المدى/ باسم حسينفي شارعي المطاعم و(عبد الله ابن علي)، اصطفت البسطات وتزاحمت تزاحم المارة الذين غالباً ما يتضايقون لدى مرورهم من احد هذين الشارعين، ففي شارع المطاعم الممتد من ساحة أم البروم حتى شارع الكويت ،تنوعت البسطات مابين أجهزة وأدوات كهربائية ومنزلية الى بسطات لبيع الأقراص المدمجة ولـ (إكسسوارات الهواتف النقالة) وأخرى لبيع وتصليح الساعات وكذلك للطرشي! أما في شارع عبد الله ابن علي
فبعض البسطات القريبة من المكان المقدس (مرقد الإمام عبد الله ابن علي)، تخصصت لبيع الكتب والأدعية الدينية، اما الأخريات فبعضها لبيع العطور والملابس النسائية، وأخرى للتحف والهدايا، وللأواني المنزلية ، في هذين الشارعين، هناك عشرات الشباب معظمهم من الخريجين لم يترددوا في البحث عن لقمة عيش حلال لهم و لعوائلهم بعد ان تيقنوا من إن الأبواب موصدة بوجوههم، تحملوا ظمأ الصيف وحرارته القاسية، ورذاذ المطر ولسعات برد الشتاء، وكأن خريج جامعة الكرمة والمعهد الفني، حصته من التعيين في ساحة أم البروم وشارع عبد الله ابن علي وشارع المطاعم والمغايز و....، يقول عبد الحسين الكعبي: لم أحصل حتى الآن على إجابة مقنعة عن سر التعيينات التي اقتصرت على الموالين للأحزاب السياسية ،ويضيف قائلاً: اذا ما كنت تريد الحصول على وظيفة فيتحتم عليك ان تكون موالياً لهذا الحزب أو ذاك، أما المستقل فلا يجد آذاناً صاغية، الكعبي وهو خريج كلية الآداب (98) ، تمنى لو إنه لم يخسر سنوات عمره التي قضاها في الدراسة ليصبح في النهاية سائق سيارة أجرة! أما فلاح المياحي (40) سنة فيعتقد إن البقاء في عمله (مصلح طباخات) أفضل من الانخراط في السياسة، ويتابع قائلا: لابد من أن تتعامل الحكومة مع المواطنين بشكل عادل ومنصف لا أن تتعامل بشكل انتقائي ،يعتمد على الموالاة الحزبية! أحد الباعة في سوق (5ميل)، رفض الخوض في الموضوع خشية أن (ينفجر) من الغضب على حد تعبيره، بسبب الهموم الكثيرة والكبيرة التي يحملها بداخله.يقول: لدي قناعة بأن الكلام في هذا الموضوع أو في غيره أصبح في هذه الأيام (مايوكل خبز) حسب تعبيره، ياسين كريم كان له رأي مشابه إلا أنه في النهاية طالب الحكومة بأن توفر للمستقلين فرص عمل أسوة بالمنخرطين بالأحزاب السياسية ويقول: التعيينات غير منصفة بسبب الاعتماد على الولاء الحزبي أكثر من الاعتماد على الكفاءة العلمية، ويضيف :نحن نطالب بفرص عمل تعتمد على الكفاءة دون الولاء السياسي وأرى من واجب الحكومة توفير فرص عمل للمستقل أسوة بأولئك المنتمين للأحزاب السياسية حسب تعبيره .، شاب آخر (ماجد قاسم)، (35) سنة، ترك الدراسة وتوجه للعمل في الأسواق الشعبية تارة يبيع الحقائب والإكسسوارات النسائية في شارع (عبد الله ابن علي) وأخرى بائعاً للأدوات المنزلية المستعملة في سوق البصرة القديمة! الشرطة لم تترك هؤلاء المساكين وشأنهم فهي تشن بين حين وآخر حملات الهدف منها فك الاختناقات المرورية الحاصلة في عدد من الشوارع ومنها: شارع المطاعم وعبد الله ابن علي لغرض تسهيل حركة مرور المشاة المتعثرة بسبب وجود كم هائل من البسطات في الشارعين المذكورين ،هذه الحملات تباينت بشأنها وجهات نظر المواطنين ،فعلى سبيل المثال يرى أبو زهراء (62) سنة: ان بعض أصحاب البسطات لا يحترمون الناس ويتعمدون الإساءة وخاصة للنساء!ويضيف: نسمع دائماً كلاماً بذيئاً من البعض، وهذه المسالة باعتقادي تحتاج الى حل، عبر تخصيص برامج إذاعية وتلفزيونية على ان تشترك فيها جهات تربوية وحكومية، أبو ماجد نفى ان يكون كلامه عاماً أو إنه يريد قطع أرزاق الناس.ويقول: هناك من يكدح ويثابر ليل نهار لأجل قوة عائلته، بل إن ما أعنيه هو أن يتحلى الجميع بالأخلاق حسنة، وان يكون هناك متسع يسمح للعوائل المرور من خلالها.
الخريجـون فـي البصـرة يطالبـون بفـرص عمـل مناسبـة
نشر في: 5 فبراير, 2010: 05:53 م