بغداد/ أفراح شوقياضطرت ميعاد إلى ان تسلك طريقا فرعياً لتصل مدرستها صباح ذلك اليوم الماطر، كي تتجنب النزول للشارع كل مترين في الأقل وهي تتفادى مسقفات المحال التجارية التي انتشرت هنا وهناك وصارت تأكل الرصيف كله تاركة المشاة في حيرة من أمرهم وهم محاصرون مابين الشارع وهو مخصص للسيارات بطبيعة الحال وبين مسقفات الرصيف التي ازدادت في الاونه الأخيرة
برغم الحملات التي تقوم بها أمانة بغداد بين فترة وأخرى لا زالتها. ميعاد أخبرتنا ان البقال المجاور لشارعهم في منطقة حي الجامعة راح ينافس صاحب المحل المقابل له ليزيد من مساحة محله ويبني مسقفات عالية من الحديد، في مساحة الرصيف التي أمامه وزادها ببضاعته التي تضخمت هي الاخرى وهو يتفاخر بأنه متفاهم مع البلدية وكل شيء بحسابه!، الأمر الذي سبب إزعاجاً كبيراً للمارة ممن اعتادوا ان تكون البسطات البسيطة فقط هي من تزاحمهم على الرصيف، وربما تكون مفيدة لهم ولاصحابها ممن يقتاتون منها بدلا من البطالة التي اجبروا عليها، لكن يبدو ان مسلسل الاستحواذ مستمر بطرق مختلفة كما يقول ابو مجاهد احد سكنة منطقة البياع الذي أشار الى ان هناك عددا كبيرا من العاطلين ممن لم تتوفر لهم ظروف التعيين او فتح محال مناسبة لارتفاع بدلات الإيجار وقد تساهلت معهم الحكومة بالسماح لهم بأنشاء بسطات وعربات لاتأخذ من حجم الرصيف كثيرا وحددتها في أماكن معروفة، لكن حدث ان أصحاب المحال التجارية طمعوا بمزيد من الربح الذي توفره تلك البسطات وراحوا ينافسون ذوي الدخول المحدودة بأنشاء المسقفات او العربات بمقابل محالهم وهم يقولون ان الإقبال عليها اكثر من المحل التجاري، وعندما تحاججهم بالامر يقولون لك شأننا شأن البسطات التي تنتشر على الأرصفة. وسألنا احد هؤلاء فعلا وهو صاحب عربة كبيرة وضعت بجانب سوق مكتظ بالباعة واتضح انه شقيق صاحب المحل المقابل لعربته والذي فضل ان يعرض بضاعته في العربة بعد الاقبال عليها بشكل اكثر مما لو عرضها في محله، أما أبو معتز صاحب اغرب بسطة في الشارع التي هي عبارة عن سيارته التي ركنها في جانب السوق وراح يعرض عليها ملابس للصغار بعد ان اعيته الحيلة في ايجاد محل بايجار مناسب، قال لنا: لم اجد وسيلة للرزق بعد ان طالبني صاحب المحل بأخلاء المحل لاجراء ترميمات فيه،والحقيقة انه كان ينوي ايجارها بمبلغ عال لصديقه الذي يعمل حلاقاً للقصات الحديثة كما يحلو له تسميتها، واخترت ان اعرض بضاعتي هنا على هذه السيارة ريثما اعثر على محل بأيجار مناسب، ويضيف متحسراً: لقد حاولت كثيرا ان افتح لي بسطة هنا او عربة صغيرة او حتى مسقف بسيط لاعرض فيه حاجياتي، لكن اتضح ان الامر لا يخلو من إيجار هو الأخر من قبل أصحاب المحال المقابلة للرصيف ممن باتوا يفرضون مبالغ مقطوعة مرتفعة على من يستخدم الرصيف المقابل لمحالهم وبعضها يتجاوز مبلغ300 الف دينار في الشهر. ابو نادين صاحب محال (....) لتجارة السجاد وكان يعرض بضاعته في الجزء الامامي فقط من مدخل محله في منطقة الكرادة، قال: تنظيم الأرصفة من قبل حملات امانة بغداد لمحاسبة المتجاوزين امر جيد، لكن ما يعاب عليها انها قاسية احياناً فهي تدمر كل شيء دونما إنذار او تنبيه، مثلا كنت ارى صاحب المحل المجاور وقد انشئ مسقف امام محله وقد مضت عليه اشهر واستنتجت ان الأمر مسموح لدى دوائر البلدية، ولكن بعد مضي ايام من انشاء المسقف الخاص بي جاءت شفلات الأمانة وجرفت ودمرت كل شيء حتى البضاعة ودون ان تعلمنا حتى! وختم كلامه بالقول قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق. بدورها قررت أمانة بغداد إصدار تراخيص رسمية للباعة المتجولين في مناطق محددة ولمدة(3) اشهر للقضاء على ظاهرة التجاوزات الحاصلة على الشوارع والأرصفة بهدف محاولة تنظيم عملهم بالشكل الذي لايشوه منظر وجمالية مدينة بغداد، كما انها وجهت دوائرها البلدية كافة بضرورة تكثيف حملاتها لرفع التجاوزات وبالتنسيق مع دائرة الحراسات والأمن مع التركيز على ضرورة إزالة (10) تجاوزات صارخة أسبوعياً لوضع حد لهذه الظاهرة التي تسببت في عرقلة كثير من المشاريع الخدمية ، واستغلت مساحة المواطن في الطريق.
مسقفات ومولدات المحال التجارية الكبيرة تسرق أرصفتنا!
نشر في: 6 فبراير, 2010: 05:22 م