ضحى المحمداوي /بغداد منذ أمد بعيد وجرائم سرقة السيارات في العراق تجري على قدم وساق .هذه الجريمة ليست حكرا على بلد دون غيره فهي منتشرة في دول أوروبية وأمريكية أيضاً.هذه الجرائم دائما ما يكون مرتكبوها من الشباب والمراهقين الذين ليس لديهم عمل او ثقافة يمكن لها تحصينهم من ارتكاب جريمة يحاسب عليها القانون حسابا عسيرا.من خصائص جرائم سرقة السيارات ان يتوفر لها أكثر من طرف لكي تتم الفائدة المتوخاة للسارق من مشتر او ميكانيكي يتعهد بتفكيكها وبيعها بصورة (مواد احتياطية)
أي أن مثل هذه الجريمة يمكن إطلاق مصطلح (الجريمة المنظمة) عليها. في أواخر التسعينيات حدثت سرقة سيارة حديثة (تيوتا دبل قمارة ) لجهة قد يحسب السارق لها ألف حساب وحساب فهي تعود إلى رأس النظام البائد مباشرة وتنتقل ما بين قصوره في تكريت وبغداد . في يوم السرقة كانت متجهة باتجاه تكريت وبداخلها ثلاثة من أفراد جهاز الأمن الخاص وتوقفت قرب مدخل مدينة سامراء لشراء البطيخ الذي كان يعرضه احد الباعة داخل سقيفة واستغل السارق انشغالهم باختيار ما معروض ليصعد بداخلها احدهم ويفر بعيدا مع مبلغ من المال قيل انه رواتب موظفي العاملين في القصور كان موجودا بداخلها. سرقة أخرى مميزة حدثت في ذلك الوقت اذ سرقت سيارة احد موظفي سفارة إحدى الدول العربية وبداخلها طفل لم يره السائق ما جعل الأمر في غاية التعقيد ولكن آخر الأمر تم العثور على السيارة والطفل . وتمت معاقبة من روى لي ذلك إذ تبين بأن السارق قد أطلق سراحه من سجن أبو غريب قبل يوم من التاريخ المحدد. هذه الشواهد التي ذكرناها لكي لا تجير على النظام الجديد في العراق كما يحلو للآخرين بإلصاق أي سلوك غير سوي به لغايات معروفة ويصورون الماضي (المجيد) الذي لن يعود أبدا. قبل أيام سرقت سيارة حديثة لجار لنا في منطقة الكمالية والذي نعرفه بأنه اشتراها بثمن البيت الذي باعه من اجل إعالة عائلته بعمل يعمله. (سيارتي حديثة -فارة - تقل اثني عشر راكبا بنيت عليها الآمال من اجل أن تكون الحالة المعيشية أفضل) يقول لنا ذلك ويواصل :جاءني اثنان لا يزلان في مقتبل العمر وطلبا مني توصيلهما إلى محافظة النجف وأغرياني بدفع أجرة أكثر من مجزية حددا موعد ومكان اللقاء وكان في منطقة الأمين سرقة السيارات والاختطاف لم تغيبا عن بالي لذلك ساورني الشك فيهما وعند الموعد المحدد طلبت من قريب لي متابعتي إلى منطقة الأمين حتى يتسنى لي التأكد من أنهما ليسا من اللصوص وبالفعل تبعني ووقف بسيارته الخاصة على مبعدة منا ولكنهم ابدوا لي غير ما يضمرون وبإشارة مني الى قريبي كنا قد اتفقنا عليها فغادر المكان بعد ان أومأت له براسي ان الأمور على ما يرام . في منطقة تبعد قيلا عن محافظة النجف شهر احدهم (درنفيس ) وأصابني بمنطقة العنق والقوا بي من السيارة وأخذوها مني ومنذ حوالي الشهرين لم اعثر عليها . الضربة في العنق كانت يمكن ان تودي بحياتي ولكن لحسن حظي لم تصب مني مقتلا . أبو عماد صاحب سيارة أميركية متينة (شوفرليت) حدث له ما حدث للأول لكنه يبدو على شيء من الحنكة وحسن التصرف يقول لنا : من كراج النهضة تم الاتفاق على نقل ثلاثة أشخاص بسيارتي باتجاه محافظات الجنوب، في منتصف الطرق شهر من كان يجلس الى جانبي مسدسه مهددا إياي بإيقاف السيارة والترجل منها وبالعكس منه سيتم ثقب راسي برصاصة .يواصل أبو عماد المسدس والرصاص لا يمكن ان يثيرا من واجه الموت في حروب النظام البائد وجها لوجه. كان قراري هو مقاومة السراق الثلاثة وعدم التنازل عن سيارتي مهما كان الثمن ،أثناء الحديث زدت من سرعة السيارة إلى أقصاها وكلنا يعلم اهتمام الصناعة الأميركية بهذا الجانب لذلك أوصلت المقياس الى سرعة (220) كم في الساعة وخاطبتهم بالقول :انظروا الى (الكيج ) فتاكدوا من السرعة القصوى عندها قلت لهم ان لم ينزلوا المسدس عن رأٍي فسوف ادفع بالسيارة على هاوية الطريق (علي وعلى أعدائي)فما كان منهم غير التوسل لي والاعتذار بأن لا افعلها في هذه الأثناء كنا قد اقتربنا من إحدى نقاط تفتيش الطريق . فأنزلتهم وذكرت لأفراد الشرطة ما جرى لي منهم والقي القبض عليهم في الحال ,حوادث عديدة من هذا النوع توجب على أصحاب السيارات وخاصة الحديثة منها ان يعملوا على حفظ ممتلكاتهم وان يتمتعوا بشيء من الفراسة لمعرفة الطيب من الشرير وان لا يتم أغرائهم كما أغري صاحب –الفارة-.
تقرير :سرقــة السيــارات جرائــم لا تتوقــف
نشر في: 7 فبراير, 2010: 05:44 م