اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشعر والجنس"3"

الشعر والجنس"3"

نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:35 م

ياسين طه حافظإن كذباً كثيراً وراء مظاهر الطهرانيين، وراء التزمت عموماً. فنحن نعرف مدننا الشرق اوسطية. ونعرف ما يجري في الحقول والبساتين مثلما نعرف ما في الازقة. وحتى في مدننا الدينية. لا المسجد ولا الكنيسة مظهران كافيان للبراءة. فوراء الحياة الرسمية الكثير من المستور ومما تتناقله الالسن بحذر.
 وهناك من التجارب ما لا يستطيع ستر ان يخفيها فتحول فضائح. مجتمعاتنا الشرق اوسطية اليوم تعيش المرحلة الفكتورية بالنسبة لهذا الموضوع. المظهرية "اللائقة" والمهذبة، والافعال الاختراقية ابدا ليست قليلة. ولوأي منا كاشف نفسه واحصى ما رأى وما سمع وما فعله هو، لاكتشفنا من هذه الشهادات مجتمعاً متفسخاً مغطى بحرير ثمين. يذكرني هذا بـ "جلادستون" وهوشاعر فكتوري كبير السن كان "يطلب العون" من بغايا لندن، وإن ادّعى ان اهتمامه بالجذابات والفواتن منهن. وهذه الحال كشفت عن نفسها بوضوح في قول بروننج: أجمل وأبهى ما خلق الله على الارض هوجسد المرأة العاري.. سنرى من بعد، في القرنين التاسع عشر والعشرين ... حتى ايامنا، ان مسرات ومباهج الجسد الانثوي العاري تزدحم في افضل قصائد الجنس، وان قصيدة حب حقيقية تكشف بالتأكيد عنها. وهذه المضامين، كما اشرنا سابقاً، صارت بعضاً مهماً من غنى وحيوية الحركات النسوية. الحركات النسوية، وبخاصة الفيمنزم Feminism لم تكتف بما تحقق، بل هي ثارت على ما كان وظلت غير مقتنعة بحال المرأة حتى اليوم، لا في الادب أوالفكر ولا في المجتمع. وهي اذ تريد ان تعامل المرأة جسدا متكاملا لاتريد تنحية المرأة عقلا ثقافيا واجتماعيا. هي لاتقر بصواب التعامل مع امرأة موضوعاً جنسياً حسب. فذلك ينتقص منها الا في الحال التي يكون الرجل معها جنسيا ايضا. ولهذا وسعت مطالبها في الانجاب والاجهاض والتعاطي الجنسي. ولكننا في مرحلة التحول هذه، مرحلة الفهم الجديد للجسد، للمرأة، لمستقبل المجتمعات الجديدة في حقول العلوم والدراسات الاجتماعية والميل المتزايد لما هوارضي وواقعي واسهامات البيولوجيا، في هذه المرحلة صرنا نشهد هذا التحول في النتاج الادبي ومنه الشعري، وان كنا ما نزال نشهد امثلة للمرأة الحلم في اعمال مهمة من شعر العصر.لكن شعراء الحداثة صاروا اكثر مباشرة وتماسكا علميا وواقعية وصاروا يتحدثون ويكتبون بصفتهم ناساً "احياء". وهنا نصل الى ملامسة الجسد جسداً ووصفه. هذا الاتجاه، اتجاه التاكيد على الجنس وموضع اللذة يمكن ملاحظته بدءا من القرن التاسع عشر وان كنا نجده في القرون الوسطى والثامن عشر. لكن شواهدنا الحديثة تبدأ من فرلين الذي يصف الردفين بانهما "اختا النهدين الكبيرتان". لهذا الكلام دلالة الصلة بين اعلى الجسد ومناطق الجنس الاخرى. و.د.هـ. لورنس يشبه الردفين بانهما "يشبهان الوردتين مكتملتي الازدهار" ونيرودا يقول: "نهدا المرأة يشعان مثل عينين" ...الشعر الحديث اليوم تعدى ذلك الى وصف عضوالمرأة الجنسي، مما لا نجده الا في الف ليلة وليلة وفي بعض المعاجم كـ"المخصص" للقرطبي. في الشعر الغربي غالبا ما وصف عضوالمرأة الجنسي ببئر عميقة للبهجة أوينبوع ملذات.ناش Nashe في قصيدته "مجونية فلنتين" يتحدث عن بطن المرأة يقول: انحناء تل في منحدره يستقر نبع وفي قصيدة "حلمت في الليلة الماضية: بطنها مثل تل ناعم بعضهم يسميه جبل اللذه اسفله ينبوع لم يسبرْ عمقَه رجل. ونصل الى كشف اكثر في القرن الثامن عشر: فتحَتْ واسعاً كتابَها وتركتْ الأوراق منبسطةً وسعَهما وكما وصف الشعر العملية الجنسية بالحراثة، والمرأة بالحقل، والمحراث واضح، نجد الوصف في القرن العشرين تقدّم حضارياً، فصار الفعل الجنسي موسيقي واننا نقرأ "إبرة" الاسطوانة مرةً، ومرةً نقرأ "اللحظة الموسيقية" ، جاء في "مجونية فالنتين": وفي اثناء ذلك، اخذتني بحنانها متجهين معاً الى الموسيقى المؤطرة بانينها. وهكذا اختلف حال المرأة في الشعر واختلف وصف الفعل الجنسي والموقف منهما، هنالك "اخلاقيات" لا ادري ما ضرورة القول بها والجميع يعلم بحقيقتها: تولستوي وغاندي يريان "من العيب استسلام الرجل لرغباته في المرأة، وان ذلك ليس من الرجولة". ونقول اذا كان استسلام الرجل للمرأة ليس من الرجولة فما الذي هومن الرجولة؟ كتاب "الجنس والاخلاق" الذي ترجم من الالمانية الى تسع لغات عالمية، ليس منها العربية طبعاً، لمؤلفه "اوتوفانيكر"، طبع بين 1903 و1923 عشرين طبعة وفي 1923 ترجم الى لغة عاشرة. ولا ادري بعد كم لغة اخرى تُرجِمَ اليها بعد ذلك التاريخ. هذا الكتاب تناول التفكير الذي كان يقود الرجال الى كراهة النساء، والنساء بوصفهن ضحايا. وقد استقبلت النساء هذا الكتاب برضى. تبع ذلك ما كتبته ايشتر فيللر Esther Vilar وهذا بعض منهُ يكشف الجرأة والمباشرة في تناول الموضوع بعد الهيبة والقداسة اوالاخلاقية التي مرت بنا. تقول فيللر في كتابها: "الرجل تحت اليد" (1971). "في الثانية عشرة في الاقل، تقرر اكثر النساء ان يكنَّ بغايا. بمعنى آخر يخططن مستقبلا لانفسهن باختيار رجل ي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram