الكتاب: السينما غير السليمة سياسياً تأليف: مارك رويدن وينتشلترجمة: عادل العامليمكن القول إن الإيديولوجيات السياسية و الثقافية لممثلي، وكتّاب، و مخرجي هوليوود معروفة جيداً. ومع هذا، فإن "هناك أفلاماً تتحدى القيم و الحكمة التقليدية لهوليوود يجري صنعها في كل عام"، وقد اختار مارك رويدن وينتشل في كتابه (الله، الإنسان وهوليوود: السينما غير السليمة سياسياً من "مولد أمة" إلى "آلام المسيح")
118 من مثل هذه الأفلام التي تمتد عبر تسعة عقود من الزمن، مصنفاً إياها بأنها " غير سليمة سياسياً "لأنها" لا تلاءم الشكل الالتزامي الموحش للتفكير الجمعي اليساري". ويفصّل وينتشل بتحليله الثاقب البصيرة 18 فيلماً، عدة أفلام من كل عهد من عهود هوليود الثلاثة: عصرها الذهبي، حروبها الثقافية المبكرة، وانفراجها للألفية الثالثة، وهو يؤطر تقريره عن كل فيلم حول الآراء النقدية المشحونة إيديولوجياً التي صاحبت إطلاقه، أو التي، كما في حالة (مولد أمة)، تسطحت في العقود التالية. ويتبع وينتشل بموجز مفصل، فحصاً حاذقاً للتأثير الثقافي للفلم، و استقباله من قبل النقّاد، فعلى سبيل المثال، يستنتج أن سكارليت وريت، بطلي (ذهب مع الريح)، "كانا محافظين قلبياً" بسبب تشوقهما إلى البيت، وهي صفة سيد حظها "أي ناقد من الثقافة المضادة"، إضافةً لذلك، يقوم بمسحٍ لعمل جون فورد من خلال عدسة (الرجل الذي رمى ستارة الحرية)، مستنتجاً أن جون فورد، "في فيلمه الغربي النهائي"، ينبذ وجهة نظر روسو بأن المجتمع قوة مفسدة،" وهو وضعٌ جسّدته أفلام الغرب المبكرة التي صنعها، وفي ما هو أحدث، نجده يدافع عن فيلم (آلام المسيح) إزاء تهم العنف المجّاني ومعاداة السامية؛ وكان الفيلم السابق "مبرراً من الناحيتين الجمالية واللاهوتية " والأخير نتيجة "أولئك الذي كانوا قد قرروا في وقت سابق أن تلك كانت هي القضية". ويختتم الكتاب بموجزات لـ 100 فيلم " غير صحيح سياسياً " تحدد كيف يتحدى كلٌّ منها تحيز هوليوود النموذجي، وأظن أن كلاً من روّاد السينما والنقّاد الثقافيين سيتمتعان معاً بتحليلات وينتشل الفاتنة والواسعة النطاق. ويرى محرر دار أمازون للنشر، في عرض مختصر آخر، أن الأمر لا يتطلب قدرات عظيمة من الملاحظة لندرك أن هوليوود كانت طويلاً إلى حدٍ ما إلى يسار الرأي العام الأميركي، فحتى في قصصٍ لا تنطوي على مضمون سياسي واضح، فإن الافتراضات الأخلاقية والاجتماعية في الأفلام على تباين في الغالب مع القيم التي ينطوي عليها معظم الجمهور المتفرج، لكن ذلك ليس كل القصة، كما يؤكد الناقد الثقافي والأدبي مارك رويدن وينتشل في كتابه (الله، الإنسان، وهوليوود)، وهناك عدد مدهش من الأفلام تربط ثقافياً بين مواقف عتيقة - ومن هذه الأفلام بالذات نتعلم الأكثر عن مجتمعنا وأنفسنا. وبدءاً بفيلم د. وغريفيث (مولد أمة) وانتهاءً بفيلم ميل غيبسون (آلام المسيح)، يُظهر وينتشل الفِكَر غير الصحيحة سياسياً في لب الأفلام الكلاسيكية الثمانية عشر، بضمنها بن هور، باتون، الرجل الذي ألقى بستارة الحرية، صائد الغزلان عصابات نيو يورك، وغيرها. ويبين كيف أن عدداً من صانعي الأفلام قد أنتجوا، من دون قصدٍ أحياناً، استكشافاتٍ نزيهة على نحوٍ غير عادي لطبيعة ومعنى العلاقات العنصرية، والحب، والأسرة، والمجتمع، والعبادة، وجوانب أخرى من تجربتنا الإنسانية المشتركة.
هوليوود.. على يسار المجتمع الأميركي
نشر في: 3 فبراير, 2010: 05:50 م