TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(سم الخياط مع الاحباب ميدان)

هواء فـي شبك :(سم الخياط مع الاحباب ميدان)

نشر في: 7 فبراير, 2010: 07:59 م

عبدالله السكوتيوسم الخياط هو ثقب الابرة، وهذا عجز بيت لابراهيم الغزي وصدره: (واطيب الارض ما للنفس فيه هوى) ، وقال اليزيدي النحوي : اتيت الى الخليل بن احمد الفراهيدي فوجدته جالسا على اريكة صغيرة ، فرحب بي ووسع لي مجلسا، فكرهت ان اضيّق عليه، فانقبضت عنه، ثم انه اخذ بعضدي وقربني من نفسه
وقال لي :انه لايضيق سم الخياط بمتحابين ،ولاتسع الدنيا متباغضين ، وفي هذا المعنى يروى ان الشاعر غانم بن الوليد المخزومي دخل يوما على باديس بن حيّوس صاحب غرناطة ، فوسّع له على ضيق كان في المجلس فقال: صيّر فؤادك للمحبوب منزلة سم الخياط مجال للمحبّين ولاتسامح بغيضا في معاشرة فقلما تسع الدنيا بغيضين الحب والوئام اساس قيام وديمومة المجتمعات المتحضرة ، واكثر ما ينخر بنية المجتمع ، البغض والكراهية والخديعة. هذا في مجال العلاقات الاجتماعية ، وقد ركزت الرسالات السماوية والافكار الوضعية والفلسفات المختلفة على الدفع بالتي هي احسن ، كي تحافظ المجتمعات على بنيتها الاجتماعية ، ولكن الحروب والايدي والارجل التي قطعت والنساء التي ترملت والايتام والبنى التي انهارت نتيجة طبيعية لهوس البعض بالحروب ومناداتهم المستمرة بخوض غمارها. لان دخلنا فعلا عنق الزجاجة بعد الشد والجذب والرضا والرفض بشأن ترحيل قرار هيئة المساءلة والعدالة القاضي باستبعاد بعض المرشحين من الانتخابات المقبلة ، النواب كذلك بين رافض وراض والسياسيون بين مرحب ومندهش لاتخاذ محكمة التمييز مثل قرار كهذا يحمل مضمونا سياسيا اكثر منه قانونيا ، سياسيون استثيروا وعرضوا بالسفير الاميركي لدى العراق ونعتوا القرار بأنه صنيعة اميركية، اما المستفيدون فقد نعتوا قرار الترحيل بانه انتصار للقضاء العراقي ، في حين ان القضاء لم يدل بدلوه حتى الان. هذه الخصومات والتجاذبات ليست في مصلحة احد ، خصوصا وان الانتخابات على الابواب وهي من القرب بحيث لانستطيع معه البت في امور كثيرة ولكن يبقى الحكم في هذا الامر للدستور ولندع قاعدة (بوس عمك بوس خالك) . الشعب يتوقع الاحسن هذه المرة والقائمة المفتوحة تتراءى لعينيه وهو مستبشر ان هذه الانتخابات ستأتي بنتيجة متميزة على اساس الائتلافات الوطنية التي الغت بمضمونها انتخابات الطائفة والفئة. نحن نؤمن ان الحب هو سيد الموقف وبه نستطيع ان نستوعب جميع ابناء شعبنا ، لكن على اساس دستوري. عقليات المخابرات والتعذيب وسياسة الحزب الواحد والتجبر يجب ان تبعد عن خارطة المرشحين، الّذي يرضى بالتغيير لايرى بدا من عدم الخوض في المياه الآسنة القديمة ، وترك ممارسات قطع الرؤوس والالسن ، ماالضير في المسير مع الناس فيما يسيرون عليه خصوصا وان الافكار القومية وصلت الى طريق مسدود ، بعد الممارسات الكثيرة التي مرت بها هذه الرقعة الجغرافية. من اتخذ شعارات الوحدة ليقتل بواسطتها ابناء وطنه امام صمت مطبق من محيطه ، فهذا مستبعد حتى وان لم تحسم الامر المحكمة الاتحادية ، فالشعب له رأيه وهو صاحب صناديق الاقتراع وسيدها. هؤلاء الذين يصورون انفسهم اوصياء على الوطن اصحاب التجربة القاسية التي مزقت الوطن ودمرته ، يحاولون التأثير على البسطاء بشعارات الوطن والحرية ، اين كانوا عن الوطن والحرية حين كان زمام الامور بأيديهم. ماتزال قلوبنا تسعر تحت مراجل النار القديمة وعلى ما قال الشاعر من الابوذيه: (العواذل لو تفاركني ترنّم بوداد اهواي مبعدني ترنّم شبه الكوز دلالي ترنّم الى الماي اشتكى ناره سريه)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram