اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > سوق الادوية يعاني من الاغراق الاجنبي وشحة المحلي

سوق الادوية يعاني من الاغراق الاجنبي وشحة المحلي

نشر في: 8 فبراير, 2010: 05:19 م

بغداد  / علي الكاتب  شهدت الاعوام الماضية متغيرات عدة حدثت في قطاع الصناعات الدوائية واستيراد العقاقير والادوية من الخارج الذي يختلف كثيرا عن بقية الصناعات والسلع المستوردة لمساسها المباشر بحياة الناس وصحتهم .وأجمع عدد من المتخصصين بالشأن الدوائي على الاغراق السلعي الذي تشهده أسواق الادوية ، فيما طالب البعض الاخر بضرورة اعتماد معايير التقييس والسيطرة النوعية للادوية المستوردة الى العراق ضماناً لجودتها وسلامة المواطنين .
  و يقول الدكتور الصيدلاني عماد فؤاد في مستشفى الطفل المركزي :  ان من الامور المهمة الواجب اتباعها من الاجهزة المختصة في وزارة الصحة هي استيراد الادوية والعقاقير الطبية التي من غير الممكن تصنيعها في العراق حاليا من الشركات الرصينة والمعروفة عالميا بجودة منتجاتها .ويضيف فؤاد : نظراً لوجود شحة كبيرة في الدواء والعلاجات وغيرها من المستزلمات الطبية الاخرى ،على ان تكون تلك الصفقات موقعة ضمن عقود اصولية بين الدولة أو القطاع الخاص ولابأس ان تشرف وزارة الصحة على العقود الموقعة من قبل شركات القطاع الخاص وذلك لضمان جودة الادوية المستوردة وخضوعها للمواصفات الطبية والعلمية قبل ان تدخل الحدود العراقية لتخضع مرة اخرى للفحص المختبري والبكتريولجي لضمان صلاحيتها وهو امر  منطقي لسرعة تلف الادوية وتعرضها لعوامل كيميائية قد تسهم  في انعدام مفعولها او تفاعلها كيميائيا وغير ذلك. ويتابع فؤاد : على الاجهزة المختصة في وزارة الصحة اعادة العمل بنظام الحصص الدوائية الذي كان معمولا به في السابق بين الصيدليات والمذاخر الاهلية وايجاد انسيابية مناسبة وآلية عادلة للتوزيع المنظم بين الصيدليات ،وذلك لضمان حصول المرضى على الدواء في كل مكان وزمان من دون ان يكلفه ذلك العناء الكبير والمشقة وانفاق مبالغ طائلة ،مع ضرورة وجود التنسيق الكامل مع الاجهزة المختصة تلك لضمان انسيابية تك الادوية ونشر الثقافة الصحية بين اصحاب المذاخر ذاتهم. فيما يقول الخبير الصناعي محمد مال الله عضو مجلس ادارة شركة النور لصناعة الادوية :  ان قطاع الادوية والعقاقير الطبية عانى في العراق كثيرا بسبب الظروف السابقة من الحروب والعقوبات الاقتصادية، بل كان الاكثر تضررا من بين القطاعات الاقتصادية الاخرى وذلك يرجع لكونه قطاعاً يعتمد توفر شروط صحية متكاملة لضمان بقاء جودته واستعماله وهذا لاينطبق كثيرا على بقية القطاعات الاخرى التي تتاثر بشكل متفاوت. ويضيف مال الله : ان متغيرات كثيرة شهدها هذا القطاع اثرت بشكل ايجابي اسهمت فيها عوامل متعددة داخلية وخارجية ،لتظهر  بعد ذلك مصطلحات لم تكن معروفة او متادولة سابقا منها الامن الدوائي الذي يعد في الوقت الحاضر ضرورة  من ضرورات الحياة الكريمة للمواطن العراقي ، ومن هنا كثر الحديث عن الحاجة الى توفير الامن الدوائي الذي لن يتحقق الا بتحقيق تنمية شاملة لقطاع الدواء في العراق وذلك عبر تنمية وتطوير قطاع الصناعات الدوائية المحلي وتشجيع اسهام القطاع الخاص الى جانب القطاع الحكومي العام في هذا المجال من اجل تطوير الصناعة الدوائية في العراق والتي تعد سباقة ومتطورة مقارنة بغيرها في الدول المجاورة ،والمحاولة في تنويع الصناعة الدوائية المحلية إذ ان الصناعة العراقية غالبا ماتعرف بانتاج مفردات معينة من الدواء ،والتحول هنا الى افاق اوسع عبر الدخول في صناعات دوائية اخرى سبقتنا فيه الدول المتقدمة خاصة المواد الكيميائية المتخصصة بالمواد الطبية وهو لن يتحقق الا بزيادة الاطلاع والاحتكاك بتلك التجارب العالمية المتطورة وارسال المتخصصين في دورات خارجية بغية الاطلاع على اخر المستجدات في عالم الصناعة الدوائية. ويرى الدكتور خميس المحمدي من كلية الصيدلة في جامعة بغداد : ان صناعة الدواء والعقار الطبي تعد في الوقت الحاضر من اولويات الاقتصاد العالمي ،ومن هنا يجب ان تكون لها الحصة الاكبرفي دعم وتقدم الاقتصاد العراقي الذي عانى كثيرا من الظروف السياسية والاقتصادية التي المت بلدنا،وبرغم تراجع الصناعة الدوائية المحلية بعد سقوط النظام لظروف لا تخفى على احد وسطوة المنتج المستورد الذي بتنا لا نعرف مصدر وصلاحية الكثير من الادوية التي افترشت لتباع على قارعة الطرق والاسواق بعيدا عن الاماكن المعروفة لبيعها والتعاطي بتجارتها في المذاخر والصيدليات الرصينة والمجازة. ويلفت المحمدي الى ان تلك الظروف لم تثن من عزيمة العراقيين اذ انتفضت الصناعة الدوائية العراقية من جديد وكمثال على ذلك مصنع ادوية سامراء الذي استمرت ملاكاته في العمل برغم الظروف الامنية الصعبة واستطاع بعد تحسن الوضع الامني العودة بقوة الى اسواق الدواء المحلي بعد القيام بتطبيق النظام العالمي للتصنيع الدوائي الجيد ( GMP ) واخضاع جميع مستلزمات الانتاج الدوائي لطرق الفحص والتحليل المعتمدة دوليا  وجعل المنتج الدوائي خاضعاً الى الرقابة الدقيقة وبأحدث أساليب السيطرة النوعية ، وكذلك تشكيل قسم البحوث والتطوير الذي يعد مصدرا لتطوير الصناعة الدوائية والذي توجد فيه ملاكات علمية متخصصة تعمل على اجهزة متطورة ،وقد اسهمت عوامل عدة في عودته الى مكانته الطبيعية منها ما يمتلكه من سمعة جيدة تراكمت من سنين عدة وتجربة غيره من الانواع المستوردة التي لا تحمل ذات المواصفات ما جعل المواطن يفضل تناول ادو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram