خليل جليل هل اصبحت علاقة جمهورنا الكروي صاحب التاريخ الناصع في حبه للتشجيع النظيف ومؤازرة فرقه ومنتخباته على مر عشرات السنين مع الملاعب واجواء مباريات كرة القدم ومسابقة الدوري، قاتمة في ظل حديث طويل وعريض اخذ حيزا كبيرا ومبالغاً به من قبل الهيئة المؤقتة المشرفة على دوري الكرة
وهي تعقد سلسلة طويلة من الاجتماعات مع قوى عسكرية وحمايات وتشرك فيه قيادة عمليات بغداد لوضع حد والتصدي لأعمال الشغب التي تقول الهيئة ان جمهور الكرة تسبب بها في بعض المباريات؟ نعتقد ان الامر من المفترض ان لا يأخذ حجما بهذه الطريقة اللافتة وقد تحول فيها اجتماع عدد من اعضاء الهيئة المؤقتة والمعينة لمتابعة شؤون كرة القدم وأحد اعضائها يخرج بتصريحات وكانه مقبل على معركة شرسة يتأهب لها ويلوح بالتهديد وبالوعيد بها لغرض ان يقول بأن عوامل القوة قادمة الى ملاعبنا من دون ان يدفع نفسه ليتذكر ان من الافضل ان يحضر مثل هذا الاجتماع رؤساء الاندية والبعض من ممثلي مجالس المحافظات وروابط المشجعين ليدرسوا كيفية ان تأخذ هذه الاطراف على عاتقها مهمة توعية الجمهور واشاعة روحية الانضباط لديه وتشجيعه على احترام سلوكيات وآداب الملاعب واحترام كل قواعد الالتزام والتقييد بها ونعتقد أن جمهورنا لم يصل الى الحد الذي يكون فيه قد تخلى عن مثل هذه العوامل. من الطبيعي ان تظهر هنا او هنا بعض المظاهر الاستثنائية التي لا تمت بأية صلة لجمهورنا الكروي الحقيقي واحيانا من يندس بين الجمهور لمآرب ومصالح قد تكون شخصية او عدائية لهذا المدرب او غيره من اللاعبين لكن هذا لا يصبح نوعا من التصرف العام لجمهور الكرة الذي دأب على اقامة علاقة طيبة مع ملاعب كرة القدم وشواهد تاريخية كثيرة على هذا النوع من العلاقات الرياضية المبنية على أساس الاحترام. نعتقد أن التهويل الزائد عن مظاهر اعمال الشغب المفترضة ان تكون قد شهدتها ملاعبنا في الادوار السابقة نتيجة عدم السيطرة المسبقة والمبكرة على الملاعب من قبل رجال حماية المنشآت الذين يتحولون احيانا الى مشجعين امام الجمهور مما يزيد من حدة توتر الاجواء المشحونة في تلك المباريات ، سيقودنا الى احتمالية ستكون واقعية بعد الان على اساس ان جمهور الكرة العراقية بات من الجماهير المشاغبة والتواقة للفوضى طالما أعدت له قوات وحمايات ملاعب بخطط وعدد مثلما صرح البعض من العسكريين بعد انتهاء اجتماع الهيئة المؤقتة لهذا الشأن وخرجوا من بعض الفضائيات ليتحدثوا في هذا الاطار المبالغ به. إذن طالما لكرة القدم العراقية ومسابقة الدوري العراقي لهما تاريخ مميز وأرث يستحقان به كل احترام وثناء يبقى ايضا جمهور كرة القدم العراقية انموذجا لهذا التاريخ الكروي وجزءا منه نعتقد ستكون مهمة المحافظة عليه واحترامه هي من بين اهم اولويات هذا الجمهور الذي لم ولن يتأثر بالطارئين على ملاعبنا وهم بأعداد قليلة ستلفضهم ملاعبنا بعد حين. ولابد من التذكير بأن تعيد الجهات التي تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية الملاعب والمباريات ان تعيد خطوط عملها الى المناقشة والبحث لإيجاد سبل افضل لمهامها وان تكون مهمة عناصرها حماية ومراقبة الملاعب والجمهور بشكل دقيق لا ان يتحول البعض منهم الى مشجعين وينساقون للتشجيع ومتابعة المباريات بدلا من متابعة الجمهور وتصرفاته وكيفية التعامل معه ومراقبة المسيئين. نتذكرجيدا كيف كان يواجه جمهورنا الكروي كل اشكال العوز والظروف الاقتصادية الصعبة لكي يوفر تكلفة تذكرة مباراة ليقف الى جانب منتخباتنا وفرقنا في تلك الاوضاع الاقتصادية الصعبة ،فهل يعقل ان يتخلى هذا الجمهور الأصيل عن تلك الثوابت التي داب عليها والتمسك بها؟ بالطبع لا، فليس من السهولة ان يُقدم هذا الجمهور الأصيل على مثل هذه المظاهر بعد ذلك التاريخ.
وجهة نظر: جمهورنا الكروي وتأريخه
نشر في: 9 فبراير, 2010: 05:27 م