TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > لنستــذكـــر شيــــخ بغـــداد العلامـــة الدكتـورحـسين علـي محفـوظ بـودٍّ صـادق

لنستــذكـــر شيــــخ بغـــداد العلامـــة الدكتـورحـسين علـي محفـوظ بـودٍّ صـادق

نشر في: 29 يناير, 2010: 05:55 م

لا أظن هناك أحد في الوسط الثقافي يجهل شيخ بغداد ، ولو التقيتموه ستجدونه عملاقاً في المعارف والذاكرة العجيبة ، مع الغرابة فيما هو مطَّلِع عليه من علوم الأولين والآخرين ، ان صلتي بشيخ بغداد هي صلة التلميذ باستاذه الكبير ، إذْ أشعر بانني مازلت تلميذاً في مدرسته الأخلاقية والعلمية والفلسفية ،
 خاصة وقد أشرف على رسالتي في الماجستير في بحثي الموسوم ( البداوة والحضارة في فلسفة الفارابي ) ، كما شرّفني مرة أخرى في إشرافه على أطروحة الدكتوراه في بحثي الموسوم ( الفكر الفلسفي في الإسلام خلال أربعة قرون الهجرية الأولى ) . ولا أعتقد ان أي صلة بين شخصين لها أثر كبير كما هي صلة التلميذ بأستاذه ، وربما تضاهي الصلة بين الإبن بأبيه . حقاً للمحفوظ أثر كبير في قلوب كل من التقاه ، فلن تجد هناك من يستطيع ان يجد له مَثْلَبَة ، لكن ربما تجد له كثيراً من الحاسدين . ويمكنني استعارة ما ينطبق تماماً مع أخلاق شيخ بغداد العلامة محفوظ في بعض أبيات من شعر السيد محمود الحبوبي سبق ان قالها في والدي الشيخ علي الخالدي المخزومي ( رحِمهما الله ) ، إذْ يقول : " يَعْيَـا المُحـاولُ أن يَجِئَ = له بِعــارٍ أو بِعـابِ " " مهمـا أراد لــه انتقـا = صاً كان أمْنَعُ من عُقابِ " "بين المَثالــبِ و العيـــــو = بِ و بينـــه ألْفَـا حِجــابِ" فالمحفوظ يدخل قلبك دون استئذان ليحتل المساحة الكبيرة فيه ، ويستحيل عليك ان تنسى نصائحه الدائمة ، والمرشدة رغم انه قليل الكلام . فهو يستمع اليك بكل مشاعره ، فان وجدك مصيباً ستسمع منه كلمة (( مناسب )) وكأنها صادرة من خزانةٍ أُحكِمَ رِتاجها على كنوز عزيزة غالية (( ولِم لا ؟ وهي حقاً كذلك )) . أما إن وَجَدَ عندك بعضاً مما لم يتناسب وشخصيتك وأخلاقك وتربيتك ، فلن يتردد أن يقول لك ذلك ، حرصاً منه على ان تكون كما الزهرة المتفتحة ، لاتشوبك شوائب ، بذلك يُحصّنك ضد ما قد تتعرض له من الآخرين الذين يترصدون تحركاتك دون ان تدري . وهنا ينبغي لك ان تتقيد بالإلتزام بتوجيهاته ، وإلاّ فانك ستقع في مآزِق أنت في غنى عنها . لا أظن تسعفني الكلمات ( في هذه العجالة ) لقول كل شئ ، و لا أظن مساحة الوقت المخصصة لي تكفي لذكر كل ما أريد من قول يستحقه مقامه العالي. كما ارجو ان لاتعجبوا ان قلت ان الزمن مهما وفّرته ، لا أظنه يكفي لذكر كل شئ عن شيخ بغداد . يكفينا ان نعيد ما قال فيه أحد المستشرقين بقوله : (( ان الدكتور حسين علي محفوظ هو الموسوعة المتحركة التي تمشي على قدمين )) . نحن نأمل من قادة الثقافة وأصحاب القرار ان يلتفتوا الى علمائنا الكبار ، ومنهم {{ العلامة محفوظ }} . وليسمحوا لي ان أهمس بآذانهم - بانكم تلاميذ هؤلاء ، فلا تكونوا تلاميذ عاقّين لأساتذتكم - . ولابد لي في ختام كلمتي ان أحيي هذه الصحيفة الناشئة الموقّرة لإهتماماتها النبيلة في تقديم جزء من الوفاء للعلم والعلماء من خلال استذكار رواد العلم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram