عبدالله السكوتي عشيرة المنتفك من العشائر العراقية نسبا ، واكثرها سطوة ولشيوخ هذه العشيرة الكثير من (العبيد) في ذلك الزمان واولاد العبيد ايضا مملوكون لهم مثل آبائهم، وكان الشيخ منهم اذا ارسل ولده الى المدرسة او الكتاتيب يرسل معه عبدا صغيرا في سنه،
ليست وظيفته المحافظة على ابن الشيخ ومرافقته فقط، بل له وظيفة خاصة هي تحمل ضرب الاستاذ او (المله) عندما يخطىء ابن الشيخ فمثلا اذا اخطأ (فالح بيك) في القراءة لايتجرأ (المله) على ضربه بل يأمر على الفور: فالح بك اخطأ اطرحوا (مرجان للفلقه) ، واذا لم يحافظ (مزعل بيك) على الهدوء داخل الصف ، يصيح (المله) : (مزعل بيك سوّه وكاحه اطرحوا فيروز للفلقه). الشعب العراقي منذ زمان طويل يدفع ثمن اخطاء حكامه من الطغاة والجبابرة الذين حكموه من قبل، وهو الان يدفع ثمن الخنوع والسلبية اللذين مورسا بحقه. لقد اصبح لحم الشعب حكرا على مبضع الارهاب الدامي ، بعد ان شبع موتا نتيجة سياسات النظام السابق الهوجاء ، وممارساته الطاغوتية ضد ابناء الشعب ، ومنها سياسة قطع الرؤوس التي عرضت من على شاشة العراقية اثناء محاكمة الذين شاركوا بتصفية الاحزاب الدينية . انها عودة بسيطة الى الخلف من خلال الصور والافلام لفدائيي صدام آنذاك بملابسهم السوداء المشؤومة كي نضع حجرا في افواه المتخرصين الذين بدأوا حملة شعواء اساسها المقارنة بين الارهاب الاحمق حاليا والقتل المجاني في زمن النظام السابق ، الارهاب الذي ورث اساليب القمع والقتل ، متناسين ان الديمقراطية وتجربتها بريئتان من الدماء التي سفكت بعد التغيير ، لان القاتل معروف والمجرم ، هو الفدائي والارهابي الذي رضع ثدي الغدر والجريمة واعتاد عليهما . من الممكن ان يرى أي منصف بعينين مغمضتين ان الشعب هو الذي دفع ثمن الحرية حين دافع عنها قديما ، حيث رأينا حين يدقون لسان الانسان على منضدة بمسمار ومن ثم يتقدم احدهم لقطعه لتبدأ بعدها الاهازيج والهوسات ، لذلك لم تزل مجارف الحفارين تستخرج رفاة من دافع عن كرامته باختياره ودونما ضغوط ، لكن المؤلم انه دفع ثمن التغيير بعد 2003 دون ان يعرف لماذا يقتل ، المهم هو اعطى والآخرون اخذوا تسرقهم من حين الى آخر الالقاب وتغرهم المناصب. انه الزمن الرديء المليء بالكذب والخديعة ، والبعض نسى انه كان مشردا خارج العراق ، وانه في اية لحظة سيعود يطرق ابواب الدول المجاورة بحثا عن مأوى ان لم يحافظ على جوهر التغيير ، وانه هذه المرة سيكون مطاردا اكثر من قبل، ولايستطيع فتح ابواب النوم على الراحة المفسدة التي افسدت من قبله وتفسد أي واحد يلجأ اليها. عودة بسيطة الى الخلف اعادت مأساة العراق برمته الى الاذهان، لماذا ننسى وجراحنا لم تزل ندية؟ رؤوس والسن مقطوعة ، تفنن في الاذلال والبشاعة. لقد دفع الشعب وتعرض للضرب بدلا عن الذين امسكوا بزمام الامور وواجب عليهم ان يستذكروا الضحايا والا فهي تجربة لقيطة لاتذكر ابطالها. ونقول للذين على طريق الكرامة سائرون كما قال الشاعر : اذا ماكنت عن قوم غريبا فعاملهم بفعل يستطاب ولاتحزن اذا فاهوا بفحش غريب الدار تنبحه الكلاب
هواء فـي شبك :(مثل عبيد المنتفج)
نشر في: 29 يناير, 2010: 08:17 م