عبدالله السكوتي(احميد الفهد) نعتني في مواضع عدة بالكسل تندراً ، لكنني افتقدته كثيراً، ولم ار بداً، من زيارته هذه المرة، (احميد الفهد) سحنة الفلاح المختلطة بنعومة المدينة التي سكنها منذ زمان طويل، خطر على بالي، وانا ابدأ بالكتابة مفلساً من الحكايات التي استهلكت جلها،
غادرت الدار مسرعاً ليس سوى (احميد الفهد) يسعفني بحكاية جديدة تكون مادة عمودي اليومي، يحمل ثقلاً كبيراً على كتفيه ثقل السنين الماضية وآلام الحاضر المتردي. دلفت الى البيت بعد ان قرعت الباب، ضحك حين رآني وقال (شنهي عصاة أبو طبل)؟ فرحت جداً منذ البداية واستبشرت بكتابة العمود، صافحته وسألته عن العصا تلك فقال: (استريح..آنه ادري انته عليمن تفتر عليّه)، قلت معاذ الله (انت صديقي وانا ازورك في البداية للاطمئنان عليك ومن ثم اسمع منك ما تريد انت قوله) غمزني بعينه وتناولنا شاي الساعة العاشرة من الليل، عاد الى قضية (عصاة ابو طبل) ، قال: ان ابا طبل هذا يستشف اخبار الافراح ، فاذا علم ان البيت الفلاني سيقيم حفلة عرس، او ختان ، او غير ذلك من الافراح الاخرى، سارع الى زيارة ذلك البيت فبارك لهم مسبقاً بزواج شبابهم، او ختان صبيهم، ثم يلتمس منهم الا يستدعوا غيره، ولتأكيد ضمان استدعائه كان يضع عصا كرهينة لديهم، وهو يحتفظ بعدة عصي لهذا الغرض، حتى لايستدعوا غيره، فاذا زارهم غيره لنفس الغرض، وشاهد عصا ابو طبل كان ذلك دليل التزام اهل البيت بجلب صاحب العصا يوم الحفلة فلا يفاتحهم بما جاء من اجله. قلت لـ (احميد الفهد) هذه لي أم عليَّ؟ قال: لك وانت لست معنياً بها، المعني بهذه الحكاية غيرك ممن وضعوا عصيهم في داخل البيوت وعندما قربت الفترة، والحفل على وشك الاعداد والاستعداد رموا بعصيهم الى الخارج، قلت له لم افهم قال: (يمعود انته الفهيم ما تعرف شنهو الحسبه) ، قلت له انا علمت انك تريد المستبعدين من الانتخابات، أليس كذلك؟قال: لا ادري ولكن (البعبه صخل يمعمع). ونحن سمعنا أن مفاوضات تجري لإقصاء المحكمة الاتحادية ومحكمة التمييز وهيئة النزاهة ومع هذا مرر الامر وكأن شيئاً لم يكن، وكأن العراق وحكومته تحت وصاية الدول الاخرى، فهو لا يستطيع ان يستبعد مجموعة من المرشحين، اضف الى ذلك الرحلات المكوكية التي تصب في إضعاف موقف الهيئات الدستورية وبالتالي ، يصبح الدستور شيئاً ثانوياً تضرب مواده عرض الحائط. سألت (احميد الفهد) عن عصاة ابو طبل قلت له: من تركها لدينا ويطالب بأن يكون الحفل تحت اشرافه؟ قال: ألا تعرفهم؟ انهم أبناء الامس الذين ذقنا منهم الامرين، وعلينا ان نرمي عصيهم في الطرقات الى غير رجعة.
هواء فـي شبك :(عصاة ابو طبل)
نشر في: 6 فبراير, 2010: 09:02 م