ترجمة/ عمار كاظم محمد سيواجه الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة سلسلة من التحديات والمشاكل الجدية في الشرق الأوسط والتي ستتطلب انتباهه الفوري منها : هدف إيران الواضح للدخول أو عبور العتبة النووية بأسرع ما يمكن والوضع الهش في العراق والذي يجهد الجيش الأمريكي والحكومة الضعيفة في لبنان وفلسطين بسبب قوة منظمتي حماس وحزب الله واضطراب عملية السلام الاسرائلية الفلسطينية
وضعف التأثير الأمريكي بسبب سمعتها التي تحطمت بقسوة .لذلك فان الرئيس الجديد بحاجة إلى أن يبدأ مجموعة من السياسات الجديدة لكي يواجه تلك التحديات وسوف يكتشف بسرعة أن الوقت لا يعمل لصالحه. الرئيس القادم يجب عليه أن يبدأ بتغيير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ، ففي خلال السنوات الست الماضية كانت تلك السياسة قد هيمنت عليها قضية العراق. وهو ما لم تكن بحاجه له ويجب أن لا يكون كذلك.فيستطيع الرئيس القادم أن يقلل تدريجيا وجود الجيش الأمريكي هناك من خلال تحويل المسؤولية إلى القوات العراقية ولكن بسبب بقاء الموقف هشا هناك فان الانسحاب يجب أن يتم بحذر وليس بشكل متسرع جدا أو عشوائي لأن ذلك سيسهم في المخاطرة بإيقاف التقدم الذي تم انجازه بثمن باهظ خلال السنتين الماضيتين. حالة عدم الاستقرار ستنشأ من الانسحاب المتسرع جدا والذي سيصرف انتباه الرئيس القادم عن أسبقيات تمهيدية يجب أن تتخذ لمنع خلق فرص للعمليات الارهابية في العراق ، وعلى أية حال فان الانسحاب البطيء جدا سوف يترك القوات الأمريكية مقيدة في العراق وغير متوفرة لإنجاز مهام في أماكن أخرى ومن المستحيل أن تكون هذه الدعوة لخفض القوات الأمريكية في العراق أن تترجم على أنها توصية لانسحاب عام أمريكي من المنطقة.فالشرق الأوسط الكبير سيبقى حيويا للولايات المتحدة في العقود القادمة بما يمنحه موقعه الجيوستراتيجي ومصادر الطاقة والتمويل والميثاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإمكانات الإرهاب في أن ينبثق من المنطقة وانتشار الأسلحة والمواد النووية هناك لذلك فان تقليل التزامات الولايات المتحدة سوف يعرض للخطر كل تلك المصالح.إعادة تفضيل العراق خلال السنوات الست الماضية، هيمن العراق على برنامج السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط واستلزم الكثير من الجنود والأموال والاهتمام الرئاسي . ومهما يكن تأثير الأمر على المستوى البعيد فان المد يسير باتجاه طوعي بين قادة الكتل لتأسيس نظام داخلي لحماية طوائفهم وهو الأمر الذي يفتح بابا للرئيس القادم لتقليل مركزية العراق كمدخل أمريكا في المنطقة.خبراء مشروع العراق ستيفن بايدل ومايكل اوهانلون وكينيث بولاك يبرهنون على أن العنف الاثني والطائفي قد تم إخماده بشكل فعال وتنظيم القاعدة في العراق قد تم إضعافه جذريا لكن الموقف يبقى هشا بالاضافة إلى عمل ثانوي يتضمن وقف إطلاق النار عند الكثير من السكان المحليين لضمان الأمن المحلي والانتخابات الوطنية والقيام بمهمة الإشراف على ضم أبناء العراق (الصحوات) في القوات الأمنية الحكومية. كذلك يجب التأكد من التوزيع المتساوي لمدخولات النفط آمنة لـ 4,7 مليون مهجر في الداخل والخارج وهو ما يستلزم دعم أمريكي مهم للقوات العراقية في عام 2009. في منتصف عام 2010، وعلى أيه حال سيصدقون إن الرئيس القادم سيكون قادرا على البدء بتقليص كبير للقوات بشكل ملحوظ ربما سيكون إلى نصف العدد الذي كان قبل التمرد.إن عمليات الانسحاب تلك ستمكن الرئيس القادم من أن يكون واضحا بالنسبة للقادة العراقيين ولجيران العراق بانه قام بوضع المسؤولية على أكتاف العراقيين وفي ذات الوقت سيتبين للشعب الأمريكي أن وقت الحرب في العراق قد اشرف على نهايته بشكل تدريجي لأن الانسحاب الأمريكي لن يثير بعد الآن الشك حول جدية الأمريكان في ضوء كل ما فعلته الولايات المتحدة لدعم استقرار العراق خلال العامين المنصرمين.وعلى الجبهة السياسية ستكون الأفضلية لضمان تعزيز المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي والحكومة أما على المستوى الدبلوماسي فسوف يكون الرئيس القادم بحاجة إلى إقناع دول الجوار العربي للعمل مع حكومة بغداد لغرض إبعادها عن الاعتماد على إيران بينما يقل اعتمادها على واشنطن. أضمحلال الصراع الاثني في العراق إن أحد أهم التطورات المفاجئة خلال الثمانية عشر الى الأربعة والعشرين شهرا الماضية هو الانخفاض الدراماتيكي للصراع الاثني والطائفي في العراق حيث انخفض الى ما يقارب من 90 % في عام 2008 على العكس من آراء الناس، هذا الاضمحلال في العنف لم ينتج بشكل اساسي من فعالية التطهير العرقي فالكثير من الروابط في العراق مازالت ممتزجة بقوة وهناك بشكل خاص القليل من المناطق في العراق التي بدأت ممتزجة عرقيا وطائفيا اصبحت الآن متجانسة.وهذا الانخفاض، كان نتيجة للعمليات العسكرية للقوات الأمريكية والعراقية بالاتصال مع تشكيل قوات أمنية محلية مثل قوة «أبناء العراق» والتي ساهمت بايقاف عمليات التطهير الطائفي في المناطق المختلطة.الكثير من تلك ا
أوبـامـا وسـتـراتـيـجـيـة إعـادة الـتـوازن فـي الـعـراق
نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:33 م