حازم مبيضين استنفر البعض للهجوم على الاجراءات الاميركية المنوي اتخاذها، لتوفير أكبر قدر ممكن من الحماية للمسافرين جواً، بعد تزايد التهديدات الارهابية، ولجوء الارهابيين إلى إخفاء متفجراتهم داخل مناطق حساسة من أجسادهم كما حصل مع الارهابي الذي حاول اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي،
وهدد وزير الداخلية الجزائري، بمعاملة الرعايا الامريكيين والفرنسيين بالمثل، اذا لم يتم اسقاط بلاده من هذه الترتيبات من القائمة التي يتم بمقتضاها اخضاع رعاياها الى تفتيش دقيق في المطارات الامريكية والفرنسية، واستدعت دمشق القائم بالاعمال الامريكي لتحتج بشدة، ملوحة بالمعاملة بالمثل، وفعلت الشيء نفسه نيجيريا، وأعربت السعودية عن استيائها، وتبنى صحفيون معروفون بمعاداتهم لكل ما هو أميركي حملة تستند إلى أن هذه الاجراءات تكشف عورات المسافرين، وبما يذكرنا بالشائعة التي انطلقت في العراق بعد العام 2003 ، والقائلة بأن النظارات الشمسية التي يضعها الجنود الاميركيون لوقايتهم من الشمس، قادرة على تعرية النساء وكشف ما تخفيه العباءة تحتها، والهدف هو استثارة المشاعر الدينية والقبلية في آن معاً، والمدهش أن تلك الشائعة وجدت تصديقاً عند البعض ودفعتهم لحمل السلاح دفاعاً عن شرفهم، وكان هذا هو المطلوب.يطالب الصحفيون إياهم بالعودة إلى حالة الفوضى التي كانت سائدة في المطارات الاميركية قبل هجمات أيلول الارهابية في نيويورك، ويزعم هؤلاء أن عمليات التفتيش في تلك المطارات تستهدف العرب والمسلمين، ويلوحون سلفاً بأن الاجراءات الجديدة ستطال وزراء وامراء وسفراء عرب، بهدف أهانتهم، لان العناصر المكلفين بهذه المهمة ينفذون تعليمات تتعمد المبالغة في التعذيب النفسي، واهدار الكرامات، ويأخذون على المسؤولين العرب تعاونهم مع أجهزة الامن الامريكية وتنسيقهم معها لمكافحة الإرهاب، متجاهلين أن هذا الارهاب لايستهدف الاميركيين وحدهم، وأن إجرامهم لايفرق بين إنسان وآخر ما دام يخدم أهدافهم الظلامية، ويطالب هؤلاء السلطات العربية بمعاملة الاميركيين والاوروبيين بنفس الطريقة، وأنا على ثقة بأن ذلك لو حصل لما استدعى أي رد فعل لا من واشنطن ولا من غيرها من العواصم الغربية.أذكر أن رئيس تحرير صحيفة أردنية زار السفارة الاميركية في عمان، وخضع قبل دخولها للتفتيش الروتيني المعتاد، وحين قام السفير الاميركي بزيارة تلك الصحيفة فيما بعد، أخضعه حراس مدخلها للتفتيش الامني المعتاد، بناء على توجيهات رئيس التحرير، ولم نسمع أن ذلك السفير احتج على ذلك، أكمل زيارته بشكل اعتيادي، ولم تحتج حكومة بلاده، ولا استدعت واشنطن السفير الاردني لديها لتحتج بشدة، ولا تعاملت مع الصحيفة اياها باعتبارها معادية للسياسات الأميركية، أو باعتبارها جهة داعمة للإرهاب، مرت الأمور بسلام كان طبيعياً، وراجت طرفة تقول " سفير يتفتش ويفوت .. ولا حد يموت " . المتنافخون اليوم دفاعاً عن كرامة المسؤولين العرب، التي يزعمون خشيتهم أن تطعن في المطارات الأمريكية، هم أنفسهم المتنافخون على شاشات الفضائحيات العربية، وهم يشتمون هؤلاء المسؤولين باعتبارهم خونة كما يقولون، وباعتبار أنهم لم يدفعوا المطلوب كما نعرف نحن، وهم أنفسهم الذين يسمون إرهابيي القاعدة بالمجاهدين، وهم الذين يدعون للتعامل بين شعوب الارض بلغة السلاح، وهم أنفسهم الذين يمجدون الهجمات الارهابية أينما كانت وبغض النظر عن أهدافها، وهم اليوم يدعون السلطات المعنية في المطارات الغربية للتراخي، ومنح الفرص للارهابيين لقتل الابرياء في أعالي الجو، أو الوصول بسهولة إلى أهدافهم على الارض.rn rn
خارج الحدود: الإرهاب يطالب بالتساهل
نشر في: 8 فبراير, 2010: 05:49 م