TOP

جريدة المدى > تحقيقات > القصة الساخنة للمتجاوزين على العقارات السكنية الحكومية

القصة الساخنة للمتجاوزين على العقارات السكنية الحكومية

نشر في: 31 يناير, 2010: 05:25 م

وائــــل نعمــــــة  تصوير- مهدي الخالدي في احدى الزوايا اتفقت (ام حسن) مع الرجل الضخم صاحب (الدشداشة) السوداء وذي الصوت الأجش على أمر ما!  وفي حالة من الريبة والقلق دفعت بالـ (300) دولار الى يد الرجل الضخم حتى يخلي لها مكانا في الجنة!
احدى البنايات المهملة والتابعة لوزارة الدفاع بمنطقة الكرادة وجدت فيها (ام حسن) غرفة صغيرة تؤويها  بعد ان اخرجت ساكنها القديم او (محوسمها) القديم! المبلغ الذي اعطته اياه كان بمثابة نقل ملكية من..... الى.... رغم ان الاثنين لايملكان هذا المكان.وتقول أم حسن ان الاقامة في هذا المكان ليست بالامر الهين، اذ ان الساكن الاول الذي وضع يده على البناء الحكومي بعد انهيار النظام السابق حينما تركت هذه البناية دون حراسة، جعلته يمسك بزمام الامور ويتحول الى زعيم المكان المهدم. وتضيف «جئت الى هنا في سنة (2004) لأكون قريبة من اخي وعائلته و قد سبقوني الى هذا المكان».   أم حسن كانت تسكن في احد الشوارع الفرعية وتفترش الارض مع اطفالها الثلاثة بعد ان استيقظت في احد الصباحات فلم تجد زوجها الذي استأجر لها غرفة في ابعد نقطة ببغداد، فلم يودعها بل هرب تاركا معها الاطفال  حتى نفدت النقود وارتمت في حضن الشارع  حينها وجدت هذا المكان فالتجأت اليه.سكن غير مناسب! هذه المجمعات السكنية (اذا صح التعبير) مرتع للأوبئة والأمراض ومكان خصب لتكاثر الحشرات ومأوى للنفايات، والماء والكهرباء ليسا من ضمن التصميم الاساسي لهذا  (المجمع)، فترى النساء يحملن الماء من كل حدب وصوب وتمتلىء رؤوس الاطفال بالقمل ويجوبون المكان وهم حفاة، كما ويتجمع الشباب البائس المدمن على البطالة في هذا المكان بشكل ملحوظ  ومنهم من كسر هذا القيد  وامتهن مهنا غير شرعية، ورجال معوقون وجدوا (الشحاذة) عكازهم الأبدي. وقد نزح الى هذه المباني ومثيلاتها  من المباني الحكومية التي هدمت وتركت بعد سقوط النظام الكثير من العوائل التي كيفت نفسها للعيش فيها ووضعت اسيجة من القصب والطابوق وقسمتها إلى غرف وفقا لطبيعة المكان والمساحة التي وضعت يدها عليها. البعض من هذه العوائل لها  مبرراتها للجوء الى هذي الأماكن  وحالتها لا تسمح بالعيش إلا في مثل هكذا اماكن  غير الشرعية،فيما وجد الاخرون فيها تجارة مربحة! فالكثير من الاشخاص قد تكالبوا على هذه البنايات في فترة الفوضى التي اعقبت سقوط النظام  حتى يبيعوها فيما بعد كما هو الحال مع الشخص الذي تحدثنا عنه في بداية التحقيق والذي اشترت منه ام حسن مكانها الجديد.يقول عدنان مطرود 50 سنة ويعمل في بيع البانزين على احد الارصفة في بغداد وهو يسكن في (مجمع الرسول السكني) الواقع في حي الوحدة انه نزح الى المجمع في فترة التهجير القسري بعد ان هدم بيته بـ (الهاونات) الطائشة وتلقى تهديدا بالخروج من محل سكناه، فاضطر للجوء الى هذا المكان. وقد اشترى المنزل الذي يتكون من غرفة واحدة من احد الساكنين قبله. والمكان يستخدم للنوم والاغتسال والطهو وكل العائلة تجتمع في هذه الغرفة  الوحيدة البائسة.ويضيف عدنان  «هناك العشرات من العوائل التي  تسكن المجمع وتتقاسم الهم والمشاكل، ومعظم الساكنين قد حشروا في غرفة او غرفتين حسب القدرة المالية! ماعدا مدير المجمع (كما يسمى) وهذا الشخص قد اختير من قبل سكان المكان لكي يكون الواجهة امام السلطات حينما تأتي وتطالبهم بالخروج، وهذا الشخص قد سكن في بناية تحتوي على  أربع غرف. ولا يفكر عدنان بالعودة إلى منطقته الأصلية «لأن هناك عائلات استولت على منزله شبه المهدم.rnالإخلاء والرفض!الحكومة من جانبها حذرت الكثير منهم وامرت باخلاء بعض من هذه المباني، وبالفعل قد اخليت الكثير منها والبعض الاخر مازال على وضعه، واحتج الكثير من ساكني هذه البنايات على القرارات الحكومية الداعية الى خروجهم ورفعوا شعارات ونظموا تظاهرات تطالب بابقائهم او بتوفير أماكن أخرى لايوائهم. ولا تزال بعض من هذه (اليافطات) التي تتحدث عن هذا الموضوع  معلقة على الجدران، البعض منها تطالب بتوفير السكن الملائم حتى يخلو المكان وأخريات كتب عليهن شكر لرئيس الوزراء لانه وافق على ابقائهم في المكان الذي تجاوزوا عليه.ابو ستار 62، الذي لجأ الى احد المعسكرات  السابقة، الذي يسمى الان بمجمع (الزهراء)،يقول « جئت بعد سقوط النظام  وسكنت في الابنية الكثيرة في هذا المعسكر لاني لا املك منزلاً».ابو ستار شكل خلية ازمة قبل فترة مع الساكنين واعترضوا على قرار ازالتهم ورفعوا شعارات تندد بالازالة وتطالب المسؤولين بأيجاد سكن  كريم  لهم. ويرى ابو ستار ان الجيش الحالي لا يحتاج لهذا المكان فالكثير من الاماكن يمكن استغلالها  ولن يؤثر شيء في الدولة اذا ترك للمحتاجين، والجميع محتاج للبقاء فيه لأنهم عوائل فقيرة قد لا تملك مبلغ 250 الف شهريا لاستئجار بيت في بغداد او أي مدي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram