TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > للـمفـكـر الفـلـسفـي العـراقـي الـراحـل عـبـد الـرزاق مـسـلـم الـمـاجـد

للـمفـكـر الفـلـسفـي العـراقـي الـراحـل عـبـد الـرزاق مـسـلـم الـمـاجـد

نشر في: 30 يناير, 2010: 05:29 م

. حسين الهنداويالدكتور عبد الرزاق مسلم الماجد مفكر فلسفي يساري عراقي. ولد في عام 1929 في مدينة الناصرية. وتخرج من معهد المعلمين العالية -1947- 1951 ليعمل أولاً أستاذاً للغة العربية في ثانويات الناصرية والخالص وفي دار المعلمين ببعقوبة ثم مدرسا ومفتشا في تربية الرصافة ببغداد بعد 1958، قبل ان ينتقل الى دراسة الفلسفة في جامعة موسكو -1960 – 1966
دليعود أستاذاً للفلسفة في جامعة البصرة في 1967. توفي اغتيالا في البصرة غدرا في يوم الخميس المصادف 21/3/ 1968 بسبب افكاره اليسارية ونضاله السياسي. وتمثل مؤلفاته الفلسفية العديدة اول محاولة في العالم العربي لدراسة نظرية ابن خلدون في علم التاريخ على منهج النظرية المادية التاريخية، معمقا ومواصلا فيها تيارا فلسفيا عالميا في هذا المجال تؤكده مؤلفات تكشف عن موهبة علمية واثقة وطموحة لديه في مجال الفكر الفلسفي لاسيما عند ابن خلدون الذي خصه الى جانب أطروحته باللغة الروسية، بعدة دراسات بالعربية من بينها كتاباه المنشوران بعد وفاته وهما «مذاهب ومفاهيم في الفلسفة وعلم الاجتماع» (بغداد – 1975) و»دراسة ابن خلدون في ضوء النظرية الاشتراكية» (بغداد – 1976) الذين نعمل على إعادة إصدارهما ثانية قريبا. في هذه المقالة التي ظهرت لأول مرة في مجلة (المورد) البصرية عقب وفاته بقليل، وأعادت نشرها في 1994 مجلة «أصوات» الصادرة في لندن، يلقي المفكر الراحل الضوء على جوانب عميقة من فكر ابن خلدون لم تكن معروفة لدى المتخصصين في العالم العربي حينئذٍ. بيد ان هذه الدراسة تعبر بشكل واف أيضاً عن منظورات عبد الرزاق مسلم في مجال الفلسفة. وهي منظورات كانت ستأخذ ربما منحى اكثر خصبا وتوسعا وتأثيرا في اثراء ذلك المنهج الذي أراد ان يثبت علاقة قوية بين ابن خلدون والفلسفة، وان يجد في «المقدمة» أفكارا تدعم التفسير الماركسي للتاريخ وتكون جذرا لنظرية ماركس حول تطور قوى الإنتاج، وهو تفسير كان قد أسسه في أوروبا قبلئذ عدد من ابرز المهتمين بدراسة ابن خلدون لاسيما ايف لاكوست في كتابه (ابن خلدون - مؤسس علم التاريخ» (باريس - 1954 )، وفرانز روزنتال في ترجمته لمقدمة ابن خلدون الى الانكليزية (نيويورك 1958)، وكتابات سفتيلانا باتسييفا في «العمران البشري في مقدمة ابن خلدون» و»نظرية فلسفة التاريخ عند ابن خلدون» «الأسس الاجتماعية لنظرية ابن خلدون في فسفة التاريخ» و»البحث التاريخي الفلسفي لابن خلدون»، و»مقتطفات مختارة من ابن خلدون» الصادرة بين 1958 و1965. من المسائل الكبرى التي اشتد حولها الخلاف طوال تأريخ الفلسفة ولا تزال مسألة الفكر وموضوعه، العلاقة بين تصورات ومفاهيم الإنسان وبين العالم الخارجي، هل ان هذه المفاهيم انعكاس موثوق للواقع الموضوعي ام انها نتاج خاص لفكر الإنسان يستخلصه بالتأمل البحت ويمليه على الطبيعة، او بعبارة أخرى ما هو موضوع المعرفة وما هي طرق تحققها؟ ومهما بدت هذه المسألة نظرية فان حلها يحدد بشكل منطقي النشاط العملي للإنسان بقدر ما يعزز من قدرته على التحكم بالطبيعة وينتقص منها، ويستحثه على إعادة بناء المجتمع او يقعده عنها. كما تتوقف الإجابة عن هذه المسألة حل أهم معضلات العلم والفن والأخلاق..الخ، فالفيلسوف الذي (يشك) مثلاً في إمكانية التوصل الى معرفة موثوقة عن العالم يبخس دور العلم ويجعل مهمته قاصرة على وصف الظواهر فحسب، في حين يميل من يعتقد بأن الإنسان يولد وهو مزود (بأفكار فطرية) الى البحث عن مصدر للخير والشر في الطبيعة الإنسانية محولاً النظر عن أسبابهما الاجتماعية. أما (اللا أرادية) في المعرفة فغالباً ما كانت الأساس الفلسفي للنظريات (الإرادية والفردية) في علم الاجتماع، اذ بقدر ما يكون وجود الفرد كمفكر – من وجهة النظر هذه – الوجود الحقيقي الموثوق به، فان أي حديث عن قوانين موضوعية تسير المجتمع لا يمكن ان يجري مطلقاً وان الفرد يصبح متحرراً من الحتمية تماماً. وعلى العكس من هذه التصورات كانت نتائج أبحاث المفكرين الطليعيين في مختلف العصور الذين نظروا الى هذه المسألة نظرة علمية موضوعية كل حسبما كانت تسمح به ظروف عصره الاجتماعية واعتماداً على المستوى الذي بلغه تطور العلم فيه، وابن خلدون واحد من هذه الشخصيات الفذة في تاريخ الفكر الفلسفي1. ظهر ابن خلدون في عصر كانت السيادة فيه في الحقل الفكري للنظر الميتافيزيقي، اذ منذ الضربة التي وجهت للفلسفة في شخص ابن رشد في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، لم يعد للبحث في ظواهر الطبيعة والمجتمع على أساس علمي أي محل في دراسات مفكري العصر، وقد ساعد على تعميق هذا الاتجاه انتشار المدارس الصوفية في بلاد المغرب انتشاراً واسعاً. جاء ابن خلدون وكان هدفه الرئيسي –كما يحدده هو في مستهل كتاب المقدمة- البحث عن قوانين التطور التاريخي في طبيعة المجتمع ذاته، وهو أمر يقتضي أولاً وقبل كل شيء سلوك اتجاه مغاير تمام المغايرة للاتجاه السائد في البحث آنذاك، والاستناد الى أساس فلسفي محدد في المعرفة، ولما كان ابن خلدون على اطلاع تام بآ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram