اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مشكلات المريض نفسيا بين الخجل واللجوء الى عالم الشعوذة والدجالين

مشكلات المريض نفسيا بين الخجل واللجوء الى عالم الشعوذة والدجالين

نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:25 م

تحقيق : وائـل نعمــة  تصوير : سعد الله الخالديكلمة مريض نفسي او مرض نفسي مدعاة للخجل  عند الكثيرين ، بل ان البعض يعتقدها كلمة مرادفة لكلمة ( مجنون ) . الكثير منا يعتقد ان مجرد الحديث عن الحالة النفسية او العقد النفسية او الانهيار العصبي وغيرها من المصطلحات النفسية تسبب له مأزقا اجتماعيا . حتى لحظة دخولك الى عيادة الطبيب النفسي تتقاذفك الهواجس ومشاعر القلق من ان وضعك العقلي في خطر . ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟
يعتقد حميد راضي (مهندس ) 35 سنة:ان مستوى  ثقافة الطب النفسي في العراق متدنية جدا ، وربما يكون الحديث عنها مدعاة للضحك والسخرية  واثارة هذه المواضيع تجعل من يقف حولك يبتسم وتدور في خلده افكار غريبة عنك وعن سلوكك حتى لو كان سويا !مفارقة غريبة ! الطريف في الموضوع ان المجتمعات المستقرة والتي يقضي سكانها يومهم بين الورود والبنايات الجميلة واستنشاق الهواء النقي ويجددون  حياتهم كل فترة بالسفر والاستجمام ولايعكر صفو حياتهم ازمات الماء والكهرباء والغاز وقائمة طويلة من المنغصات ، ولايقلق نومهم انفجار يغرز زجاج  نوافذ البيت بين ضلوعهم ، ولا ينتظرون   عودة  اطفالهم من المدراس بقلق ولايعرفون هل سيعودون بسلامة أم لا. هذه المجتمعات اكثر اهتماما بالطب النفسي واكثر ثقافة في هذا الجانب ، والطب النفسي في هذه المجتمعات  متطور جدا بحيث يكون لكل شخص او مجموعة اشخاص طبيب نفسي خاص يستشيرونه بكل صغيرة وكبيرة .والكثير من الباحثين الاجتماعيين يجزمون بأن هذه الحالة هي الضريبة الضرورية لمعطيات العصر والتحضر .قدماء العراقيين حينما تتحدث مع ابو محمد بائع الشاي في أحد اركان منطقة الكرادة وتقول له كما يقول معظم علماء النفس «ان كل شخص هو مريض نفسي» ، او» يعاني من مرض نفس ما « ، «وهذا موضوع ليس مخزيا ولايحرج صاحبه» ، حينها سيضحك كما فعل وقال « الله الستار « . يعتقد ابو محمد الرجل الستيني شأنه شأن الكثيرين بأن الكلام عن الطب النفسي سيكون بالضرورة الحديث عن رجل مجنون .بالمقابل كان العراقيون القدماء من اقدم الشعوب التي تحدثت عن علم النفس ، وكانوا يعتقدون بأن الامراض النفسية والجسمية ما هي الا عقاب من الآلهة بسبب خطيئة او عيوب اخلاقية للمريض والآلهة بدورها هي التي تسمح للارواح الشريرة بان تتلبس بالشخص المريض وكل روح شريرة تهاجم بعض أجزاء الجسم بشكل تفضيلي.اما المعالجة فكانت بان يقوم المعالج بإجبار او اغراء الروح الشريرة على ترك جسم المريض. وقد وصف الاطباء العراقيون القدماء الكثير من الامراض النفسية المعروفة حاليا حيث وصفوا القلق والكآبة والذهان والصرع والامراض النفسية العضوية ورهاب الخلاء وداء الوسواس القهري .جهل كامل!الدكتور واثق إخصائي الأمراض النفسية في مستشفى ابن رشد يقول «يعاني المجتمع العراقي من جهل كامل بالمرض النفسي وطبيعته وأسبابه». ويضيف «أما أسباب المرض النفسي فهي عديدة ومتداخلة منها ما يتعلق بطبيعة الإنسان الصحية والاجتماعية وقد يكون بسبب محنة تعرض لها في حياته فالعراق بعد الحروب المتتالية التي عانى منها المجتمع العراقي  انتشرت فيه الأمراض النفسية بشكل كبير وهذا نتاج طبيعي لافرازات الحروب «.فيما تقول ألاخصائية النفسية  الدكتورة زينة «كمختصين في مجال الطب النفسي تأخذ هذه المسألة من إهتمامنا الشيء الكثير ،كونها تتعلق بالصحة النفسية لملايين من الناس الذين يقعون ضحية الظروف الأمنية والإقتصادية السيئة والمترتبة عن ظروف الوضع العراقي  بشكل عام ، ومن خلال الدراسات العلمية والبحوث الميدانية التي نجريها تبين لنا أن أعداد المصابين بالأمراض النفسية في تزايد مستمر وان أعداد الرافضين لمراجعة الطبيب النفسي بقصد الحصول على العلاج المناسب يفوق أعداد الذين يراجعوننا مئات المرات».برامج للصحة النفسية !فيما كشف مسؤول الهيئة الوطنية للصحة النفسية في العراق الدكتور عماد عبد الرزاق في وقت سابق ، عن أن تقريرا حديثا ستصدره منظمة الصحة العالمية قريبا سيتضمن أعداد المحتاجين لرعاية صحية من العراقيين، فضلا عن الاستعداد لبدء تطبيق برنامج جديد مختص بعلاج حالات ما بعد الصدمة النفسية. واشار الدكتور انمار صلاح ( اخصائي امراض نفسية ) بأن هذه البرامج التي تتعلق بالصحة النفسية في العراق تعد من البرامج المبتدئة وخاصة برنامج التطوير الذي يحتاج الى مدة طويلة للتطبيق قبل أن تظهر نتائجه على المجتمع، وقال «بدأت هذه  البرامج  بتطبيق الجزء الأهم منها وبخاصة دمج الصحة النفسية بمراكز الرعاية الصحية الأولية وهو من البرامج الطويلة الأمد، حيث انتهت هذه  البرنامج  من تطوير وتدريب الكوادر التي ستعمل داخل المراكز وتستقبل المحتاجين لرعاية صحية وكيف يتعاملون معه وكيف يسهلون عملية وصوله لهم للمركز الصحي، وبالتالي أمكانية إزالة الوصمة الاجتماعية أو الحد منها».بينما يقول الدكتور احمد عبدالوهاب اختصاص الطب النفسي «رغم مضي عدة سنوات على البدء بتطبيق برامج الصحة النفسية في العراق، إلا أننا ما زلنا نعاني م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram