TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الخزعلي في" ماهكذا كانت الأبجدية!"..ليلة اغتسل البستان بدمعي

الخزعلي في" ماهكذا كانت الأبجدية!"..ليلة اغتسل البستان بدمعي

نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:31 م

محمود النمريتجلى الشاعر ريسان الخزعلي من خلال اطلاق الكلمات التي يؤمن بها ايمانا قاطعا بأنها سوف تـُظهر تجلياته القلقة في ا براز المعاني والصور التي تراكمت في روحة النزقة والمرهفة التي تجيش به دائما،فهو مخلص لمنجزه الابداعي الشعري ،ولايتحرك قيد أنملة مالم يدرك حصانة لغتهُ التي يرسمها في القصيدة ،ولا يوعز الى رؤياهُ على احد ٍ،
حتى يقطع الشك بالشك لانه لايؤمن بأن هنالك حقيقة مطلقة ،لذلك هو يطلق اسم هذه المجموعة على اسس فحوى الظنون التي تخامره في السر والعلن فهو يحاول ان يتسلق حصن الابجديات الاولى فيراها غير تلك التي تعلم منها لذلك اطلق هذا الاسم على مجموعتة الجديدة (ماهكذا كانت الابجدية) تتكون المجموعة التي هي من منشورات اتحاد الادباء والكتاب العراقيين –اليوبيل الذهبي - من46قصيدة جاءت متفاوتة ،وتلقي الاسئلة على الوجود الذي ينتمي اليه الشاعر، لانه يشعر بأزمنةٍ عاشها وهي غير قليلة باحساس الشاعر الذي يسبق الحدث والازمنة التي شهدت تطورات غير عادية شكلت تاريخ امة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى المعرفية وهي المنطقة المحصورة بالضوء التي لا يتحسسها غير الشاعر . في قصيدة –السجن - وهي اولى قصائد الديوان يظهر الشاعر محنة السجين الذي لم تتلطخ يداه بجرم ،سوى انه احب البلاد الذي ينتمي اليها ،وناشد الحرية ان تدخل تلك البلاد مثل بقية بلدان العالم التي نالت الحرية من قبلهم ،فيودع في السجن الذي فيقول / لاشيء غير الريح / ارى المسافة طيرا / كيف اشم المياه لصق الاصابع /ومتى اشير بنار صوب بيتي / انها صيحات غاضبة . وفي قصيدة - ما هكذا كانت الابجدية – يؤكد فيها الشاعر الى ان هذه البلاد صاحبة التاريخ التي تتمثل بالمسلات وهي دلالة على قدم هذه البلاد واشارات الى حجم الفجيعة التي ورثناها بحجم هذا التاريخ الطويل /اي حزن ورثنا /واية اغنية / يستهل بها يومه ؟، ويستمر الشاعر بالتساؤلات/لماذا بلاد الرافدين اذن ؟/ولماذا المسلات يعلوها التراب ؟/ منحنا الكثير /وورثنا الليل / والبلاد التي علمتنا النطق /عاطلة عن النطق/ ،قد يتصور البعض انه لاتوجد مسافات فاصلة بين حياة مبدع وحياة انسان عادي لايشعر بالذي يدور من حوله، الشاعر يمتلك قدرة الوصول الى اي مكان او زمان، وقد يكون ذلك المكان افتراضي وذلك الزمان هو المستقبل ولايصل تلك الازمنة والامكنة الاّ المبدع الذي يختزل المسافات سواء كانت تلك المسافات ضوئية ام هي حقب زمنية يتشكل منها التاريخ . اما في قصيدة –هومسك – يريد الشاعر ريسان الخزعلي ان يؤكد ان الطريق الطويل الى الغربة يقود ثانية الى الوطن ،مهما تنأى المسافات وتتعدد السنوات ولكن سترجع الطيور المهاجرة الى اعشاشها الاولى، رغم كل المصاعب التي عاشتها في البلاد ،هو يشعر بذلك لانه ابن البلاد التي هي تحتضن الطيور المهاجرة القادمة من بلاد الثلج الى بلاده الدافئة ، هو يشعر – بالهومسك - في بلاده فيرى الغربة في عيون الفقراء والعائدين /هومسك / في البلاد التي اوعدتهم / هومسك /في البلاد التي ابعدتهم / لايعرفون آثار اقدامهم في الطرقات ؟/ والوجوه / نرسيس في ماء دجلة والفرات /والثياب التي قصرت في صناديق الامهات /وكل ركن قد كان فيه الموعد الاخير . الخزعلي في قصيدة –الصوفي - / اقدامه مسلّـة للخدوش/ ، هذا وجع الابوّة - وبكاء الابن الذي ينسب الايمان المطلق لذلك الرجل الذي لايعرف إلا ّ جهة واحدة وهي جهة الرب او القبلة وربما كان يرثي اباه الذي هو يمثل ذلك الرجل الممتلئ بالرغبة للسجود الى الله / يختلط الليل بالنهار في طريقه الدائري /وتتجاور الشمس والقمر / قرب عكازه القصير /يقول حكاية ويمضي /لم يلتفت إلاّ لاشارة واحدة /هي النهاية / هي المنتهى /هي الانتهاء /وهي مطلق الهوى/ غائب هو الان /لأن السماء استأثرت بحضوره / انها صفة الاباء الريفيون الذين لايعرفون إلا َّ الايمان المطلق الذي يمنحهم الهدوء والسكينة نحو الموت . بينما يظهر الشاعر في قصيدة –ليلة غجرية – متهتكا متمردا في ليلة حمراء ينثر نقوده على رؤوس الغجريات اللواتي يرقصَّ بتمرد ونفور وهاهو الرجل الريفي يفز بليلة من تلك الليالي التي يحلم بها بالرقص والتمرد والهروب من الاعراف / انه كان يرقص ويغني /واصابعه تفرق الاوراق حسب الفئات / وكل ما يتذكره / انه لايعرف الليل. تعتمد قصائد الديوان في الغالب مابين النثر والتفعيلة ويتعمد الشاعر ريسان الخزعلي على الصدمة في الجملة الشعرية التي تتراوح مابين السهل الممتنع وقصائد الومضة المكثفة بالمعنى الدلالي / ففي قصيدة - كلام ليس فارغا – مهداة الى الشاعر سعدي يوسف يقول فيها / لك الليالي كلها / لك البلاد / لك البداية / ولنا قميصك / لكل المشترين تبيعه / إذن / انت تفهم في politics/ ونحن رفاقك نحترس. تدرك من خلال القراءة لهذا الديوان ان الشاعر هو وليد القصب والبردي والماء وهو يؤكد على هذا الجانب المهم في المعنى الاستدلالي على هوية الشاعر الذي ينحدر من مملكة الماء فهو ابن الاهوار في الجنوب العراقي في محافظة ميسان –الميمونة – وهذا مايجعله كثير الاستعارات والتشبيهات وحتى الانتماءات التي كانت حاضرة في ذلك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram