البصرة/ باسم حسينإذا ما أردت العبور الى منطقة (التنومة) فأمامك أحد الخيارين :إما عبور الجسر الوحيد الرابط بين العشار وقضاء شط العرب المعروف بـ(جسر التنومة) سيراً على الأقدام وهذا ما يفعله معظم الشباب ممن لا يستطيعون تحمل ساعات الانتظار المملة،
 أو البقاء في الحافلة الى أن تحين الفرصة للعبور من على الجسر كما هو الحال بالنسبة للشيوخ والعجائز والمرضى ،أما أصحاب المركبات فإنهم على ما يبدو اعتادوا على الإزدحامات ومن ثم الانتظار ساعات قد تتجاوز في بعض الأحيان أربع ساعات !، فإذا ما حصل وعطل جرار زراعي محمل باسطوانات الغاز أو سيارة حمل (كيا) أثناء مرورهما من فوق الجسر المذكور فالأمر يحتاج الى مزيد من الوقت لسحب أو تصليح السيارة ومن ثم استئناف عبور السيارات من إحدى الضفتين أما الشرقية أو الغربية من شط العرب الأمر الذي يرفع من عدد السيارات التي تروم العبور باتجاه العشار أو باتجاه التنومة ، طوابير السيارات المتوقفة على الكورنيش في الجهة المقابلة للعشار تمتد من مدخل الجسر لتصل الى المستشفى التعليمي ! .،البعض ممن سئم الانتظار ترجل من الحافلة ليسير بضع خطوات ليشغل نفسه بالنظر الى الزوارق التي تقل العوائل للتنزه أو لتدخين سيجار أو ربما شراء الكرزات من البسطات الموجودة على الكورنيش ،طبعاً كل ما يصدر من الناس من أفعال وحتى أقوال بعضها متشنج والآخر للسخرية إنما يراد به التخفيف من حالة الغضب التي تمتلكهم أثناء فترة الانتظار.،أبو أحمد (سائق) سيارة أجرة يقول:أنا هنا ليس للتنزه فأنا رجل ابحث عن لقمة العيش وليس لقضاء وقت الفراغ أما المشي خطوات قليلة فهو لإعطاء جسدي شيئأً من الراحة ،فأنا انتظر دوري منذ ساعة ونصف تقريباً لأعبر هذا الجسر ،ويضيف:كان هناك جسراً للإياب ساهم كثيراً في التخفيف من الزحام المروري رغم إن الجسر كان عادة ما تنفصل أجزاؤه (الدوب) لأبسط نسمة هواء وتذهب بها أمواج الشط لمسافات بعيدة وقد تكرر هذا المشهد لعشرات المرات لإن الجسر لم يشيد وفق المواصفات المطلوبة بل عملوه ( تلزيك )،لكن ومع ذاك كان يساهم نوعاً ما في تخفيف العبء الحاصل على الجسر الرئيس .،أما السائق أبو ماجد فيعتقد إن الحل يكمن بعودة الجسر السابق الذي رفع مؤخراً لعدم صلاحيته لحل الأزمة الحالية ،أما مسألة انتظار الناس لحين الانتهاء من الجسر العائم الجديد والذي يجري العمل فيه حالياً منذ عدة أشهر مسألة ليست منطقيه لأنها تتطلب الانتظار حتى نهاية هذا العام وهو موعد إنجاز الجسر ، ويقول:هناك مرضى وعجزة ليس بوسعهم البقاء في السيارة ساعتين أو ثلاثة ،لابد أن تجد الحكومة المحلية ومديرية المرور في البصرة حل سريع لهذه المشكلة لتخليص المواطنين من الوضع البائس الذي يعيشون فيه منذ شهور.،اما المواطن حيدر عبد الله فقال ساخراً: في المرة القادمة سوف أجلب معي سنارة و(شويه روبيان لو عجين وصيد سمج ) في إشارة الى ساعات الانتظار المزعج ، سواق آخرين لم يكن مزاجهم على مايرام لهذا رفضوا الحديث عن معاناتهم بسبب الازدحام وقال أحدهم بصريح العبارة : ( الحجي شيفيد أصلاً كلشي ما راح يتغير ) ،فيما قال آخر (حجينه لما أطبكت إبلاعيمنه ... ماغيرنه شي) ،فيما قال الثالث ) هي لوتبقه بس عالجسر جانعمة من الله، خل يروحون إيشوفون الغاز بيش؟، الناس الكاعدة بالإيجارات ، الكمية الكطرون