عبد الزهرة المنشداويالناس البسطاء والطيبون ليس لهم شأن في السياسة، والسياسيون بقدر اهتمامهم برغيف الخبز الذي يمكن الحصول عليه دونما إذلال وامتهان . وذوو الشأن الذين يجيدون تسلق سلم السلطة بأية وسيلة كانت مشروعة أم غير مشروعة، شريفة أم غير شريفة سلاحهم الفتاك هو المسك بهذا الرغيف ومنحه لمن يشاؤون.
هؤلاء يمتهنون كل شيء باستثناء العمل وفق المبدأ الإنساني الذي يمكن من ورائه الانتصاف للمظلوم والعمل على إقرار العدالة لمن يفقدها.همهم الأوحد المنفعة الشخصية والوجاهة الاجتماعية والظهور بمظهر مغاير للشخصية الحقيقية التي لا ترى ابعد من أرنبة الأنف. تطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن شخصيات محسوبة كانت على النظام السابق وزجت بنفسها على حين غفلة بالعملية السياسية الجديدة وتشدقت بمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكفالة العيش الكريم للمواطن وتم الكشف عن ولائها المخفي لولي النعمة السابق . بالأمس القريب كانت ترساً من تروس الة حديدية تطحن المواطن وتهرسه في جوفها لمجرد الشك في ولائه او في اعتقاد اعتقده. هؤلاء كانت للمواطن معهم تجربة مريرة كانوا من الجفاة القساة يشكلون مجاميع تداهم بيوت المواطنين الفقراء، وتطلق النيران على مواطن في ريعان الشباب لا لشيء إلا لأنه تغيب عن الالتحاق بوحدته العسكرية لأنه لم يجد أجرة الركوب في باص النقل للوصول إليها يطلق عليه النار وترديه قتيلا وتحصل على مكافأة مالية من النظام (خمسة وعشرين) ألف دينار من الأوراق المالية غير المعتمدة حتى في مناطق من العراق. المواطن حتى وان كان ليس بذي شأن في السياسة لكنه يشعر بالغيظ وهو يرى قتلة أبنائه وأخوته يتربعون ثانية ليمسكوا بصولجان السلطة أو يدعون لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التغيير. يمجدون من على المنابر وحوش الأمس ومداحي السلطان من النوع الذي يحلق شاربيه لإرضاء ولي الأمر او يخون شعبه وأهله وثقافته ليمدح ويزمر ويكتب الشعر لكي يرضي خيال قائده المريض. لا اعلم ما رأي احد المواطنين بعودة هؤلاء من جديد وهو الذي وجد نفسه في يوم من الأيام داخل مستشفى وتحت وسادته مبلغ بسيط من المال أهدته له السلطة على سبيل التعويض عن جميع افراد عائلته الذين لقوا حتفهم داخل سيارتهم التي دخلت متاهة منطقة حصرية لأزلام النظام فرشقوها بالرصاص دون ان يكلفوا أنفسهم السؤال عن هدفها وعن وجهتها او هويتها , لم يعلمهم النظام في حينه غير حرفة القتل ثم القتل لكي تصفو الأجواء وتخلو من صوت معارض قد يشير إلى اعتى سلطة عرفتها البشرية قاطبة ، قتلوا زوجته ووالدته وابنته والسبب انه سار في طريق عام لم يعلن عنه الحظر .عوضوه عن الأرواح البريئة بالمبلغ الذي يمكن به شراء عائلة بديلة . عامل بناء بسيط تحدث بالقول ان مضطهديه يطلون برؤوسهم من جديد و يعلنون للملأ بانهم لايتبرؤون ولايقرون بالجرائم التي اقترفت بحق الشعب .لقد دخلوا العملية السياسية من اجل نخرها من الداخل واللعب على حبل الحرية ليعيدوا الدكتاتورية التي رضعوا من اثدائها حد التخمة .
شبابيك :يطلون من جديد!!
نشر في: 27 يناير, 2010: 06:36 م