رعد العراقيهكذا اسدل الستار على نهائيات امم افريقيا بعد ان حسم المنتخب المصري الصراع وانتزع الكأس الغالية من انياب الفريق الغاني الطامح بفريقه الشاب الى تأكيد تصاعد مستواه الفني افريقيا ومن قبلها تسيده على عرش الكأس العالمية للشباب. وعلى الرغم من ان الفريقين لم يقدما مستوى يليق بنهائي القارة السمراء بعد ان غلب التوجس والتكتيك الفني على جمالية المباراة وظهرواضحا خشية كل فريق من الآخر زد على ذلك ارضية الملعب السيئة الا ان الحلم المصري قد تحقق بخطف اللقب الثالث له على التوالي.
وبالعودة الى مجرى المباراة فقد بدا واضحا السيطرة المصرية على كل ارجاء الملعب لكن من دون خطورة حقيقية بعد نجاح الفريق الغاني بغلق المنافذ وتضييق المساحات والاعتماد على الكرات المرتدة واستثمار ميزة التسديد من خارج منطقة الجزاء وكانت افكار مدربه تتركز على استنفاد المخزون البدني للمنتخب المصري ومحاولة خطف هدف ينهي به المباراة وكاد يفعلها بعد حدوث ارتباك في اوقات معينة في دفاعات الفراعنة كانت ربما ستغيرمجرى المباراة لولا تسرع مهاجمية ويقظة الحضري وخبرته في تهدئة الموقف وسط فورة لاعبي المنتخب الغاني. وهنا برزت خبرة وحنكة المعلم شحاتة حين اجرى تغييرين في غاية الاهمية قلب بهما موازين المباراة عندما نشط الجهة اليسرى ثم اشرك اللاعب الجوكر جدو بديلا عن عماد متعب الذي يعرف كيف يستغل انصاف الفرص ويتلاعب بدفاعات الخصم وهو ماحصل فعلا حين تناسى الفريق الغاني ان البديل هو هداف البطولة وحين يشارك في اي وقت كان فهو إشارة إلى انه جاء ليسجل ويحسم الموقف وان تركه دون مراقبة هو بمثابة الفخ الذي يصعب الخروج منه ، وبذلك انهى جدو احلام الغانيين عندما سجل هدف الفوز في وقت حرج بعد مناولة سحرية من زيدان اسكنها الشباك بلمسة وحنكة الكبار. لقد اثبت المنتخب المصري تخصصه في خطف اللقب الافريقي وتفوقه حتى على المنتخبات التي تأهلت الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقا وهو بذلك قد ضرب عصفورين بحجر واحد حين اعاد الثقة بينه وبين جماهيره واكد ان خروجه من التصفيات المؤهلة كان بضربة حظ تستدعي معها ايجاد صيغة افضل مستقبلا في القارة السمراء تضمن توزيعا عادلا ومنصفا في توزيع المنتخبات واسلوب التأهل الى نهائيات كأس العالم كما انه حقق رقما في عدد مرات الفوز بالكأس وفي الحصول عليه لثلاث بطولات متتالية وهو انجاز يصعب تكراره من قبل المنتخبات الافريقية الاخرى. ان المتتبع لمسيرة المنتخب المصري خلال البطولة كان يدرك جيدا ان الفريق في طريقه نحو خطف البطولة وتعويض اخفاقه الكبير على الرغم من غياب بعض الاسماء الكبيرة منه سواء للاصابة او لانخفاض مستواها الفني حسب رؤية مدرب الفريق الا ان عزيمة اللاعبين والجهاز الاداري كانت واضحة لاثبات احقيتهم في اعتلاء صدارة القارة السمراء وارسال اكثر من اشارة سواء بابتعادهم عن نهائيات كأس العالم اوبصواب القرار الاداري واعتماده على اسماء جديدة اثبتت امكانيتها في خوض البطولة واكدت امتلاك الفراعنة خزيناً لا ينضب من المواهب القادرة على حمل مسؤولية الدفاع عن الكرة المصرية خارجياً. انتهت البطولة لكن الافراح المصرية لن تنتهي لأيام طويلة عسى ان تزيح بها بعض آلام ومشاعر الحزن التي عاشت بها في الفترة الماضية الا انها بالتأكيد ستبقى تفتخر بتلك النخبة الرائعة من اللاعبين والجهاز الفني التي استطاعت ان تتجاوز كل الصعوبات الفنية والنفسية وعادت بالكأس الذهبية من بين مخالب منتخبات افريقيا المرعبة. * صحفي مقيم في كوبنهاغن
رأيك وأنت حرّ :« جدو» جوكر الفراعنة
نشر في: 5 فبراير, 2010: 04:02 م