TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العلاقات الروسية الامريكية بعد عام من ولاية اوباما

العلاقات الروسية الامريكية بعد عام من ولاية اوباما

نشر في: 1 فبراير, 2010: 05:31 م

فالح الحمرانيرغم الاتفاقات الاخيرة للقيادات الروسية والامريكية للاسراع بالتوقيع على اتفاقية الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية الجديدة، خيب العام الاول من ولاية الرئيس باراك آمال الدوائر الروسية التي كانت تعقد على إحداث تحسين جذري في العلاقات الروسية ـ الامريكية. ومع ذلك فانها تقر بحدوث تقدم ملموس تجلى بتخفيف حدة التوتر التي اثارته القضايا الخلافية مع الادارة السابقة، وغابت نبرة الخطاب العدواني بين موسكو وواشنطن،
وفتح الطرفان ملفات تعاون جديدة في مختلف المجالات،الا انه من المستبعد الحديث عن دخول الدولتين في تحالف استراتيجي بعيد المدى نظراً لتناقض المصالح واختلاف الرؤية في التعاطي مع العديد من الشؤون الدولية والمتغيرات المستديمة.ان اجراءت الرئيس اوباما بالتراجع عن خطط البيت الابيض نشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ باروبا وموافقة الكرملين على التعاون في افغانستان وقطع البلدين شوطا كبيراً على صعيد المباحثات بشان الحد من الاسلحة الاستراتيحية، خلقت افاقا واعدة لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن.ولكن خطط البنتاغون الجديدة بنصب صواريخ في بولندا اثارت من جديد هواجس روسيا وشكوكها بنوايا البيت الابيض. في الوقت نفسه لم يتوصل الطرفان الى تسوية الخلافات بينهما حول قضايا هامة بالنسبة لروسيا، ولاسيما ما يتعلق بالموقف من جورجيا التي تقول روسيا انها تنتهج سياسة غير بناءة بالقوقاز، وقضية اعتراف روسيا بجمهوريتي اسيتيا الجنوبية وابخازيا. وكذلك رفض روسيا خطط ضم اوكرانيا وجورجيا لحلف الناتووتوسيع صفوفه نحو الشرق. وواصلت روسيا موقفها المعارض للاعتراف باستقلال كوسوفا الذي تدعو له واشنطن. ورحبت روسيا بفوز باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2008 واعتبرته فرصة سانحة للتخلص من تركات ادارة الرئيس السابق جورج بوش وانعكاس مواقفها على الساحة الدولية وفي محيط الاتحاد السوفياتي السابق على العلاقات الثنائية التي سادها التوتر.ودشنت روسيا صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية عام 2009 وعقد الرئيس دمتري ميديفيدف عدة لقاءات قمة مع نظيره الامريكي اوباما.وغدت زيارة الرئيس الامريكي لموسكو في يوليو 2009 بمثابة نقطة انعطاف في العلاقات الثنائية. واسفرت عن قرارات هامة لتنقية الاجواء، من بينها التكليف بإنشاء لجان مشتركة لبحث سبل تطوير العلاقات وتحديد مجالات التعاون. والمباشرة باجراء مباحثات في جنيف لوضع معاهدة جديدة تكن بديلا عن معاهدة سالت ـ 1 التي انتهى سريان مفعولها في 5 ديسمبر 2009. واستقبلت موسكو بارتياح كبير قرار الادارة الامريكية الجديدة التراجع عن خطة نشر اجزاء نظام الدفاع المضاد لصواريخ في بولندا وتشكييا. وظهرت مؤشرات للتعاون في افغانستان واستجابة الجانب الروسي لتشديد موقفه من البرنامج النووي الايراني. تفادي فراغ استراتيجي ومن اجل تفادي حدوث فراغ استراتيجي اتفق الرئيسان ميدفيديف واوباما على استمرار العمل بروح اتفاقية سالت الاولى التي نفذ سريان مفعولها في 5 ديسمبر الماضي، لحين التوقيع والمصادقة على الاتفاقية الجديدة وعززت هذه الخطوة الثقة بين الطرفين. وتشير المعطيات الى ان الطرفين احرزا التقدم بوضع المعاهدة، الجديدة بفضل التنازلات المتبادلة بشان كميات ونوعية الاسلحة النوويةووسائل نقلها. واعلنت روسيا استعدادها لتفعيل التعاون مع الولايات المتحدة في افغانستان وباكستان، وفي قضايا البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية، وفي قضية التسوية في منطقة الشرق الاوسط. وادخلت موسكو خلال العام جملة من التعديلات على مواقفها السابقة من القضايا المذكورة، خاصة ما يتعلق بتشديد العقوبات على ايران وكوريا الشمالية. وسمحت للولايات المتحدة نقل المؤن والاسلحة لقواتها المرابطة في افغانستان عبر الاجواء الروسية، ودعمت موسكو الاستراتيجية الجديدة بافغانستان.وانعكست رغبة الطرفين بتطوير العلاقات مستقبلا، بتشكيل لجان مشتركة تعمل على تحديد مجالات التعاون بين روسيا وامريكا، وتطرح المشاريع الملموسة فيها. ولكن ورغم شحن موسكو وواشنطن خطابهما بالتفاؤل عن آفاق العلاقات بين البلدين إلا ان الشكوك مازالت تخيم على نوايا احدهما تجاه الآخر. ومازال البون شاسعا في سقف المطالب التي يمكن ان يؤدي تحقيقها الى اقامة علاقات شراكة وتعاون استراتيجي متكافئ، والعراقيل كثيرة للمضي بهذا الطريق التي قد تفرض المصالح احيانا إزالة بعضها لا غير. ولم يحن الوقت الذي تقوم به موسكو باستقبال اي مبعوث لواشنطن بالاحضان. وما دامت روسيا تعتبر الدولة الثانية بحجم ترسانتها النووية في العالم فإنها ستتعاطى مع الولايات المتحدة كمنافس لها، وهذا المنطلق لم يكن وليد الحقبة الروسية بل السوفياتية وانه تغلغل عميقا في ذهنية الروس.ولا تنظر موسكو لقرارالرئيس باراك أوباما بإلغاء خطط نشر الدرع الصاروخية بتشيكيا وبولندا على انه تنازل، او خطوة صنعت من اجل تبديد قلق روسيا على أمنها. فالجنرالات الروس لم يتعاطوا بجد مع خطط الرئيس السابق جورج بوش بشأن نشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا. وانهم أدركوا ان الجانب الامريكي في الوقت الذي اثار ضجة في اوروبا كان يعمل في بيته بهدوء على اقامة نظام جدي لحماية امريكا من الهجمات الصاروخية سواء من ايران او من غيرها. وليس بمقدور روسيا في هذه الحالة فعل شيء. والآن ترى موسكو ان ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram