اياد الصالحيلم يكن أمراً مستساغاً ان تبشّر وزارة الشباب والرياضة الاوساط الرسمية والاعلامية والشعبية بان مشروع بناء المدينة الرياضية في البصرة المؤمل ان يحتضن دورة الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم عام 2012 يُنذر بالتوقف وربما عدم وصول مراحل الانجاز الاخيرة الى نقطة الاتفاق المحددة قبل انطلاق الدورة بسبب تلكؤ الاجراءات المالية في حسم التخصيصات المتفق عليها بـ(دفعات)
للشركة المناط بها المشروع قبل ان تفضي جهودها الحكومية الى استثناء ملف ميزانيته من ملفات البرلمان المتراكمة الأخرى التي تأجل حسمها الى الدورة الانتخابية الجديدة. صراحة ، إن كانت تلوح في افق المساعي مبادرة لتمشية خطوات البناء من دون تعثر سنكون جميعنا سعداء طالما ان القائمين على ادارته يشعرون بالرغبة نفسها بضرورة انجاح العراق لتنظيم الكأس الخليجية على ارض البصرة وذلك لن يرى النور الا اذا اصطف المعنيون بالمشروع مثل (لوح الجسر) لكي يعبر الأمل العراقي وترافقه صيحات ملايين العراقيين :(صبرنا.. ونلنا.. ولم يدلف حلمنا في جلباب المستحيل) . ان تحفة ملعب ( جذع النخلة) مثلما شاءت وزارة الشباب والرياضة تسميته في حملاتها الاعلامية (الخجولة) حتى الان ، تثير فضول التأمل والتحليق في صور ملاعب عالمية عملاقة مثل ( عش الطير) في بكين وويمبلي في لندن والخيمة في الرياض وحلب في سوريا وغيرها العشرات من الملاعب التي تشكل معالم حضارية باهرة للرياضة في هذه المدن وخصص لها مليارات الدولارات ضمن دورات زمنية متوالية محسوب فيها الكلفة والهدف ، ونطمح ان يكون ملعب البصرة كما رسمت نماذج تصاميمه درّة الملاعب في الشرق الاوسط وقريباً من البنى التحتية وبعض المرافق الاساسية التي ركزت عليها الملاعب العالمية. نريد لـ(جذع النخلة) ان يكبر على نهر كرم الحكومات العراقية المتعاقبة ولن يبخس احد حق اظهاره بـ(الهندام) الهندسي والفكر العمراني وفق الحداثة العالمية لتتلاشى أمامنا صورة سقيفة (ملعب الشعب) العتيدة التي حمت روح الكرة العراقية « الجمهور» في السلم والحرب ، وسياج ( ملعب الكشافة) الذي ظل ردحا من الزمن المرّ مرتعاً لقمامة البيوت المجاورة امام تمثال السد العالي (جمولي) الشاكي بصمت الدهور السحيقة على ظلم مقامه وهيبته ! نعي بثقة ان مساعي وزارة الشباب والرياضة لم تتوقف لبحث كل صغيرة وكبيرة في المشروع وهي بحاجة الى عمل رحلات مستمرة للاعلاميين لمواكبة حلقاته المهمة وتوثيقه بالصورة والكلمة ونقل ابرز معاناته للمسؤولين وان تشمل الدعوة ايضا وسائل اعلامية خليجية معنية بلدانها بالمشاركة في عرس البصرة لتعمّ التغطية المنطقة كلها ويشعر الاشقاء بأن هناك جهوداً جبارة تحثّ الخطى ليل نهار من اجل رؤية الحلم الى واقع ملموس مدعاة تفاخر ابناء الخليج قبل العراقيين الذين خبرتهم اصول الضيافة بانهم نجحوا في إنجاح أروع دورة في خليجي 5 عام 1979 عندما تبغددت وفود الكويت والسعودية وقطر والبحرين والامارات وسلطنة عُمان في حدائق ليالي ابو نؤاس الشهيرة آنذاك حتى ساعات الفجر. لا نريد (جذع النخلة) متسلقاً لمآرب بعض المنتفعين الذين ينسون الحكمة الشهيرة « ما نبتت اغصان الذل إلا على بذر الطمع) ! فهذا الملعب ارث العراقيين ، من مالهم وصبرهم ودموعهم ودمائهم ومستقبلهم ، لكل عراقي سهم من الانتماء اليه بعد ان ملّوا اكاذيب ونفاق وتسويفات العهود الماضية وآن الاوان لأن يتسامروا (بحق وحقيقة) مع اخوتهم الخليجيين على ضفاف شط العرب لتتشاطأ امواج حبهم بلهفة بعيداً عن حمّى المنافسة وامراض الهزائم ، يصيغون قصائد كروية جميلة تحملها حمائم السلام العراقي ، مرسلة على هوى (السياب) بأرقّ جواب: لا غريب تحت جذع النخلة ! Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة :خليجي (جذع النخلة)
نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:24 م