خليل جليل برغم عدم وجود اية رغبة للخوض فيما يتعلق ويتصل بقضية تعذر اقامة بطولة العرب بالجودو في مدينة اربيل ، على خلفية الاتهامات المتبادلة بين اطراف صراع ازمة كرة القدم وانتخابات الاتحاد العراقي للعبة وتوجيه اصابع الاتهام الى اشخاص من المفترض انهم يقفون وراء استمرار الازمة ،
لكن البيان الاخير الذي اصدرته اللجنة الاولمبية الكردستانية بهذا الشأن دفعنا للتوقف مرة اخرى عند هذا الموضوع وعند حيثياته التي وكما يبدو استفادت منه اطراف بشكل غير مباشر وخرجت من الأزمة وكأنما هي لم تقم بافتعالها والإقدام عليها. ان اللافت في امر اللجنة الاولمبية الكردستانية التي نكنّ لمواقفها ومبادراتها السابقة واللاحقة في خدمة الرياضة العراقية كل تقدير واحترام وهناك شواهد عدة لمثل تلك المواقف المهمة والحيوية لمسؤولي اللجنة الاولمبية في اقليم كردستان على مدى السنوات الست الماضية واكثر عندما سخروا كل قدرات الاقليم الرياضية وامكاناته المادية من اجل احتضان البطولات والمناسبات الرياضية والرياضيين العراقيين بكل ثقة ونجاح واقتدار. وما ذهب اليه بيان اللجنة الاولمبية في اقليم كردستان الاخير حدد مسؤولية استمرارازمة كرة القدم بموقف رئيس الاتحاد العراقي للجودو والامين المالي للجنة الاولمبية العراقية سمير الموسيوي واعتباره الشخص المسؤول عن الازمة واستمرارها. بيان اللجنة الاولمبية الكردستانية اعتبر الموسوي وراء سبب استمرار الازمة بعد ان وجد المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية حلا وقرر التراجع عن قراره السابق بحل الاتحاد مثلما اشار بيان الاولمبية الكردستانية لكنه تراجع بعد اعلان الموسوي رفضه للتراجع عن قرار حل الاتحاد وخرج من الاجتماع ليتصل بالناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ليقوم الاخير بإبلاغ رئيس اللجنة رعد حمودي بعدم التراجع عن قرار حل الاتحاد كما بيّن ذلك بيان الاولمبية الكردستانية. هنا نريد ان نؤكد حقيقة واضحة امام الجميع بان موافقة عشرة اشخاص من اعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية مثلما اشار البيان ورفض عضو واحد وهو الموسوي يمكن ان يؤدي الى قرار يتخذ بالاغلبية وبالتالي يقوم المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية ومن حقه بالتراجع عن قرار الحل واعادة الامور الى نصابها باعتبار مثل هذا القرار جاء بالاغلبية ولم يعد موقف الموسوي مؤثرا بإلغاء القرار. ولو افترضنا ان الموسوي كان من بين الموافقين على اعادة الاتحاد العراقي للوجود واعادة شرعيته اليه بالغاء قرار حله هل يسير هذا القرار الجديد باتجاه يصطدم بموقف الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ ؟وهل يوجد مانع لذلك حتى لو وافق الامين المالي سمير الموسوي على خطوة التراجع عن قرار حل الاتحاد؟ الجواب واضح للجميع. نظن ان بيان اللجنة الاولمبية في اقليم كردستان مثلما هو في مضمونه وكأنه يشير الى ان رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي تتوفر لديه الرغبة والنية للتراجع عن قرار حل الاتحاد الذي اعلنه هو شخصيا وعلنيا ليس في السادس عشر من تشرين الثاني الماضي بعد انتهاء تصفيات آسيا للشباب بيوم واحد ، بل قبل هذا الموعد بأيام قليلة واثناء التصفيات الآسيوية اكد حمودي وجود مثل هذا القرار بحل الاتحاد العراقي وخرج في احدى الفضائيات واكد ذلك ايضا في احدى الوكالات العالمية وكذلك لبعض الصحف المحلية التي تناولت قرار الحل قبل الإعلان عنه. عموما لا يهمنا هنا أمر قرار حل الاتحاد العراقي لكرة القدم او التراجع عنه او الابقاء عليه سواء وافق جميع اعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية او باستثناء الموسوي لكن الذي يهمنا ان يكون هناك موقف واضح وصريح من قبل رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي ليبيّن للرأي العام هذا الموقف لاننا نعرف طبيعة كل المواقف سواء له او لغيره بدلا من ان يحوله بيان اللجنة الاولمبية الكردستانية الى بطل لهذه القضية وكأنه غير مسؤول عن كل ما حصل ، وهل يعقل أن يقف عضو مكتب تنفيذي واحد بوجه رئيس اللجنة وبوجه عشرة اشخاص من اعضاء المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية؟ نعتقد ان بيان اللجنة الاولمبية في اقليم كردستان قد اغفل حقائق عدة وركز على جانب واحد يتصل بموقف سمير الموسوي الذي يعرف الجميع موقفه من ازمة كرة القدم ومعارضته للاتحاد المنحل لكن هذا لا يعني ان الموسوي باستطاعته مصادرة قرار المكتب التنفيذي الداعي لحل الازمة فيما لو كان مثل هذا القرار موجوداً فعلا وفي ظل موقف واضح لرئيس اللجنة الاولمبية وهل يمنع الموسوي استصدار قرار جديد للجنة؟ وهل يعقل بان المسؤولين في اللجنة الاولمبية الكردستانية الذين تبنوا مخلصين مبادرات عدة لإيجاد حلول لازمة كرة القدم ، لم يعرفوا تفاصيل الازمة واسبابها الحقيقية والدافعين لها والمعبئين لتفاصيلها حتى يصل الحال الى توجيه الاتهام فقط لرئيس الاتحاد العراقي للجودو ام لجهات وعناصر اخرى تقود العمل الاولمبي وتطالبه بتحمل المسؤولية التاريخية؟
وجهة نظر :رياضتنا وأزمة كرة القدم
نشر في: 5 فبراير, 2010: 05:06 م