طه كمرمن خلال المتابعة اليومية للاحداث الرياضية في جميع ارجاء العالم عن طريق شاشات التلفزة التي تحرص القنوات الفضائية على نقلها لجميع المشاهدين خصوصا كرة القدم اللعبة المفضلة والتي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة وتصنف الاولى في العالم بين بقية الالعاب الاخرى،
نرى ان اللاعبين يحاولون ابتكار بعض الفعاليات التي تعبر عن فرحهم بتسجيل هدف في مرمى الخصم ونراهم دائما في حالة سباق الابتكار الحركة الاجمل اللافتة للنظر وجذب انتباه المتابع فدائما ما نرى ان احتفال اللاعب بتعبيره عن فرحه بالهدف ذو جمالية احيانا تفوق جمالية الهدف نفسه . وتجاوزت تقليعات اللاعبين خصوصا في قارة اوروبا وحتى افريقيا لتشمل طريقة تصفيف الشعر وارتداء بعض الملابس تحت قميص اللعب والتي تحمل بعض العبارات التي تروم بها الترويج لبعض الشركات العالمية وغيرها من الامور التي يحاول اللاعبون شد انتباه المتابعين والجمهور الرياضي الا انه للاسف ما سجلته أنا في مفكرتي ومعي الكثير من المتابعين خصوصا في العراق لاحظنا ان لاعبينا دائما يحاولون تقليد الغرب حتى في هذا المجال ولابأس ان كان التقليد يعود بالفائدة لكن ما لاحظناه ان لاعبينا اخذوا من الغرب القشور وتركوا اللب الذي نحن بأمس الحاجة له كي نسير على خطاهم ونحقق ما حققوه في هذه اللعبة التي اجتاحت بجمالها جميع الالعاب الاخرى وسحرت العالم بدورانها واستقرارها داخل الشباك لتفرح ناس وتبكي ناس وهذا هو سر جمالها . بدأ لاعبونا يقلدون لاعبي اوروبا وافريقيا وامريكا بتعبيرهم عن الفرح بتسجيل الهدف واخذوا يعيدون ما فعله البرازيلي بيبتو وزميله روماريو ومن بعدهم رونالدو، والبعض الآخر اخذ يقلد الانكليزي بيكهام وزميليه روني وأوين والبعض الآخر قلدوا ما فعله الكاميروني روجيه ميلا الخ ! يسأل سائل : لماذا لا يبتكر لاعبونا طريقة يعبرون بها عن فرحهم بتسجيل الهدف والى متى نبقى نقلد حتى بأبسط الامور لماذا ؟ لا يتأثر لاعبونا بما يقدمه هؤلاء اللاعبون من مستوى فني يبهر العالم بجماله لماذا يتأثرون بهذه الامور التي لا تقوّم مستواهم ولا تطور أداءهم، بل انها تقلل من حظوظهم تجاه محبيهم لانها امور تافهة جدا واعتدنا نرى اخيرا ان معظم لاعبينا بدأ يبذل جهدا جهيدا بتعبيره عن الفرح يتجاوز به ما بذله بتسجيله الهدف ذاته فأحيانا يسجل الهدف بطريقة غير فنية اي نتيجة دربكة تحصل داخل منطقة الجزاء ليشترك بتسجيل الهدف اكثر من لاعب لكن بالنهاية يحسم بقدم او برأس احدهم لذلك يسجل باسمه فنراه لا يركز على ما يفعله بل نجده يقلد احد اللاعبين العالميين تقليدا حرفيا . وامتدت موجة التقليد لتشمل تسريحات اللاعبين التي لا تمت بأية صلة للاعب العراقي المعروف عنه سابقا انه لا يتأثر بهذه الامور لاسيما ان كوكبة اللاعبين السابقين لا نجد فيها من يعطي هذه الامور اهتماما بقدر اهتمامه بالتدريب وحرصه على المواظبة وتحقيق الفوز في المحافل الدولية لكن اليوم خصوصا في دورينا الحالي شاهدنا ان هناك منافسة شديدة بين اللاعبين ليس على تقديم الافضل بل على الظهور امام كاميرات القنوات الفضائية بتسريحاتهم الجديدة وماقام به مهاجم فريق الشرطة حسين كريم في مباراة فريقه امام فريق الكرخ وتسجيله هدفي فريقه لم يشفعا له ما ظهر به من مظهر لا يتلاءم مع حقيقة اللاعب العراقي عندما وضع حلقات ملونة في شعره الذي صففه بطريقة غريبة لا تمت باية صلة لما يتمتع به لاعبونا لذا نقول لهم: اخذ التقليد ! Taha_gumer@yahoo.com
بصمة الحقيقة: احذروا التقليد !
نشر في: 1 فبراير, 2010: 05:11 م