بغداد/ نورا خالدتصوير/سعدالله الخالديافتتحت في مستشفى الطفل المركزي في الإسكان وبدعم من الأكاديمية الملكية الدولية للعلم (rasit) أول مكتبة من نوعها في العراق والوطن العربي لأطفال السرطان، هدفها زرع البسمة على وجوه أولئك الأطفال التي أتعبتها كثرة العلاجات الكيمياوية والآلام المبرحة التي تفتك بأجسامهم النحيلة،
 وقضاء أوقات فراغهم في القراءة والمطالعة. الأميرة د/ نسرين هاشم المسؤولة عن إقامة المكتبة قالت: تم تأسيس هذه المكتبة من منحة الشريفة فاطمة للأمومة والطفولة في العراق وهي بداية تعاون في أمور كثيرة فيما يخص الطفل في العراق، وفي افتتاحي لهذه المكتبة اشعر بأنني تقلدت أعلى الأوسمة. وأريد ان أتقدم بالشكر الى مدير المستشفى الذي لم يتردد لحظة واحدة في إقامة المشروع وهيأ لنا المكان المناسب لتنفيذه ولا أريد ان أنسى دور المتطوعين الذين يقومون بعملهم وهم سعداء لا لشيء سوى لتقديمهم خدمة الى العراق وأطفال العراق، هذا هو الإنسان العراقي الذي بقي كالنخلة العالية وجذورها راسخة في الأرض. بعد ان بدأ يتماثل للشفاء من مرض السرطان تبرع الطفل عبد الله للمكتبة بعدد من الكتب ومجلات الأطفال ونتيجة لجهوده التي كان يبذلها عبد الله وهو في المستشفى في ترتيب الكتب على الأرفف ورفد المكتبة بالكتب كوفئ بشهادة تقديرية قدمتها له الأميرة نسرين. مدير مستشفى الطفل المركزي الطبيب قاسم زاهي عيسى تحدث لنا والفرحة تملأ قلبه لتحقيق حلمه بإنشاء مكتبة لأطفال مرضى السرطان وأضاف: بعد ان قامت الحكومة الاسبانية بتأهيل المستشفى دعتنا لزيارة مستشفياتها الخاصة بالأطفال هناك واثناء زيارتنا رأينا في نهاية كل ردهة هناك صالة للألعاب ومكتبة للأطفال وبعد عودتنا عملنا على ان تكون في نهاية كل ردهة صالة للألعاب وفعلا تحقق هذا المشروع. الا ان فكرة المكتبة تقدمت بها سمو الأميرة نسرين ووافقنا على إقامتها وخصصنا لها غرفة لتوضع فيها مختلف انواع القصص والأقلام وكتب التلوين فضلا عن الكتب التعليمية فالهدف من المكتبة ترفيهي تعليمي والعمل فيها تطوعي ونأمل ان يتطور المشروع بجهود الجميع. نحن نؤمن بأن نصف العلاج فسحة الأمل، هكذا بدأت نوف الفلاحي إحدى المتطوعات للعمل في المكتبة كلامها وأضافت بدأت الفكرة أولاً بوضع لوحات على جدران المستشفى قام برسمها أطفال عدد من المدارس وبعد ان رأينا الأطفال وهم ينظرون الى تلك اللوحات بفرح وإعجاب ويحاولون تقليد تلك الرسوم، تقدمت سمو الأميرة بفكرة إنشاء مكتبة لتكون مكاناً ينسى فيه الأطفال الامهم فضلا عن تعليمهم، بدأت المكتبة بفتح أبوابها يومي الخميس والجمعة كون المسؤولين عن فتحها هم طلاب وليس لديهم مجال سوى هذين اليومين، الا انه وبعد توافد عدد من المتطوعين للعمل في المكتبة من المتفرغين أصبحت المكتبة تفتح أبوابها كل يوم من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الساعة الثانية بعد الظهر، ولم يقتصر العمل على إنشاء المكتبة فقط وانما تعدى ذلك الى إنشاء غرفة لعرض أفلام كارتون وأفلام تعليمية. مصطفى اللامي عضو الهيئة الإدارية لمكتبة الشريفة فاطمة للطفل تحدث عن مشروع المكتبة قائلا: المكتبة بدأت بفكرة وأصبحت واقعاً ملموساً فبعد أن أصبح الموت ثقافة والكل ينتظر قطار الموت يقف في محطته جاءت المكتبة لتزرع الحياة في نفوس أولئك الأطفال وتخفف من الآمهم وتصبح المكان الذي يمارس فيه الأطفال طفولتهم التي فقدوها في أروقة المستشفى وتعوضهم عن المدرسة التي انقطعوا عنها بسبب مرضهم. مسؤولة المكتبة رغد فؤاد تكلمت معي والدموع تملأ عينيها وهي تقول لم أكن أتوقع ان استمر في العمل الذي جئت اليه متطوعة بعد ان رأيت كل هؤلاء الأطفال وهم يعانون من السرطان الا انني وبعد ان رأيت الفرحة في عيونهم وهم يقفون بانتظاري قبل موعد افتتاح المكتبة كل يوم الساعة الحادية عشرة قررت ان استمر، وأصبحت المكتبة الآن ملاذاً للأطفال حتى في بعض الأحيان يأخذون علاجهم فيها وهم سعداء، والآن أنا سعيدة جداً بعملي وانا بين أطفال لا حول لهم ولا قوة وأضافت: أعلمهم الرسم وقراءة الأحرف وكتابتها،وأزرع الأمل في نفوسهم.