عبدالله السكوتييحكى ان رجلا سدت في وجهه ابواب الرزق ، واحتار في كيفية الحصول على المال لاعالة عائلته ، وفكر طويلا ثم هداه تفكيره الى نبش قبور الموتى ونزع اكفانهم عنهم وبيعها ، وكان له ولد يساعده في هذه المهمة . اطلع الناس على هذا العمل المشين فضجوا بالشكوى واستنزلوا اللعنات على سارق الاكفان ،
وكان حديث الناس والمجالس ، حاولوا العثور على الفاعل ولكنهم لم يتمكنوا ، وبعد زمان توفي الرجل والناس مستمرون في لعنه وسبه ، فتأثرت زوجته لماتسمع وشكت لولدها تأثرها ، لاسيما والرجل توفي حديثا ، وطلبت منه ان يقوم بعمل يصرف الناس عن سبه ، اخذ الابن ينبش القبر وينزع الكفن عن الميت ويضع القازوغ فيه ويبقيه على حاله ، فلما اطلع الناس على هذا العمل القبيح ، ترحموا على سارق الاكفان الاول . لانريد ان نترحم على سارق الاكفان الاول ، فقد ذهب الى غير رجعة ، ونتأمل الايترحم عليه احد والانضطر الى مراجعة انفسنا فيما بفعله القائمون على الامر حاليا . ونحن في خضم الدخول في تجربتنا الانتخابية الثانية نتذكر مافعله اهل الحلة باحد المرشحين ، حيث قام بحركة للدعاية الانتخابية ادعى فيها انها من اجل المصلحة العامة ، ولكن الحليين ارتابوا في ذلك ، ولما خرجوا لاستقباله اخذ فريق منهم يهوّس ، وكان قد استعار اسما للمرشح هو (عبد اليمّه ) فقالوا في هوستهم : (بس لاينكت عبد اليمّه ) فيجيب الفريق الثاني 🙁 ينكت ماينكت شيب امه ). هذه المرة التجربة ستكون مصيرية اذا اعتبرنا ان التجربة السابقة لم تأت بالكثير ولكن الاخطاء التي صادفتنا فيها من الممكن معالجتها ، كي لانترحم على سارق الاكفان السابق ، نخرج من اخطائنا الى الفعل الواعي الصحيح وندع انفسنا تعمل من اجل الوطن ، وما اصعب ان نرى احد المرشحين وقد اجتثته هيئة المساءلة والعدالة لانه متهم بالتزوير ، تصوروا على مستوى مرشح لمجلس النواب ، يريد ان يدافع عن الشعب وقضاياه المصيرية ، يمسك ويجتث من قائمة المرشحين لانه مزور ، هؤلاء يبحثون عن المكاسب المادية لما للنائب من مكاسب يحصل عليها ويحققها في سني خدمته تحت قبة البرلمان . الاموال ممكن ان تكتسب بشتى الطرق ، والاهم من اكتسابها وتكديسها الطريقة التي سلكها الانسان للحصول على هذه الاموال ، ليس من المعقول ان يكون هاجسنا الوحيد جمع المال وترك بلادنا تئن تحت وطأة الجهل والفقر والتخلف ، احدهم وصف العراق وصفا دقيقا حين قارن بينه وبين الدول المجاورة ، وصفه بشخص يرتدي ثيابا رثة ممزقة في حين يرتدي من حوله اجمل الثياب وابهاها ، هل نرضى ان نكون الطرف السلبي في المعادلة يسبقنا من كان متأخرا عنا بكثير !؟
هواء فـي شبك :(ياخذ الجفن ، ويدك القازوغ )
نشر في: 3 فبراير, 2010: 06:46 م