إعداد/ علي النعيمي صدقاً فرحنا لأبناء الفراعنة على ما حققوه من انجازات كبيرة في أمم إفريقيا الان خصوصاً في مباراتهم المثيرة مع الجزائر وسببه أمران,أوله أن الفريق المصري احترام ضيفه الجزائري كثيراً وقدر قيمته التاريخية في المنازلة وهو ينافسه على خطف بطاقة النهائي والتزم بتعليمات المعلم شحاتة بحذافيره وطبق واجباته على أتم وجه وبامتياز،
 والأمر الثاني إنه لم يستهن ابدأ بالنقص العددي للفريق الجزائري ولم يعتمد لاعبو مصر إثارة خصومهم عبر استعراض مهاراتهم الفردية وترقيصهم، بل ظلوا يحسبون لهم إلف حساب على الرغم من التفوق المطلق لفريق المصري لعباً واداءً وهيمنتهم الواضحة وفرض إيقاعهم على المباراة، لكن حكم المباراة البيني كودجا لم يكن أبدا لائقاً لهكذا مباراة مصيرية، فهل تعلمون يا سادة انه في إحدى مباراة التصفيات الأوروبية كلفت لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي أحد الحكام وهو مدرس علم اجتماع في الأساس بمهمة بتحكيم مباراة اليونان وتركيا إذ تابع لأيام طوال الصراع التاريخي والسياسي بين البلدين حيث تابع عبر النت خصائص الشعبين من حيث الغضب والفرح وعناصر الإثارة وبالتالي فانه برع في إدارة اللقاء وامتص غضب الجماهير وصراع اللاعبين واستطاع بحنكته سحب فورتهم وكبح شرر الخشونة واللعب القوي بيد ان حكم مصر والجزائر دخل وكأنه متأثراً بطقس المباراة وكاد يفقد تركيزه هو اولا قبل اللاعبين بعد طرده للمدافع الجزائري حليش وكان الأجدر به أن يطرد الحارس شاوشي بعد التهجم عليه علناً وليس لاحقاً بعد تسجيل اللاعب المصري الهدف الأول كونه أدرك متأخراً إنه تسرع في إعطاء حليش إنذاره الأول وهنا بدأت نقطة التحول المهمة في المباراة فلم يتعامل بروح القانون وأخفق في تهدئة إيقاع المباراة أو لفت أنظار اللاعبين الجزائريين عن طريق لغة الجسد وسائر الإيماءات الأخرى التي وجب استثمارها في هكذا حالات ويبدو إن المعايير المزدوجة تتواجد في كل مكان فالاتحاد الإفريقي ابعد الحكم السعودي عن إدارة نهائي البطولة خوفاً من أن ينحاز إلى جانب الفريق المصري في النهائي وكان الأجدر بهم أن ينيطوا له تلك المباراة أولا من باب اللغة وفهم اللاعبين وانه أكثر تفهماً لحساسية المباراة وظروفها.. نقول لقد اعتادنا إن نطلق الاتهامات على احد الفريقين عندما ينحدر مستوى المباراة إلى اقل من ماهو مطلوب لكننا هذه المرة لن نتردد إذا قلنا بأن (الخواجة) كودجا افسد علينا متعة الفرجة على هذه المباراة التي ترقبتها الملايين وهو ليس إقلالا من الأداء المصري المشرف ونتائجه العريضة ولا تعاطفاً مع (محاربو الجزائر) نجومنا في مونديال جوهانسبيرغ لكن الحق يقال أن كرواته الملونة ألهتنا كثيرا عن حلاوة الأهداف الأربعة فأغرقتنا ذهنياً من دون أن نشعر في تأمل حالات الطرد وتفسير الخشونة كونه نزل إلى أرض الملعب مشحوناً أكثر من أصحاب الشأن ذاتهم.