TOP

جريدة المدى > كردستان > إعادة تأهيل قلعة نزاركي لتحاكي مآسي بهدينان

إعادة تأهيل قلعة نزاركي لتحاكي مآسي بهدينان

نشر في: 27 يناير, 2010: 06:49 م

دهوك /اكانيوزذكر قائممقام محافظة دهوك ، انه ستتم اعادة تأهيل قلعة نزاركي (شرقي المحافظة)، احد ابرز الاماكن التي كان قد اتخذها النظام المباد كمعتقل لتعذيب وقمع اهالي منطقة بهدينان في الثمانينيات من القرن المنصرم، كمتحف عالمي يتم من خلاله توثيق مآسي الشعب الكردستاني وبشاعة ما ارتكبه النظام السابق بحقهم.
 وقال ماجد سيد صالح قائممقام دهوك إنه "سيتم تحويل قلعة نزاركي بدهوك الى محمية تأريخية، بهدف المحافظة عليها كما هي الان و على غرار متحف عالمي، يتم من خلاله توثيق جل ما ارتكبه النظام السابق من جرائم بحق الشعب الكردستاني من اهالي منطقة بهدينان شمال العراق في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي"..مشيرا الى أنه "ولتنفيذ المشروع سيتم اولا اجراء دراسات جدوى بهدف التوصل الى آلية لكيفية البدء بالعمل وفقا للمواصفات و المعايير التي على اساسها يتم انشاء المتاحف العالمية من هذه الشاكلة". قلعة نزاركي الواقعة شرق محافظة دهوك كانت قد اتخذتها الحكومة السابقة إبان الثمانينيات من القرن المنصرم كأحدابرز المعتقلات لتمارس داخل زنزاناتها شتى أساليب التعذيب والقمع بحق الاهالي العزل في منطقة بهدينان، ولحد الان تبدو اثار التعذيب واضحة على جدران وزنزانات القلعة، و بعد ان اصبح اقليم كردستان محميا كمنطقة مستقلة تحت الحكم الذاتي وتحت حماية المجتع الدولي بعد 1991، سكنت القلعة جموع من عوائل المؤنفلين و النازحين الكرد من تركيا و ايران الذين كان قد تم تهجيرهم قسرا على يد النظام السابق، حيث دامت اقامتهم داخل القلعة 18 عاما عاشوا مر ايام حياتهم فيها، وفي عام 2009 قررت حكومة الاقليم تعويض هؤلاء واخلاء القلعة. يقول قائممقام دهوك إن "قرار اخلاء القلعة لم يأت بهدف الاستفادة من موقع القلعة، انما جاء كخطوة لتحسين اوضاع العوائل التي كانت ساكنة فيها، لانهم كانوا يواصلون حياتهم اليومية تحت وطأة الاوضاع المعيشية الصعبة و الراوئح الكريهة داخل القلعة بحيث باتت في الاونة الاخيرة تشكل خطرا على حياتهم و سلامتهم". و تابع "بلغ عدد العوائل المقيمة في القلعة بحدود الـ 232 عائلة، خصصت حكومة الاقليم مبلغا قدره 919 مليون دينار عراقي لتعويضهم، بحيث تسلمت كل عائلة منهم ما يزيد على 18 مليون دينار". المواطن محمد سليم كان قد سكن القلعة هو و عائلته المتكونة من ستة افراد قرابة الـ17 عاما بعد عودتهم من تركيا وايران حيث كانوا قد هاجروا اليها من مجمع بحركة القسري، تحدث عن الاوضاع غير الطبيعية التى عاناها إبان فترة اقامته بقلعة نزاركي واصفا اياها "بالايام التعيسة"، وعن المنحة التي تسلمها من حكومة الاقليم لقاء خروجهم من القلعة يقول "18 مليونا ليس بالمبلغ الذي استطيع به تأمين المسكن لكن بكل الاحوال اقبل بها فهي افضل لنا من العودة للعيش في القلعة". وقال طه محمود 37 عاما، هو الاخر عاش مر ايامه في القلعة قرابة الـ 17 عاما "بعد نزوحنا من تركيا الى الاقليم لم تكن الاوضاع جيدة بالنسبة لي ولعائلتي لذا قررنا الاقامة مؤقتا داخل القلعة ريثما نستطيع تأمين المسكن الملائم، لكن طالت بنا هذه الفترة ولم تكن اوضاعنا المادية مساعدة للبدء بهكذا مشروع، لهذا السبب دامت اقامتنا داخل القلعة طوال ال 17 عاما"..مشيرا الى أن "تخصيص حكومة الاقليم لا يحل جميع مشاكلهم لكنه ومع ذلك متفائل به على العيش كسابق العهد". بعد مرور عدة اشهر من اخلاء قلعة نزاركي كليا، في كانوون الاول/ديسمبر من عام 2009 اقامت المديرية العامة للثقافة والفن بمحافظة دهوك، مؤتمرا موسعا لاستضافة المختصين من الخبراء و الاساتذة و ذوي الشهداء من الذين راحوا ضحية اعمال التعذيب داخل القلعة فيما مضى، تم في هذا المؤتمر التوصل الى جملة من المقترحات لتحويل القلعة الى موقع محمي لتوثيق مآسي الشعب الكردستاني وما ارتكبه النظام السابق بحقهم. من جانبه أكد مدير الاثار في محافظة دهوك حسن حمد أن "السبل الكفيلة بتحويل موقع القلعة الى متحف تأريخي على غرار مواصفات ومعايير المتاحف العالمية"..لافتا الى أنه "في حال تنفيذ هذا المشروع يجب أن يتناسب نوع المتحف مع كل من المواد والوثائق واللوحات الفنية التي ستعرض فيه، حيث يتوجب ان يتم اختيار النوع (انبربولوجيا والفن الشعبي) من نوع المتاحف لاقامته في القلعة، كونه النوع الوحيد من المتاحف التي بالامكان من خلاله عرض الاحداث التاريخية والعسكرية والثقافية بالاضافة الى الرموز والاثار التي تحاكي ازمان الواقعة التي حلت بساكنيها". وتابع مدير الاثار أنه "بعد أن يتم تأهيل القلعة كمتحف يجب ان يتم اختيار اسم ورمز وتصاميم المتحف على غرار شاكلتها عالميا لكن بالشكل الذي يحاكي (الانسكلوبيديا) الكردستانية." وكانت قلعة نزاركي إبان عام 1988 مركزا للنظام السابق الذي مارس فيه عمليات أنفال منطقة بهدينان وشتى انواع واساليب القتل والتعذيب بحق اهالي المنطقة. ظلت قلعة نزاركي على مر السنين شاهدة على جرائم النظام السابق، وشهد ساكنها اياما وسنينا صعبة العيش، واليوم ستغدو شاهدة على الامرين بتوثيق جل ما حدث فيها من مآس و ان كانت و لا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram