TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :نقمة الاختناقات المرورية

كلام ابيض :نقمة الاختناقات المرورية

نشر في: 31 يناير, 2010: 07:11 م

علي القيسيمن المفارقات الملفتة للنظروالمثيرة للضجر حقاً ، خصوصا هذه الايام ، هي ارتفاع وتيرة الزحامات وتفاقمها في عموم شوارع بغداد، حتى باتت ظاهرة مزمنة ،مستعصية على الحل ، وهي ما انفكت تزداد بعد كل تفجير ارهابي لئيم، بسبب اشتداد الاجراءات الامنية، ليكون الموظف الذي يبرح داره باكراَ بغية الوصول الى دائرته او محل عمله،
 ضحية رحلة شاقة يومية ، تنطوي على الانتظار الممل اولا, والارتياب من مخاطر الطريق، فضلا عن القلق القاتل من صرامة جهاز"البصمة" الذي يسجل وقت وصوله الدائرة إلكترونيا، ليكون هذا الموظف المجهد خلال رحلته هذه كمن يجلس فوق صفيح ساخن، يأمل بفارغ الصبر ان يأخذ احدهم بيده للخروج من هذه المتاعب المزمنة. وقس على هذا المنوال بقية خلق الله، الذين يتنقلون بين مناطق العاصمة المقطعة الاوصال، بسبب هذه الزحامات الخانقة. وبحسب مواطنين درجوا على إبداء رأيهم في كل صغيرة وكبيرة، قتلا للوقت الثقيل، وهم داخل سيارات "الكيا": فإن سبب هذه الاختناقات المرورية ليست الاحترازات الامنية وحسب، بل دخول هذا العدد الهائل من المركبات المتنوعة، من دون تخطيط او ضوابط تمنع مثل هذا التخبط !. في حين يرى اخرون، ان ضيق الشوارع واهمال عمليات تأهيلها لفترة طويلة، هو السبب الحقيقي لكل هذه المعاناة، التي يئن من وطأتها المواطن البغدادي. وذكر غيرهم ان السيطرات العسكرية هي المسبب الاول والاخير، كون العاملين فيها لا يقدرون قيمة الوقت المهدور. هذه الصورة شاهدها المسؤولون وعلموا بها عبر الفضائيات التي لم تترك واردة او شاردة إلا وحشرت انفها فيها, ومع ذلك لم يحرك المسؤولون شيئا لحلحلة هذه الازمة. اذكر ويذكر كثير من الناس ان الزحامات في نهاية السبعينيات كانت في ذروتها لأسباب شتى, لكن الجهات المعنية وقت ذاك استعانت بفريق من الخبراء الاجانب، وان لم تخنّي الذاكرة كانوا من اليابانيين ، تمثلت خطتهم الظاهرة بجعل جسر الاحرار ممرا واحد الى الرصافة مثلما جعلوا جسر الشهداء ممرا واحدا ايضا الى الكرخ ، وطبقوا مثل ذلك على بعض الشوارع ومنها الكفاح، ليكون بممر واحد بعد ان كان بممرين، عند ذاك انفرجت الازمة لتنساب عملية سير المركبات بيسر وسلاسة. فما الضير اليوم من الاستعانة بخبراء قادرين على وضع حلول لكل هذه المشاكل التي نرزح تحت وطأتها ؟! واعتقد ان الاستعانة بأهل الخبرة ضرورة تـُلزمنا بها الظروف التي نتجرع مراراتها بشق الانفـس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram