وكالة انتر بريس سيرفسكشفت مؤسسات متخصصة في الرصد الإعلامي أن المشاهدين الأمريكيين المهتمين بالأخبار الدولية يعمدون الآن لمتابعة شبكات تليفزيونية أجنبية منها «الجزيرة «، و»رشن توداي» الروسية، و»سي سي تي في» الصينية، و»بريس تي في» الإيرانية.
وصرح ستيف راندال، من كبار المحللين بمؤسسة Fairness and Accuracy in Reporting المتخصصة في المتابعة الإعلامية، أن الشبكات الأجنبية المذكورة «يمكن مقارنتها بشبكة سي ان ان الأمريكية» ويشاهدها الآن الملايين من الأمريكيين عبر الأقمار الصناعية. وكشف استطلاع أجرته مؤسسة نيلسون للبحوث الإعلامية أن الكثيرين في العاصمة واشنطن يتحولون الآن إلى الجزيرة إنغليش، ودويتش ويل الألمانية، وفرانس 24، ويورو نيوز الأوروبية، والتليفزيون المركزي الصيني، بغية متابعة الأخبار الأجنبية. وبترتيب حجم المتابعة، تتصدر «رشا توداي» الروسية المرتبة الأولى بمعدل 6,5 مرة عدد مشاهدين قناة «الجزيرة إنغليش» التي تعتبر بدورها أكثر القنوات الإخبارية متابعة في الولايات المتحدة بعد «بي بي سي « البريطانية. وأعتبر راندال أن المشاهدين يتحولون الآن إلى وسائل الإعلام الأجنبية لأن الشبكات الأمريكية تخصص حيزا ضئيلا لتغطية الشؤون الدولية. فقد بين آخر استعراض للشبكات الإخبارية الأمريكية أجراه Tyndall Report المعروف أن القنوات التليفزيونية الأمريكية خصصت لجميع الأنباء الأجنبية في العام الماضي 3,750 دقيقة فقط، أي مجرد ربع مجموع 15,000 دقيقة خصصتها للتغطية الإخبارية المسائية على مدى السنة. كذلك أن أكبر ثلاث قنوات أمريكية قد خصصت مجرد 76 دقيقة لمتابعة قضايا الاحتباس الحراري بمناسبة قمة التغير المناخي في كانون الاول الماضي في كوبنهاغن رغم التحضيرات الطويلة التي سبقته. ويذكر أن مؤسسة FAIR قد وثقت في العقد الماضي واقع تجاهل كبرى وسائل الإعلام الأمريكية لأبرز القضايا العالمية بل وتشويهها الحقائق بواعز من دوافع سياسية. وكمثال، خرج نصف مليون مواطن إلي شوارع نيويورك في 15 فبراير/ شباط 2003 في تظاهرة احتجاج على الخطة الأمريكية لمهاجمة العراق. ومع ذلك، لم تذكر نيويورك تايمز وغيرها من الصحف في اليوم التالي كلمة واحدة عن هذه التظاهرة والاعتقالات التي تخللتها. ولقد تحدت شبكة «رشن توداي» الروسية عن إدعاءات وسائل الأعلام الأمريكية بالتزامها بمبادئ النزاهة والموضوعية في تقاريرها، وذلك من خلال بث إعلان يسأل «من الذي يشكل أكبر تهديد نووي؟»، يعرض صورة مركبة تجمع بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني محمود أحمدي نجاد مع شريط يقول «رشا تي في تيوز. تساؤل أكثر».فعلى مدى العقد الماضي، اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بتطوير أسلحة نووية، فما كان من غالبية وسائل الإعلام الغربية إلا أن انساقت وراء هذ التوجه رغم تشديد طهران علي أن برنامجها النووي لأغراض سلمية وأن من حقها أن تفعل ذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الانتشار النووي، فعلق الخبير راندال علي إعلان قناة «رشا توداي» قائلاً: إن السؤال الذي يطرحه «سؤال في مكانه، إذ تهول وسائـل الإعلام الأمريكية من قضية البرنامج النووي الإيراني»، وأضاف: أن غالبية كبرى القنوات التليفزيونية الأمريكية دأبت على عدم تغطية هذه القضية بصورة موضوعية. أما فلاديمير كيكيلو، الصحفي الروسي الكبير الذي راسل وكالة «تاس» من نيويورك منذ عام 1979، فقد شاطر هذا الرأي قائلا إن «الأسلوب الذي يتابع به الإعلام الأمريكي الحقائق المتصلة بالعالم الخارجي يبعد عن كونه مثاليا». وشدد على أن هذا لا يعني أنه يدافع عن جهود وسائل الإعلام التابعة للدولة في بلاده لتقديم صورة بعينها عنها «ففي العهد السوفيتي، توجهنا إلى تصوير العالم الغربي بالأبيض والأسود، لكننا تجاوزنا هذه المرحلة الآن». وقال عن «رشا توداي» أنها ممولة من الحكومة «لكنها تمثل المصدر السليم للتعرف علي ما يحدث في روسيا والعالم. هذه هي فرصة للأمريكيين لكي يتعرفوا بأنفسهم علي رؤية الروس للولايات المتحدة والعالم». ويذكر أن قناة «رشن توداي»، التي بدأت تبث في الولايات المتحدة منذ نحو عامين وتنتج برامجا بالعربية والأسبانية أيضا، تتلقي أكثر من 200 مليون دولار من الحكومة الروسية. وصرحت رئيسة تحريرها ماغاريتا سيمونيان أن القناة ملتزمة بمبدأ الحياد في تقاريرها، أيا كان الموضوع سواء إيران أو غيرها. ولقد أفادت وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك نحو 800 وسيلة إعلامية من 113 دولة تشتغل حاليا في الولايات المتحدة. فشرح المدير التتفيذي لبرنامج «التميز في الصحافة» بمركز «بيو» للبحوث توم روزينتال، أن «نسبة كبيرة من النمو في الأعوام الأخيرة تأتي من وسائل إعلامية من آسيا وخاصة الصين، وكذلك الشرق الأوسط وأفريقي
الأمريكيون يتابعون «الجزيرة» والروسية والإيرانية
نشر في: 9 فبراير, 2010: 04:18 م