TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > أزمات النفط والكهرباء والفقر .. تغلف المشهد الحياتي للمواطن

أزمات النفط والكهرباء والفقر .. تغلف المشهد الحياتي للمواطن

نشر في: 8 فبراير, 2010: 04:51 م

بغداد / كريم محمد حسينلا سبيل الى الحد من ظواهر أصبحت عصية عن الحلول وظلت هذه الظواهر تتناسل وتنتشر ولا رادع او أي معالجة تضمن عدم ظهورها، بل أضحت مشهداً مستديماً ، ( المدى الاقتصادي) رصدت هذه المشاهد والظواهر.
النفط والغاز أزمة الوقود تارة تظهر وأخرى تختفي والمبررات للحالتين الظهور و الاختفاء غير مقنعة للمواطن الذي سئم بدوره من الوعود ووضع الحلول المؤقتة وضاق ذرعاً من الوعود الفارغة  والنتيجة واحدة ، الازمة موجودة ولا مفر منها . مع بداية موسم الشتاء واشتداد الحاجة الى وقود التدفئة أو غاز الطبخ تفتعل الشحة ويظهر أشخاص مع بداية الموسم يسيطرون على هذه المواد ويتحكمون بتوزيعها، ويلجؤون الى لعبة صغيرة ومقنعة للمواطن وللمراقب معاً وهي سيارة (التانكي) المخصصة لتوزيع الوقود وفق البطاقة الوقودية ، حيث يكون التوزيع في بداية المحلة والزقاق و لعدد محدود من البيوت وفي الغالب أربعة أو خمسة بيوت ثم يعلن انتهاء خزان سيارة الوقود ويذهب ولا يأتي بعد ذلك، وهكذا تدار العملية وهذه الحالة تنطبق على المدينة بكاملها والمحصلة النهاية هي استلام 50 بيتا للوقود من مدينة تتألف من محلات وازقة كثيرة وتذهب حصصهم الى اصحاب عربات الخيول وهؤلاء يتحكمون بالاسعار على هواهم وحاجة الناس الماسة لهذه المادة. أما الغاز فهو موجود ومتوفر بكثرة وسعره محدد ومعروف لكن لعبته تكمن في ناقله وبائعه أي التلاعب في الوزن ومن المعروف ان زنة قنينة الغاز هي 15 كليو غراماً لكنها في حالة التسليم الى المواطن تتقلص الى اقل من 7 كيلو غرامات ويظهر هذه من خلال نفادها في الاسبوع الاول من شرائها. rnالكهرباء: بركات المناسبات الدينية جعلتنا نتمتع بتيار كهرباء لمدة 20 ساعة في اليوم ، وبعد انتهاء هذه المناسبات يعود التيار الى سيرته الاولى التي  هي عبارة عن خلطة من القطع الكيفي أو الكيدي والبرمجة المتعثرة أو التي لا تخلو من نكاية ما ،  واذا استمر التيار لسويعات فانه ضامر ومتذبذب أما الوعود فهي ما عادت تغني أو تسمن من جوع والمبررات جاهزة في ادراج المسؤولين وحفظها المواطن عن ظهر قلب ، وهي نقص في الغاز الذي يصل الى محطات التوليد او الكاز الذي انقطع من منابع توريده من احدى دول الجوار ،  أو قلة مناسيب المياه في دجلة والفرات ، في ظل  تساؤلات المواطن عن التخصيصات الكبيرة والقرض الياباني الذي ذهب مع الوعود ادراج رياح من هو مسؤول عن عتمتنا ؟ rnقروض:من أهم الظواهر الموسمية هي ظاهرة منح القروض للموظفين والعسكريين والمتقاعدين واصحاب المشاريع الصغيرة، فهي تظهر في أيام معدودات لكنها لا تلبث ان تختفي وهذا واضح من خلال مراجعات المشمولين بهذه القروض الذين عادة ما يصطدمون بعبارة باتت معروفة وهي عدم وصول التعليمات وهناك مصادفة لا تقول هذه العبارة، بل تسخر من المراجع كذلك قرار منح القروض فيرجع المشمول بخيبة كبيرة تحاصره الظنون والشكوك في ما هية  هذه القرارات وقوة بتاتها المريبة ويذهب المواطن في تفسيرات منها ربما جاء هذا القرار لدوافع انتخابية ونحن مقبلون على معركة انتخابية حامية الوطيس وملامحها واضحة ربما لتهدئة هذه الشرائح نتيجة الخيبة المريرة التي نالها المواطن العراقي بعد اربع سنوات عجاف وحبلى بالهدر المفرط للمال وعند هذا انتهت وماتت آمال المواطن بعيش كريم وكرامة محفوظة .rnالفقر مدن كاملة موجودة على خارطة العراق تعيش حالة فقر مزمن مع ارتفاع درجة حرارة المشاعر الساخطة على كل مسؤول وبرلماني أدار ظهره وأشاح بوجه عن معاناة شرائح كبيرة تعيش وراء التاريخ  وتفتقر الى ابسط مقومات الانسان الطبيعية من مأكل ومشرب ، بل اختفى أي ملح من ملامح الحياة في القرن الحالي و لا تزال هذه المدن تعيش عزلتها تماما الا من ارقام وعلامات الحصر والترقيم التي وضعها الجهاز المركزي للاحصاء ولعل مساكن الصفائح المعدنية المنتشرة في الزعفرانية وجوانب مدينة الصدر وبغداد الجديدة خير مثال على الفقر المدقع الذي يغلف الوضع المعيشي لهؤلاء الفقراء ، صفائح معدنية وبيوت طينية بعضها بلا سقوف وانعدام تام للخدمات تلك ملامح المساكن العشوائية التي تستغيث من دون جدوى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram