اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > إزالة بعض التماثيل والنصب التذكارية من ساحات وشوارع بغداد

إزالة بعض التماثيل والنصب التذكارية من ساحات وشوارع بغداد

نشر في: 9 فبراير, 2010: 05:48 م

وائل نعمةالجدل اثير من جديد في الشارع العراقي وبين الاوساط الثقافية حول موضوع ازالة التماثيل والنصب التذكارية التي تعود الى حقبة النظام السابق . وقد كانت هيئة اجتثاث البعث قبل  سنوات قد باشرت بأزالة كل التماثيل التي ترمز لشخص الدكتاتور صدام من شوارع وساحات بغداد وحتى المؤسسات الحكومية وفي كل المحافظات ،
 وتبعتها مرحلة اخرى في ازالة التماثيل والنصب التي ترمز الى تلك الفترة منها نصب الشخصيات التي كانت في السلطة في تلك الفترة ومن ثم النصب التي تجسد ملامح تلك الفترة من مشاهد الحروب والقتال وانتصارات الدكتاتور المزعومة .فقد ازيل نصبا بلاط الشهداء والأسير العراقي في ساحة المستنصرية ، وازيل ايضا نصب المقاتل العراقي في ساحة باب المعظم، ونصب المسيرة في ساحة المتحف وجدارية التأميم عند مدخل وزارة التجارة ، وقد اثيرت بعض التساؤلات والاحتجاجات في تلك الفترة من المواطنين والمثقفين على اساس الفصل بين نصب وتماثيل تتعلق بشخصوص النظام السابق وبين القيم الفنية والنصب التذكارية التي ترمز الى العراق وتاريخه . وقد ازداد الجدل حينما قامت الحكومة المحلية مؤخرا في بغداد بأزالة نصب اللقاء وهدم نصفه الاسفل. والنصب قد اختلف القول حول رمزيته فمنهم من يقول  أنه لا يرمز إلى البعث وهو من تصميم طبيب التجميل علاء بشير أواسط التسعينيات في الساحة التي كانت تشهد وصول حافلات النقل القادمة من الأردن وسوريا ما برر إطلاق اسم (اللقاء) عليه، وآخرون يقولون أنه تجسيد للقاء البعثيين وقيامهم بانقلاب 1968، وآخرون يرون  انه يعبر عن أمل لقاء العراقيين المغتربين. ويمثل النصب نحتا ضخما من الخرسانة لجدارين يشبهان ذراعين تميل إحداهما في اتجاه الأخرى.  و يجري الحديث الآن  على ازالة النصب القائم في ساحة الاحتفالات وهو عبارة عن سيفين ضخمين يرسمان في الفضاء قوسا شاسعا تمسكهما قبضتان وإن القبضتين كانتا نموذجا لقبضتي صدام، وتحت السيفين خمسة آلاف خوذة لجنود إيرانيين وهي خوذات حقيقية جمعت من ساحات المعارك التي دارت بين الطرفين ، وقد اشترط صدام في وقتها على جامعيها ان تكون تلك الخوذ قد ثقبها رصاص الحرب وخلفت قتلى. وأقيم هذا النصب أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وكانت الساحة الواسعة تحت السيفين سميت بساحة الاحتفالات. خلاف الأطراف الخلاف يتوسع بين طرفين ، الأول يراها نصبا  وتماثيل أصبحت من التراث الوطني العراقي فضلا عن جانبها الجمالي في المدن العراقية  مثلما يقول راضي علي طالب معهد الفنون الجميلة «أنها  ترمز إلى مناسبات ومفاهيم وطنية وأن أزالتــــــــها جاء ت بضغوط من أطراف إقليمية ومن بعض دول الجوار وفي موجة تعصب ضد وجود جميع النصب التراثية في العاصمة بغداد». والبعض الأخر يرى ان قرار الأزالة  صحيح  وضروري، فهذه النصب تعتبر من مخلفات نظام صدام الدكتاتوري الذي أراد بها تجسيد مفاهيم تخص الحزب الحاكم آنذاك ، وهي تمت بصلة لذاكرة ذلك النظام .احمد عبد الأمير ماجستير في أكاديمية الفنون الجميلة يقول «أن إمكانية إبقاء هذه النصب مع إضفاء تأويل جديد أكثر انفتاحا من دلالات الايدولوجيا البعثية أمر صعب جدا  لذلك أرى من وجهة نظري بأن  يجب إزالتها». الاعتداء على التماثيل  في الجانب الآخر يقول المهندس المعماري بلال عصام ان ازالة بعض النصب التذكارية  او التعرض لها بالتخريب لم يكن منهجاً حكومياً دائما ، فقد تم الاعتداء من قبل بعض الجهات المجهولة على عدد من النصب والتماثيل الفنية، التي لا توحي الى البعث وثقافته بشيء، فقد سرق تمثال عبد المحسن السعدون (رئيس وزراء عراقي في الحكم الملكي) من منصته الخاصة في وسط شارع السعدون ببغداد، ولم تتم اعادته ابدا ، ما دعا احد الفنانين العراقيين إلى انجاز نسخة بديلة لهذا التمثال ، ورغم انها نسخة من الفايبر كلاس وليست بجودة التمثال الأصلي، إلا انها تعطي لدى المارة الانطباع نفسه للتمثال الاصلي، وعلى الاغلب لم يكن لسراقه أي خلفيات سياسية، وانما كانوا يسعون لتقطيعه وبيعه كمعدن.وشاركه بالرأي سجاد محمد مهندس مدني ، حيث قال ان هذا الأمر  حصل مع الكثير من التماثيل الصغيرة والكبيرة، والتي سرقت من أماكنها مع الاشهر الاولى لسقوط النظام البعثي، كما رفع مجهولون تمثال الأم العراقية من مدخل مدينة الصدر وكانت الدعوى لرفعه انه يجسد مفاتن أنثوية تتعارض مع الاخلاق الدينية. واستطاع فنانون شباب العثور على هذا التمثال وانقاذه من أحد المصاهر في اطراف العاصمة، وتمت اعادته، لا إلى مكانه الأصلي، وإنما الى مدخل بناية وزارة الثقافة العراقية، حيث مكانه الآن، ومازالت جرار تمثال (كهرمانة والأربعين حرامي)، والذي انجزه الفنان العراقي محمد غني حكمت، تتحطم يوماً بعد آخر بسبب عبث العابثين، دون ان تكون هناك أي إجراءات لحماية هذا التمثال الجميل، والذي غدا جزءا من هوية منطقة الكرادة في بغداد. وكانت أمانة بغداد قد أقدمت قبل أشهر على عمل غير مهني بطلي التمثال باللون الذهبي، من دون استشارة صاحب التمثال، او اخذ رأي المتخصصين، الأمر الذي احدث ضجة ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram