العالم في جنوب افريقيا التي ستنطلق في الصيف المقبل بسبب سوء التخطيط والغرور الذي اصاب اغلب نجوم المنتخب وكذلك عدم وجود البديل المناسب الذي يشغل مراكز اللاعبين المتراجع مستواهم ، وتتحمل الجهات الحكومية مسؤولية تراجع مستوى الرياضة لانها عجزت عن أعمار البنى التحتية وانشاء ملاعب حديثة وايجاد سبل حقيقية للتحول الى الاحتراف الرياضي وكذلك تتحمل اللجنة الاولمبية والاتحاد العراقي لكرة القدم جزءاً مهماً من التراجع لانها لم تخطط لإقامة دوري قوي لكي نشهد ولادة نجوم شبيهين بإخوانهم العرب.
في المرمى: كرتنا وأمم أفريقيا
نشر في: 27 يناير, 2010: 05:39 م