واشنطن/ اف بيكشف البيت الابيض اليوم الاثنين مشروع الميزانية الفدرالية للعام 2011 والذي يتوقع ان يرسخ الاولوية المعطاة للانتعاش الاقتصادي وخلق وظائف والتخلي عن مشروع عودة الاميركيين الى القمر وذلك بموجب ضرورة خفض النفقات. وتبدأ السنة المالية في الولايات المتحدة، وهي خصوصية اميركية، في الاول من تشرين الاول.
وفي هذه الحالة فان السنة المالية لعام 2011 مكملة لسنة 2010 التي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الاربعاء التوظيف فيها ضرورة وطنية ملحة. واعلن الرئيس الجمعة انه يعتزم تخصيص 33 مليار دولار لمساعدة الشركات الصغيرة على التوظيف في 2010. وستشهد السنة المالية 2011 ايضا نهاية خطة الانعاش التي اطلقت في شباط/فبراير 2009 بقيمة 787 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، والتي يفترض ان يكون معظمها قد انفق قبل الاول من تشرين الاول. وفي الوقت الذي سيعلن فيه مشروع قانون خطة 2011، سيكمل البيت الابيض مشاريعه للعام 2010. فبعد عجز قياسي بلغت قيمته نحو 1316 مليار دولار في 2009، يتوقع البيت الابيض في توقعاته الاخيرة التي نشرت في اب فجوة جديدة غير مسبوقة تزيد عن 1500 مليار دولار. ويحيط مكتب الميزانية التابع للبيت الابيض قانون خطة السنة المالية التي ستبدأ في الاول من تشرين الاول باكبر قدر من التكتم. وفي غياب معلومات، يمكن ان تعطي الارقام الاخيرة لمكتب الميزانية التابع للكونغرس الاميركي مؤشرا. وتوقع هذا المكتب الثلاثاء ان ينخفض العجز في الميزانية اعتبارا من 2010، لكنه يبقى مع ذلك ضخما عند حدود 1349 مليارا، اي 9,2% من اجمالي الناتج الداخلي للسنة الجارية. وثمة امر مؤكد هو ان مشروع ميزانية 2010-2011 سيتميز بمكافحة العجز وبالتالي الحد من الانفاق. وقد اكد الرئيس ذلك مساء الاربعاء في خطابه عن «حال الاتحاد»، كما ان الكونغرس يعمل على ذلك. الا ان الحكومة ليس لديها الكثير من الخيارات ان ارادت تنفيذ وعدها باعادة العجز في الميزانية الى نحو 3% من اجمالي الناتج الوطني على المدى المتوسط. ويرى مكتب الميزانية التابع للكونغرس ان العجز في الميزانية قد يتراجع الى 980 مليارا في 2010-2011، اي 6,5% من اجمالي الناتج الوطني. وفي الوقت الحاضر فان ثقل الدين العام يتضخم. فاستنادا الى ارقام اجمالي الناتج المحلي التي نشرت الجمعة فهو يبلغ نحو 12300 مليار دولار، اي 86% من اجمالي الناتج الداخلي للبلاد. وقد رفع الكونغرس الخميس الى 14294 مليار دولار سقف الدين العام بغية السماح للخزانة بمواصلة الاقتراض لتمويل خطة الانعاش الاقتصادي. لكن خفض العجز يبقى ماثلا في الاذهان. والضحية الاكثر رمزية لذلك ستكون على الارجح البرنامج الفضائي الاميركي. وفي هذا السياق صرح مصدر مقرب من البيت الابيض ان اوباما قرر التخلي عن برنامج كونستيليشن (كوكبة النجوم) الذي اطلقه سلفه جورج بوش والذي كان هدفه اعادة ارسال اميركيين الى القمر بحلول العام 2020. وهوامش المناورة امام البيت الابيض محدودة للغاية. فالازمة التي لا تزال تلقي بظلالها على الشركات والاسر حدت بشكل كبير موارد الدولة. واعلن اوباما تجميدا لثلاث سنوات للنفقات غير الضرورية ما يمكن ان يوفر 250 مليار دولار على الخزينة. لكن ذلك لا يبين شيئا عن النفقات غير القابلة للضبط والتي يمكن ان ترتفع كثيرا خصوصا تحت وطأة النفقات الاجتماعية المرتبطة ببقاء البطالة عند مستوى مرتفع جدا.
اوباما يتخلى في ميزانية 2011 عن (القمر) لصالح الوظائف
نشر في: 30 يناير, 2010: 06:19 م