TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أعدموا الزعيم صائماًً وبقيت عائلته تبحث عن ملجأ

أعدموا الزعيم صائماًً وبقيت عائلته تبحث عن ملجأ

نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:12 م

ابو مهند الأمينفي الذكرىالسابعة والاربعين لاستشهاد مؤسس الجمهورية العراقية المرحوم عبد الكريم قاسم التقت (المدى) عائلة الشهيد لتسجل استذكاراتها عن الاوقات العصيبة التي مرت عليها في ذلك اليوم المشؤوم في 8 شباط عام 1963 وكان اول المتحدثين عبد الله حامد قاسم ابن شقيق الشهيد قائلا:
في صبيحة ذلك اليوم 8 شباط الاسود كنا نسكن في كرادة مريم وكنت حينها في المرحلة المتوسطة وقد سمعت العائلة خبر الانقلاب من الراديو وحينها اتصل الوالد المرحوم حامد قاسم بالزعيم مستوضحا فطمأنه الزعيم لكن والدي قرر ان يرسل اخواتي الى الاقرباء تحسباً من أي طارئ وبقيت والدتي المرحومة ام عدنان ورفضت المغادرة وكذلك اخي الكبير عدنان واخي طالب وبعد فترة قرر الوالد الذهاب الى بيت عمتي الصغرى زوجة اللواء عبد الجبار جواد، وبعد ذلك اقتحم الحرس القومي البيت واخذوا يطلقون النار في كل ارجاء البيت وتدمير كل ما يريدون تدميره وسرقة ما تطوله ايديهم واخذوا سيارة العائلة واعتقلوا اخي عدنان واخي طالب، وبعد مدة علمنا ان والدي المرحوم حامد قاسم قد اعتقل ايضاً مع زوج عمتي اللواء عبد الجبار جواد فقد أخذتهما قوات النظام المباد من بيت عمتي في العلوية واعتقلا في سجن رقم واحد. وتستذكر السيدة خولة محمد صالح ابنة شقيقة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم انقلاب (8) شباط الاسود قائلة: "عند سماعنا باخبار المؤامرة قالت لنا والدتي المرحومة الحاجة امينة: هيا بنا نذهب الى بيت خالتكم ام رعد زوجة اللواء عبد الجبار جواد في العلوية لنتابع من هناك مجتمعين احداث اليوم الرهيب وفعلاً ذهبنا الى بيت خالتي وتمكنت والدتي من الاتصال بالزعيم هاتفياً بعد الافطار اذ كان الزعيم صائماً رمضان وسألته عما يفعل فرد: "لقد افطرت قبل قليل على جرعة ماء وانني الان اقرأ بعض سور القرآن الكريم وارجوكم اطمئنوا ولا تقلقوا وتعاونوا في ما بينكم ولا تتفرقوا وانني احمد الله على انني حاولت مخلصاً إرضاءه وخدمة شعبنا العزيز ونصرة الفقراء والمظلومين، وان ضميري مرتاح ولم تفاجئني هذه المؤامرة لان اعداء العراق لا يريدون له الخير وتوقعت ان يحركوا اذنابهم الصغار من مطايا الاستعمار لتدمير منجزات ثورة 14 تموز المجيدة وانني مؤمن بأن الآجال مكتوبة وانني لا اهاب الموت فاذا كتب الله لي ان اموت فانا فداء للعراق العظيم".واضافت: ثم توالت الساعات الرهيبة واعدم خالي الزعيم صائماً مع اخوانه الشهداء من دون محاكمة والقيت جثته في النهر من دون اخبار احد. وتختتم السيدة خولة (ام هديل) حديثها قائلة: رغم كل مصيبتنا باستشهاد خالي الزعيم الا ان العراقيين احاطونا حباً واحتراماً كبيرين فأينما نذهب واينما نحلّ وحالما يعرفون قرابتنا من الزعيم نستشعر بفخر مكانة خالنا الشهيد في نفوس الناس وهذا ما يعوضنا عن كل شيء.وما يجدر ذكره ان خالي الزعيم رفض اعطاء والداتي (امينة) وهي شقيقته الكبرى داراً من الدولة رغم عدم امتلاكنا لدار في ذلك الوقت وقد كتب على طلبها الاصولي: "اصبري اختي امينة فكل العراقيات اخواتي ولا يزال في العراق من هو افقر منكِ" اقول رغم انه حرمنا من امتلاك دار الا انه وهبنا ما هو اكبر واثمن وهو حب العراقيين واحترامهم وتقديرهم". لعائلة الشهيد عبد الكريم قاسم. أما مؤيد محمد صالح ابن شقيقة الشهيد عبد الكريم قاسم فقد قال عن انقلاب 8 شباط الاسود:صباح يوم 8 شباط تلقينا النبأ عن طريق الاذاعة وكنا في بيتنا الكائن في منطقة تل محمد حين سمعنا باب الدار يطرق علينا واذا الملازم الاول عبد الكريم عبد الجبار وكان صديقاً لنا ويسكن محله كمب سارة وقال ان هناك مؤامرة ضد الجمهورية ففتحنا المذياع واذا بصوت حازم جواد والذي كان يسكن الى جانبنا في محلة المهدية مسقط رأسنا وقد عرفناه من نبرة صوته المميز وإثر ذلك تركنا البيت الى بيت خالتنا في محلة العلوية خوفاً من بطش العصابات في تل محمد وبعد ذلك سمعنا ان بيتنا قد سرق بجميع محتوياته من قبل الحرس القومي واستولوا عليه بالكامل وقد التقينا جميعاً في بيت خالتي وهو بيت اللواء عبد الجبار جواد ابن عمة والدتي اما اخي طارق الملازم الطيار آنذاك فقد ذهب الى معسكر الرشيد في القاعدة الجوية في بغداد وذهب معه الملازم الاول عبد الكريم عبد الجبار ومعه عدد من الطيارين الوطنيين الموالين للجمهورية والزعيم .وحدثت مناوشات ومقابلات مسلحة مع من سيطروا على القاعدة الجوية انتهت بانسحاب شقيقي الشهيد طارق وجماعته والتحاقه بنا في دار خالتي شقيقة الزعيم الصغرى ومن هناك التحق الى بيت الزعيم في العلوية وقد ذهبت معه فرأيت الزعيم وطه الشيخ احمد والمرافقين وعدداً من الضباط بعد ذلك قرر خالي الشهيد عبد الكريم قاسم الذهاب الى وزارة الدفاع وقد سار موكبه باتجاه الباب الشرقي .وهنا قال لي الشهيد طارق اذهب الى البيت وكن شجاعاً وكل من اراد دخول البيت إرمه بسلاحك وحافظ على شرف العائلة لإننا نعرف هؤلاء السفلة وبعد ان سار موكب الزعيم حاولت اللحاق بهم ووصلت الى ساحة الطيران وكانت الجماهير الغفيرة تهتف للزعيم واشار شقيقي طارق إلي بالرجوع الى البيت لحماية العائلة هناك وقد فارقتهم في ساحة الطيران وعندما وصلت البيت رأيت مجموعة من ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram