وديع غزوانمازالت القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان تحتل حيزاً واسعاً من اهتمامات الاوساط السياسية الدولية والعربية والمحلية , و لكل من هذه الجهات او الاطراف وجهات نظر ازاء هذه القضية تنطلق فيها من مصالحها اولاً وقبل اي شيء آخر ,
ويتوهم من يظن ان مثل هكذا قضايا يمكن ان تحسم بما ينسجم والمصلحة الوطنية بفعل تأثير العامل الخارجي اذا لم تتوفر النية الصادقة لدى الاطراف المعنية بحلها على وفق رؤى وطنية بعيدا عن ا لنظرة الضيقة التي تنظر للمسألة على اساس الغالب والمغلوب. التشاور مع الاطراف الدولية وتبادل وجهات النظر مهم جداً ومفيد لكنه ينبغي ان يبقى ضمن هذه الحدود والانتباه الى ما يطرحه الطرف الآخر الخا رجي من افكار, قد تبدوطبيعية للوهلة الاولى , خاصة وان بعض هذه الاطراف لها من الخبرات ما مكنها من اشعال صراعات مريرة بين ابناء الوطن الواحد في مناطق عديدة من العالم. ونعتقد انه انطلاقاً من هذه الرؤية جاءت تصريحات رئيس التحالف الكردستاني الدكتور فؤاد معصوم التي اوضح فيها بما لايقبل اللبس ( ان الخلافات بين بغداد وا ربيل ليست بالعمق الذي يستوجب تدخل اطراف خارجية لحلها , وهي خلافات داخلية ويمكن حلها دون تدخل اي طرف خارجي او دعوات خارجية لحلها ) . كمواطنين كنا وما زلنا نتمنى حل هذه القضايا بالسرعة التي تفضي الى التوجه لبناء العراق والالتفات الى ما يهدده من مخاطر وتحديات , خاصة ان سبع سنوات مرت دون ان نتلمس على ارض الواقع ما ينبىء الى جدية الاطراف السياسية لمغادرة خطابها القديم المبني على نزعة الاستئثار والاستفادة مما متوفر من فرص لحصد اكبرما يمكن من الامتيازات على حساب امن وقهر وجوع المواطن .. ما يزيد الامر سوءاً ان البعض ما زال يتفنن في استغلال بقاء بعض القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم لتمرير نواياه المشبوهة فبات يحلل ويجتهد ويتباكى على وحدة العراق فتراه يميل تارة الى تحميل بغداد وزر عدم الجدية في معالجة هذه القضية واخرى ينحى بالائمة على اربيل وهكذا كما يقول المثل ( يلعب على الحبلين ) ويدس السم في العسل . ولا نظننا نقول شيئاًً خارج المألوف اذا ما اكدنا ان المواطن العادي خبر مثل هذه الابواق والاصوات واحسب ان بعض سياسيينا يعرفونها ايضاً لكنهم عاجزون عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي تؤهلهم للاعتراف بان عدم اتفاقهم على قواسم عمل مشتركة قد يجر الوطن الى ما لاتحمد عقباه وان من مصلحة الجميع التحاور ووضع حد للعديد من الاشكاليات بين الاطراف التي تؤمن بالعملية السياسية ولابأس ان نعترف بان بعض فقرات الدستور كتبت على عجالة جعلت تفسيراتها متباينة بل ومتناقضة بعض الاحيان . إذن مطلوب موقف واضح من الجميع يضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار وهو مطلب شعبي ملحّ لمن يريد فعلاً ان يضع حداً لمعاناة الملايين من ابناء الوطن .
كردستانيات :قضايا عالقة
نشر في: 29 يناير, 2010: 05:14 م