TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حياتي مع هارولد بينتر

حياتي مع هارولد بينتر

نشر في: 9 فبراير, 2010: 04:27 م

الكتاب: أينبغي عليك المغادرة؟تأليف: أنتونيا فريسر ترجمة: هاجر العانيقد تفتقر مذكرات [انتونيا فريسر] الى البوح المثير الإّ ان مذكرات الحياة الزوجية مع [بينتر] شاذة وصاخبة. قبل بضع سنين أُرسـِـلت لإجراء مقابلة مع الليدي [أنتونيا فريسر] – كاتبة سيرة [ماري] ملكة الاسكتلنديين وزوجة [هارولد بينتر] أشهر كاتب مسرحي في بريطانيا كان على قيد الحياة آنذاك –
 وأتذكر الامر بوضوح، فالليدي [انتونيا] المتصابية حتى وهي في سن السبعين كانت تبتسم ولكن ابتسامات ملكية وهو اسلوب استمتعت به الى حد ما فكـَـوني من العامة بكل ما في الكلمة من معنى فـإنني أسعد دائماً بتمثيل دور حاشية الملكة امام ضيوفي في المقابلات، وعندما قررت الليدي عمل الشاي لنا توجهنا الى مطبخ منزلها في هولاند بارك وهو غرفة كانت الليدي تقترب منها بتردد كما لو ان قنبلة قد زُر ِعـَـت فيها (ربما كانت خائفة من الزلل بشأن زوجها [بينتر] الذي كان طبعه حاداً كما اشتهر عنه وذلك حسب روايتها ايضاً)، وقالت " هل يمكنك مناولتي الحليب؟" براحة قرب ابريق الشاي وصوتها غني كغـِـنى القشطة البنفسجية الناعمة، بالطبع! وفتحت ثلاجة فريسر/ بينتر، وفي داخلها كانت تكمن ثلاثة أشياء فقط وهي الحليب وزجاجة شمبانيا ورغيف مقطع شرائح ومغلف بقطعة بلاستك. كنت افكر في تلك الثلاجة فيما كنت اقرأ كتاب (أينبغي عليك المغادرة؟) وهو وصف [فريسر] لعلاقتها التي استمرت 33 عاماً بـ [بينتر] (عاشا معاً من عام 1975 الى وفاة الكاتب المسرحي بسبب السرطان عشية عيد الميلاد من عام 2008)، وفي الغالب تؤكد مذكراتها الانطباع المتولد من ثلاجتها وهو ان أسرة فريسر/ بينتر كانت كبيرة بعض الشيء.. وبأن الزوجين يتناولان العشاء عادة ً خارج المنزل – في المطاعم ومنازل أصدقائهم المرموقين – مفضلين ذلك على تناوله في صينية توضع امام المشتبه به الرئيسي (تكتب زوجة [هارولد] المحبة للروايات المرعبة " لم يفهم عقلية امرئ ينتظر بحرص مشاهدة (لي تشايلد) الذي سيـُـعرَض تالياً)، ولكن مع ذلك فـإنني قلقة بالفعل على ذلك الرغيف لان [فريسر] تكشف ايضاً بأنها و[هارولد] لم يكونا يأكلان الخبز ولا حتى عندما كانا يمكثان مع مخرج الافلام [مايك نيكولاس] وزوجته المذيعة التلفزيونية [دايان سوير] حينما كان يتم توصيل الخبز طازجاً الى باب المنزل كل صباح، فلــِـمـَـن تم تقطيعه الى شرائح محمصة؟ لتاجر عابر؟ (أينبغي عليك المغادرة؟) متخم بالتفاصيل التافهة عن الخبز والزهور وما شابه وقد قدمت [فريسر] – كونها زوجة ومفجوعة فاجعة قاسية الآن – كتاباً مليئاً بالحقائق العادية التي تبعث على المواساة اكثر من تلك الحقائق التي تقطر دماً والتي يحبها كثيراً كتــّـاب السيرات، والبوح الوحيد الذي قامت به هو الخبر القائل بأن [بينتر] بينما كان نائماً مع [جوان بيكويل] التي كانت لديه علاقة غرامية بها قبل اقترانه بـ [فريسر] كان يواصل علاقته مع امرأة امريكية تشير المؤلفة اليها بـ "كليوباترا" (تدعوها [فريسر] على نحو سيئ بعلاقة "اكثر حميمية" من تلك التي استمتع بها مع [بيكويل]). ويومياتها التي تتضمن المقدار الاكبر من النص لها خاصية مستأصـِـلة بشكل مـُـغيظ، واذ تكون مصممة فقط على "استعادة الامس" قدر تعلق الامر بـ [هارولد] فـإنها لا تبوح بشيء تقريباً بخصوص الآلاف من معارفها الشهيرين – على الرغم من انها وبسرور لم تستطع حتى ان تقاوم وصف الطريقة التي سمعت بها [ديانا] اميرة ويلز تقول لـ [شمعون بيريز] بأنه نعم وانها كانت تحب زيارة اسرائيل "أي شئ مقابل بعض الشمس"، وكذلك بأن [ويليام شاوكروس] المعجـَـب كاتب السيرة الذاتية [الام الملكة] وفي ذروة أزمة [رشدي] اعترف بأنه كان لـ "يسحب كتاب (الآيات الشيطانية) لو أنه كان مكان [سلمان رشدي]")، والنتيجة غالباً ما تكون مادة متقطعة ولا تشفي الغليل، ومع ذلك وعن الحياة مع [هارولد] فـإن مذكرات [فريسر] مبهـِـجة بلا انقطاع أي انها غريبة ونقية وصاخبة بشكل متكرر. وقد وقع ناظرا [فريسر] على [هارولد بينتر] لاول مرة عبر مطعم مزدحم وراق لها ما رأت، غير أن سهم العشق انطلق فقط عند تصادفهما للمرة الثالثة في حشد للاحتفال بالعرض الاول لمسرحية (حفلة عيد الميلاد) التي أخرجها زوج أخت [فريسر] [كيفن بيلينغتون]، وفي الاحتفال في البيت اقتربت من الكاتب المسرحي الذي كان شعره أسود مجعد وأذناه مستدقتان "كفراشة"، لتقول له بأنها استمتعت بالمسرحية، فنظر اليها [بينتر] بعينيه السوداوين وسألها " أينبغي عليك المغادرة؟"، ففكرت [فريسر] بملل بواجبات اليوم التالي وهي الركض الى المدرسة والبحث الذي عليها اجراؤه بخصوص كتابة السيرة الذاتية لـ [تشارلز الثاني]، فقالت " كلا. ليس من الضروري جداً"، وتجاذبا اطراف الحديث حتى السادسة صباحاً، وفي تلك المرحلة كان [هارولد] و [انتونيا] متزوجين منذ 18 عاماً، هو من الممثلة [فيفيان ميرتشانت] وهي من [هيو فريسر] عضو البرلمان المحافظ، وبينهما سبعة أطفال. وكانت علاقتهما الغرامية فضيحة كبيرة او على الاقل كانت الصحف تراها كذلك، ولا يبدُ ان أحداً آخر – مع الاستثناء الممكن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram