صدر العدد المشترك 333 - 334 من مجلة "الثقافة الجديدة"، هذه المجلة التقدمية التي تأسست عام 1953، ولكنها عانت أكثر من حالة توقف ومنع من قبل السلطات الرجعية والفاشية التي حكمت العراق وما أكثرها!. يبتدئ العدد بكلمة لرئيس التحرير د.صالح ياسر نقتطف منها قوله:
"سعت السلطة الدكتاتورية المقبورة لتشويه وظيفة الإبداع وسمتها الاجتماعية، وحولتها الى وظيفة لإنتاج وإعادة إنتاج الاستبداد، وحوّلت المعرفة الى أداة لتبرير أيديولوجيا الاستبداد القائمة على وحدانية المرجعية. هكذا تحولت الثقافة ومنتجوها الى البرهنة، في كل لحظة، على ان شرعيتها الوحيدة هي الدفاع عن "شرعية" الاستبداد، الذي لم يعد مجرد ممارسات على المستوى السياسي، بل وكذلك ايدولوجيا، حيث تم حبس عملية المعرفة التي يحتاجها المجتمع في اقمطة لا يجوز التمدد خارجها!". بعدها نطالع ملفا عن الاقتصادي الكبير إبراهيم كبة بمناسبة الذكرى التسعين لميلاده، شارك فيه سلام إبراهيم كبة بمادة عنوانها "إبراهيم كبة غني عن التعريف"، ذكر فيها: (تشرب إبراهيم كبة بالحس الوطني وتأثر بأفكار جعفر ابو التمن والحزب الوطني قبل سفره خارج العراق الى حد كبير، واكتسب منه دور الجماهير كصانعة للتاريخ، وأهمية الدفاع عن النقابات المهنية ورعاية مصالحها المختلفة وأهمية الحياة الحزبية التي كانت قد ألغيت بفتوى ملكية عام 1934)، ثم تأتي شهادة د.عبد العزيز وطبان بعنوان "الأستاذ إبراهيم كبة لازال حياً" نقرأ فيها: (عندما أقول ان الأستاذ إبراهيم كبة لازال حيا فهذا حقيقة واقعة وليس حلما او مجرد خيال، فحياة الإنسان تبقى مستمرة عندما يترك أثرا او معلما او ثروة في حياته، والمقصود بالثروة هنا ليس ثروة مادية فحسب، بل ان الثروة العلمية والثروة الفكرية استمرارية وديمومة في الحياة). ويقدم د.حسن بدر شهادة بعنوان "رمز كبير للأستاذ او للمعلم في العراق"، فيما يكتب د.عصام حافظ "إبراهيم كبة.. قد تنفع الذكرى". اما في باب مقالات فنقرأ للدكتور سليم الوردي مقالة بعنوان "لعنة موضوعة فترة الانتقال"، ويكتب د.إبراهيم خليل العلاف مقالا بعنوان"جماعة الصحيفة 1924-1932: فصل من تاريخ حركة الفكر والثقافة العراقية المعاصرة"، وهناك أيضا مقالة د.عبد الكاظم ماجود عون "العلاقة بين النظام الكمومي والنظام الاجتماعي"، ومقالة مصباح كمال بعنوان "السياسات الاقتصادية في العراق والخيارات البديلة ـ قطاع التأمين أنموذجا". وكتب الدكتور أكرم حسن مقالته بعنوان"جهود جمهورية العراق للانضمام الى منظمة التجارة العالمية"، فيما عنون رئيس التحرير د.صالح ياسر مقالته بـ "منظمة التجارة العالمية بين خطاب الوعود وأسئلة الواقع". وبعد مقال سياسي طويل للبروفسور د.كينت يأتون بترجمة د.هاشم نعمة، تنشر المجلة حوارا مع المفكر نصر حامد ابو زيد، الذي حاوره ياسين النصير وهاشم نعمة، ويكتب إبراهيم الحريري (حول الحوار مع عزيز سباهي)، وفي الأدب والفنون يكتب الأستاذ فاضل ثامر: "المثقف العراقي التابع والخائن والعضوي". وتقدم المجلة باقة من القصص القصيرة والنصوص الشعرية.