ترجمة: عدوية الهلاليحين يسمع عشاق القراءة والسينما ايضا بوفاة كاتب مثل الأمريكي (اريك سيغال)/72 عاما فسرعان ما تقفز الى أذهانهم ذكرى نشره كتابه (قصة حب) الذي حقق أفضل المبيعات لسنوات السبعينات ..كان سيغال يحب الكتب اللاتينية والمسرحيات الموسيقية وسباق الماراثون وكان يصف بطلة قصته الشهيرة جنيفر بانها (جميلة وذكية وتحب موسيقى موزارت وباخ وفرقة البيتلز واوليفر –بطل القصة).
ورغم الشهرة العالمية التي حققتها روايته والفيلم السينمائي الماخوذ عنها الا ان بداية الامر لم تكن كنهايته اذ فشل سيغال في بيع سيناريو (قصة حب) فقرر تحويلها الى رواية.. وخلال ذلك الوقت، أعجبت الممثلة (آلي ماكغرو) بالسيناريو ورغبت بشدة بتمثيل دور البطلة المصابة بمرض اللوكيميا لذا اقنعت شركة بارامونت للإنتاج السينمائي بتحويله الى فيلم وكان سبب قدرتها على ذلك هو كونها متزوجة في تلك الفترة من (روبرت ايفانز) -مدير ستوديوهات بارامونت- واذن فقد كانت ضربة الحظ هذه هي البداية الحقيقية لشهرة (قصة حب).. وبدا تصوير الفيلم قبل ان تظهر الرواية في المكتبات وعند ظهورها تم بيع ملايين النسخ وترجمت الى اكثر من 20 لغة ولم تفارق صورة الممثل رايان اونيل اذهان المشاهدين وهو يرتدي سترة صوفية ويدور باكيا في الحدائق وميدان سنترال بارك للتزلج ترافقه موسيقى فرانسيس لي التي نال عنها جائزة الاوسكار. بكى الجمهور كثيرا قصة العاشقين التعيسين، اوليفر الوريث الثري وجنيفر الطالبة الجامعية من اصل ايطالي، وحفظ عن ظهر قلب احداث قصة ضمت جامعة هارفارد ولعبة الهوكي على الجليد والفوارق الاجتماعية وسرطان الدم في كوكتيل تم اعداده بمقادير بارعة.. وبالتدريج حملت عشرات المنتجات اسماء اوليفر باريت وجنيفر كافاليري واولها مناديل (الكلينكس) التي يمسح بها عشاق الفيلم والرواية دموعهم. في فرنسا، وصل الفيلم الامريكي المرتبة الخامسة في شباك التذاكر عام 1971وكان يسبقه ويفوقه شهرة فيلم (الموت حبا) عن رواية بنفس الاسم للكاتب الفرنسي (بيار دوشين) والذي نرى فيه مدرسة الثانوية –تجسد دورها الفرنسية آني جيراردو –تقيم علاقة عاطفية مع احد طلبتها.. اما في الولايات المتحدة فقد تجاوزت أرباح فيلم (قصة حب) كل التوقعات وكان المشاهدون يرددون باستمرار عبارته الشهيرة " الحب هو الانقول ابدا اننا آسفون ".. ولد اريك سيغال عام 1937وكان والده حاخام يهودي من نيويورك لكنه تربى لدى جده فدفعته عزلته في طفولته الى ان يلجأ الى عالم الكتب والخيال ولم يمنعه ذلك من الالتحاق بجامعة هارفارد والحصول على شهادة عالية ثم ممارسة التدريس في جامعة (يال) المعروفة ..وفي الحرم الجامعي، بدأت شهرته قبل ان ينشر روايته (قصة حب) عبر كتابته كلمات مسرحيات موسيقية منها واحدة عن حرب طروادة واخرى مقتبسة عن الاوديسة مثلها آنذاك يول براينر كما شارك في كتابة سيناريو للرسوم المتحركة عن فرقة البيتلز عام 1968 وكتب بحثا عن الرومان. ويرى البعض ان النجاح زار هذا الشخص غريب الأطوار دون سابق انذار وهو في سن 32 عاما، وكان من بين طلبته آل غور وجورج بوش إضافة الى تومي لي جونز. وأغرى نجاح (قصة حب) كاتبها سيغال بكتابة تكملة لها فاصدر رواية (قصة اوليفر) التي تحولت الى فيلم سينمائي أيضاً مثله رايان اونيل مع كانديس بيرغن ويحاول البطل اوليفر نسيان وفاة حبيبته جنيفر في أحضان امرأة اخرى لكنه لم يحقق نفس الشهرة والنجاح والأرباح وحدث الأمر ذاته حين اصدر رواية (الصف) عام 1985، ولم يظهر اسمه بعد (قصة حب) على رواية شهيرة بل على مقدمات أفلام أشهرها فيلم (تغير المواسم) لشيرلي ماكلين وانطوني هوبكنز عام 1980 ماجعله عرضة للمرارة التي استولت عليه بعد ان أدار زملاؤه ظهرهم له ولم يأخذونه على محمل الجد لذا شعر سيغال بأن (قصة حب) كانت كالصعقة التي أوصلته الى هوليوود والشهرة لكنه لم ينجح في البقاء في القمة.. وتوفي سيغال أخيراً بتأثير إصابته لمدة طويلة بمرض باركنسون تاركا خلفه زوجة وابنتين وشبح (جنيفر) الذي يتخيله العشاق في حدائق سنترال بارك!! ويبدوا ان سوء الحظ لم يلازم كاتب رواية قصة حب فقط بل لازم أبطالها أيضاً اذ لم يحقق رايان اونيل الشهرة الا من خلال شخصية اوليفر ومثل بعدها ادوارا ثانوية كان آخرها دوره في المسلسل التلفزيوني (بونز). اما بطلة الفيلم آلي ماكغرو التي نالت عن دور (جنيفر) جائزة الأوسكار فلم تظهر بعد ذلك في دور مهم آخر واكتفت بالطلاق من زوجها المنتج روبرت ايفانز والزواج من الفنان ستيفن ماكوين.
كاتب رواية (قصة حب) الشهيرة يرحل بهدوء..اريك سيغال.. الرجل ذو النجاح الواحد
نشر في: 8 فبراير, 2010: 05:32 م