صلاح نيازي/ لــنــدنحمل بريدنا الالكتروني الخاص، دعوةً غريبةً لحضور مهرجان المربد من اليوم الثالث والعشرين إلى اليوم السادس والعشرين من الشهر الثالث. الدعوة موجهة إلى لا أحد. أوّلاً لأننا أنا وزوجتي سميرة المانع نشترك في هذا البريد. لا ندري مَن المقصود بالدعوة، فكلانا معنيّ بالشؤون الثقافية ولاسيّما العراقية.
تبدأ رسالة اللجنة العليا صاحبة الدعوة، بالديباجة التالية: الأستاذ/ة.. المحترم/ة أين الاحترام ولم تذكروا اسم المدعو؟ المفروض ان دعوات مهمة كهذه لا توجّه إلاّ لأناس معروفين بمساهماتهم الأدبية والثقافية، وإلا لماذا يُدعون؟ إضافة؛ لا توجّه الدعوة، إلاّ بعد استكمال الشروط كافة وأخذ كل حيطة، وإلاّ بعد دراسة مفردات المهرجان والإمكانيات المتوفرة لإنجاحه. من المؤلم ان الدعوة موجهة إلى الأستاذ/ة، أي إلى شخص مجهول، فهل إلى هذا الحدّ لا يُعرف المدعو هل هو ذكر أم أنثى؟ أكثر من ذلك؛ ينصّ السطر الأوّل من ديباجة الدعوة على ما يلي: "يرجى بيان موافقتكم في حالة دعوتكم" ... في حالة دعوتكم؟ هل الدعوة لم تتقرر بعد، أم أنها صيغة لعدم التزام بالدعوة في حالة اكتمال العدد المطلوب؟ الجهة الداعية تسمّي نفسها: "اللجنة العليا لمهرجان المربد". فهل هناك لجنة دنيا ولجنة وسطى غير اللجنة العليا؟ لِمَ هذه المعميات" لماذا لم يوقع على الدعوة شخص بالنيابة عن اللجنة حتى تتعيّن المسؤولية في حالة وقوع خطأ، كما حدث قبل سنوات مع لجنة ترأسها شخص عراقي قَدِم من إحدى الدول العربية، إلى لندن بعقليةٍ شفاهية دونها عقلية الغزاة الفاتحين، لتأسيس برلمان أدبي وإصدار مجلة بكل اللغات الأوروبية، (حتى الاتحاد السوفياتي وأمريكا أيام حروبهما الباردة والحارة سابقاً، لم يحلما بذلك!) وحين فشل البرلمان الأدبي (كان هذا اسم التجمع العقيم الطموح) تفرقوا أيدي سبأ بالشتائم، وكلّهم نافض يديه من كل مسؤولية. هذه هي العقلية الشفاهية بأسوأ مظاهرها. والآن مَنْ هم أفراد اللجنة العليا لمهرجان المربد هذا؟ هل تشكلت من اتحاد أدباء البصرة فقط؟ أم بالاشتراك مع اتحاد الأدباء العراقيين؟ وما دور وزارة الثقافة؟ (في مهرجان سابق للمربد أنكرت وزارة الثقافة أنّ لها يداً في اختيار المدعوين، في حين ذكر رئيس اتحاد الأدباء أن وزارة الثقافة هي المسؤولة عن اختيار الأسماء، "يا ليت شعري ما الصحيح"؟). هل اللجنة العليا الحالية هي اللجنة السابقة نفسها التي تمتعت بسمعة لا تُحسد عليها. فقد ذكر مراسلو صحف عراقية عديدة وقعت في يدي حينها، الملاسنات والمخاشنات التي تراشقها بعض الحاضرين لدرجة الضرب والسباب. لا أدري ما الذي تفعل" بالشباك اللي تجئ منه الريح، غير أنْ تغلقه وتستريح". شكك بعض المراسلين بأحقية بعض الأسماء المدعوّة، واعتبروا قسماً منها مجرد مجاملات وصداقات وترفيهات وحكّ ظهور متبادل، وليذهب العراق، ولتذهب الثقافة إلى سقر. لكن لماذا نقيم مهرجاناً مربدياً، إذا كنا قد فشلنا لدرجة التشاؤم في المهرجانات السابقة؟. هل تداركت اللجنة العليا الأخطاء السابقة؟. يبدو من صيغة الدعوة، أن العقلية الشفاهية ما تزال ضاربة أطنابها بارتياح، للأسف. لأقلْ مرةً ثانية، لماذا نصرّ على إقامة مهرجان فاشل كل سنة؟ لماذا نبذر أموال الناس ولا نصرفها على "صبخة العرب" قرب المعقل التي لا يشرّف وضعها المأساوي المحرج أيّ مسؤول؟ ما الحصيلة الأدبية التي جنيناها من المرابد منذ تأسيسها الأوّل؟ إذا كان لا بدّ مما ليس منه بدّ، وركبنا رؤوسنا، سادرين، فخير لنا أن "نصنع الأفضل من شئ سيئ" كما يقول المثل الإنكليزي. لنأخذ الدعوة على علاتها، ونحسن الظنّ. أين تفاصيل الدعوة، وكيف الوصول إلى البصرة، وهل هناك جهة تستقبل المدعوين، وأين السكن، ومن يدفع المصاريف؟ ثمّ، وهو الأهم، ما المحور أو المحاور التي يدور عليها المهرجان، وما الأماكن التاريخية التي سيتاح للضيوف زيارتها؟ (هل بينها "صبخة العرب"؟ ما الفِرَق الموسيقية المشاركة ؟ وهل أجرت التمارين اللازمة؟ هذا المهرجان، وبوضع العراق الحالي، لا بدّ أن يُستغل استغلالا ثقافياً نظيفاً بدقةٍ علميةٍ ودراية دعائية، لإظهار وجهٍ آخرَ للعراق شوّهه الإعلام المعادي تشويهاً كالحروق لا هوادة فيه. يجب أن تتسلّم هذا المهرجان عقول جادّة، تشترك فيه‘ بالإضافة إلى وزارة الثقافة، وزارة السياحة وشبكة الإعلام العراقية. أين الجدّ ولم يتعيّن بعد محور أو محاور المهرجان، وكيف سوّغت وزارة الثقافة لنفسها تسديد نفقات المهرجان أو بعض نفقاته وهي لا تدري ما مردود المال الذي تدفعه. بالمناسبة‘ في المهرجان الشعري العالمي الذي يُعقد كل سنتين مرة، بلييج- بلجيكا، يُعطى المشاركون، الموضوع الذي سيناقشونه قبل سنتين. وقبل حوالي ستة أشهر من انعقاد المؤتمر التالي، نقدّم مساهماتنا. يختارون منها الأجود وسرعان ما تدرج في البرناج.. نُزوّد في هذا المهرجان،بكل فقرات البرنامج الثقافية، والأماكن التي نزورها مع قائمة بأسماء المدعوين الذين يربو عددهم على المائتين من شتى أنحاء العالم، مع عناوينهم البريدية وأرقام هواتفهم وبريدهم الالكتروني. أعتذر عن الاستطراد، ولكن قد ي
رسـالـة مـفـتـوحـة إلـى أولـيـاء الـمـربــد ووزارة الـثـقـافــة
نشر في: 30 يناير, 2010: 05:26 م