ديالى/ وكالاتتخرج مجموعة من الناس وهي تحمل مواد غذائية من بناية إحدى المنظمات الخيرية أو "الإنسانية" في بعقوبة، وتبدو المساعدات وكأنها مواد إغاثة لأسر منكوبة، ولكنها وكما يقول المعلم في بعقوبة عمر علي غنام، 36 سنة، "مواد غذائية وبطانيات، جاءت من أحزاب سياسية، وتوزعها منظمات إنسانية كي لا تتهم الأحزاب بأنها تخرق قوانين مفوضية الانتخابات".
ويتفق المواطن وهيب نبيل كريم، مع ما يقوله المعلم ويوضح بحسب "السومرية نيوز"، أن "المنظمات الإنسانية العاملة في بعض مناطق المحافظة أغلبها صورة وواجهة لأحزاب سياسية، حيث أنها ترفع الشعارات التي تدلل على الجهة السياسية التي دعمت عملية توزيع المساعدات، وبالتالي نعرف أن عملية توزيع المواد والمساعدات لم تأت من أجل سواد عيون الفقراء، أو تقديم الدعم لهم، بل من أجل أصواتهم".فيما يرى المتقاعد محمود صابر، 55 سنة، ويسكن بعقوبة، أن "الانتخابات البرلمانية المقبلة، سوف تفتح باب الخير على مصراعيه أمام الفقراء"، مؤكدا أنه "تلقى مساعدات قبل أيام، وهناك وعود بتلقي مساعدات أخرى في الأيام المقبلة، وكل هذا بفضل خير الانتخابات"، بحسب قوله.من جهته، يقول المراقب المحلي حسين ناجي الخشالي إن "هناك تغيرات واضحة وجلية في آراء الناخبين، حول الجهات والتيارات والأحزاب التي سيمنحونها أصواتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مبينا أن "أغلب الناخبين لن يصوتوا في الانتخابات المقبلة لنفس القوائم التي صوتوا عليها في انتخابات 2005، وربما ستكون لقوائم المستقلين حظوظ وفيرة هذه المرة"، بحسب قوله.ويلفت الخشالي إلى أن "أغلب القوائم السياسية، لم تحقق وعودها التي أعطتها للناخبين عام 2005، وهناك استياء كبير تجاهها، لذا فإن ملف الخدمات والأمن، وتوفير فرص العمل وإعادة المهجرين، ملفات سوف تركز عليها الأحزاب والتيارات المتنافسة في استمالة الناخبين، للحصول على أصواتهم". مبينا أن "المساعدات، من الأغذية والبطانيات، سيكون تأثيرها محدودا في الانتخابات المقبلة، لأن بعض الأحزاب أصبحت طاقاتها المالية أكبر، وربما ستوزع سيارات على شخصيات اجتماعية نافذة، لها تأثير واسع على المواطنين، لتقصر الطريق في كسب الأصوات، كما حدث في الانتخابات السابقة"، بحسب تعبيره.اما الحاج زاهد سعيد الكرخي70 سنة فيقول "لكل صوت ثمنه في الانتخابات المقبلة!.. وثمن أصواتنا، نحن الفقراء، يشترى ببضعة كيلو غرامات من الرز أو الطحين، أو بوعود بالتعيين كي نحصل على لقمة الخبز". ويضيف الكرخي "وبالنسبة لي، فقد قبضت ثمن أصوات عائلتي بكيس من الرز، ونصف علبة من الزيت في انتخابات مجالس المحافظات السابقة". فيما يعارض سعدون محمد الجنابي البالغ من العمر 58 سنة رأي الكرخي ويقول إنه "من الخطأ بيع أصواتنا لأي شخص كان، ولا بد أن تكون لنا إرادة في اختيار الأصلح لحكم البلاد، لكي نصنع مستقبلا جيدا لأطفالنا". ويكشف الجنابي الذي يسكن في منزل متواضع في منطقة الكاطون، ويعمل سائق سيارة أجرة، أن "أحزابا، لا حصر لها، تأتي حاليا إلى الأحياء الفقيرة أثناء فترة الانتخابات، وتبدأ بتوزيع المواد الغذائية، بحجة أنها مساعدات إنسانية للفقراء، لكن الهدف وكما يعلم الجميع هو شراء أصواتهم، وأنا أرفض ذلك". ويلفت الجنابي إلى أن القائمة التي اختارها في انتخابات عام 2005 سوف لن ينتخبها مرة أخرى، و"سأنتخب قائمة تلبي طموحي، واثق بوعودها في بناء مستقبل أفضل للفقراء". فيما تقول السيدة سعدية محمد عاصم، 55 سنة، وهي ربة منزل في منطقة التحرير، إن "مرشحا من أحد الأحزاب السياسية وعدها في انتخابات مجالس المحافظات، بتعيين ولدها في حال فوزه، وعندما فاز أنكر وعده"، وتشدد عاصم على أن "نكران الوعود لن ننساها، وسوف نختار من يفي بالوعود ويكون صادقا معنا".فيما يبين عبد الباقي السعدي، وهو مراقب محلي في مدينة بعقوبة إن "الأحزاب والتيارات الدينية، ربما ستكون حظوظها في الانتخابات البرلمانية المقبلة ضعيفة في ديالى، فهناك توجه نحو القوائم الوطنية والعلمانية، التي لا تنتمي إلى طائفة أو قومية أو مذهب"، مبينا أن "المساعدات والوعود هي جزء من الحملات الانتخابية لكسب الأصوات، لكن تأثيرها ربما يقل في الانتخابات المقبلة".من جهته يرى ساهر حميد القيسي، وهو مراقب محلي في قضاء المقدادية 35كم شمال شرق بعقوبة، أن "الأحزاب الدينية نجحت في اتباع ستراتيجية تطعيم قوائمها في انتخابات مجالس المحافظات السابقة، ومنها محافظة ديالى، حيث زجت شخصيات عشائرية ودينية وجامعية مستقلة داخل قوامها، كما أنها غيرت عناوينها الانتخابية، وأسماء مرشحي الأحزاب الدينية في خطوة لإشعار المواطن بالتغيير".ويضيف القيسي أن "هذه الستراتيجية نجحت في الحصول على مراكز متقدمة، ولعلها ستتبع من قبل جميع الكتل والأحزاب الدينية، من أجل إعطاء صورة التغير أمام الناخب، ولهذا ممكن أن تحافظ تلك الأحزاب على صدارتها في الانتخابات المقبلة".وكان عدد من علماء الدين في محافظة اخرى وهي ال
كسب أصوات الناخبين في ديالى عبر مساعدات المنظمات الإنسانية
نشر في: 7 فبراير, 2010: 06:45 م