TOP

جريدة المدى > غير مصنف > كامل الجادرجي والعمل الحزبي العقائدي في العراق والبلاد العربية

كامل الجادرجي والعمل الحزبي العقائدي في العراق والبلاد العربية

نشر في: 10 فبراير, 2010: 05:00 م

د. جعفر الحسنيصفحة انطوت من صفحات النضال الوطني المستديم وشمعة انطفأت من الشموع التي كانت تضيء امام الشعب، شخصية فذة من الشخصيات الوطنية التي كانت في مقدمة النضال الوطني الحر سار مع الشعب في مسيرته – ما ينوف عن نصف قرن – حيث اسهم في كل حركة وطنية وشارك في جميع المواقف الوطنية المشرفة واسند كل عمل من شأنه مكافحة الاستعمار ومناهضة عملائه..
امن بالشعب كبداية وغاية وآمن بتربة هذا الوطن وابنائه وآمن بالديمقراطية اسلوبا وطريقا لتحقيق سعادة الشعب عن طريق التمثيل الصحيح والعدالة الاجتماعية فرفع مشعل (الاهالي) وقارع بقلمه ولسانه الاستعمار والاستغلال بكل مؤامراته واحاييله منذ بداية (الحكم الاهلي) في العراق حيث كان (يسميه) فكان انساناً يشارك الانسان ايما وجد في عواطفه واحاسيسه وكان وطنيا مع كل الفئات الوطنية وكان تقدميا في تفكيره وعقليته وحياته عندما كانت الوطنية والتقدمية جريمة يحاكم عليها الفرد.. وكان ديمقراطيا يسعى لتحقيق نشر الحرية والعدالة الاجتماعية واطلاق الحريات الديمقراطية للشعب ليعبر عن رأيه ومطاليبه وكان يؤمن ايمانا عميقا بحرية الفكر والعقيدة والعمل امام الجميع، كأفراد وفئات وجماعات.. وكان يؤمن بالعمل الحزبي الايديولوجي ولعله من رواد العمل الحزبي العقائدي في العراق بل في البلاد العربية جمعاء دعما لايمانه بأن الحياة الديمقراطية الحرة لا تتحقق الا على طريق العمل الحزبي العقائدي.. واسهم كامل الجادرجي مع الفئات الوطنية المختلفة والتي تلتقي واياه في المطاليب الوطنية والقومية العليا في اطار جبهوي اكثر من مرة وصافح جميع الفئات الوطنية والتنظيمات الشعبية والتي تتشابه اهدافها واهدافه فكان قائداً وطنياً وقومياً مخلصاً لهذا الشعب. وشخصية (كامل) شخصية عظيمة من جميع النواحي فهي لاتحصرها مقالة ولا يفيها كلام ولا يستوعبها كتاب او تاريخ.. ولعلي هنا احاول ان اذكر بعض الصفات البارزة الفذة في تاريخ حياته واسألأ القارئ عذرا ان قصرت او اخفقت في رد الدين الذي في عنقي حيث كان له الفضل الاكبر في توجيهي وتعليمي في هذه الحياة، كافح "كامل" الاستعمار والاستغلال بضراوة وعناد وكان بقلمه ولسانه وعقله وسلوكه لا يلين لأحد ولا يثنيه عن عزمه احد.. يرفض كل انواع المهادنة والاستكانة ويأبى الانصياع لاعداء الشعب فكان يؤمن بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهو لايفرق بين فئة واخرى أو طبقة او اخرى من طبقات هذا الشعب وكان يحارب التفرقة العنصرية والقومية والطائفية وسعى دائماً لتحقيق مبدأ تكافوء الفرص امام الجميع وتوزيع المناصب والوظائف حسب الكفاءة والمقدرة لا حسب المقاييس التفضيلية الاخرى من دون تفريق بسبب الجنس او العقيدة او المنسوبية. وكان "كامل" تقدميا منذ نعومة اظفاره وقد اعتنق المبادئ التقدمية الانسانية وعمل على نشرها فكان زعيما لمدرسة فكرية تقدمية كبيرة تسعى لنشر المبادئ الديمقراطية والتقدمية في محاربة الاستعمار والاستغلال وترسيخ الحكم على قاعدة شعبية ممثلة تمثيلا برلمانيا صحيحا وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق الاقتصادية بين الطبقات ومحاربة الاستغلال وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لمجموع الناس. ولم يكن "الجادرجي" شخصية سياسية فحسب بل تعداها فكان فيلسوفاً في كل شؤون الحياة وكان اديبا وفنانا وباحثا اجتماعياً فكانت ندوته مجمع علماء وادباء وشعراء وفنانين ومفكرين وكان فوق كل ذلك مرجعا للشباب والكهول والشيوخ للاستنارة بأرائه والاستفادة من توجيهاته وخبره فهو مع كونه زعيماً حزبياً الا انه كان مستشارا لكل وطني مخلص مهما اختلف في تفكيره وعقيدته نظراً للخبرة الطويلة والمراس المستديم للعمل الوطني والسياسي.وقد دابت جريدة "الاهالي" واخواتها في كل الظروف والاحوال في كشف مؤامرات الاستعمار والتنبيه الى اساليبه واحابيله ليس في العراق حسب بل في جميع اجزاء الوطن العربي بل في جميع انحاء العالم التي اكتوت بنار الاستعمار والاستغلال.. لانه كان يعتقد دوما بأن للاستعمار شبكة متواصلة ومشتركة في جميع البلدان المبتلية فيه فكانت هذه الصحيفة مدرسة سيارة لها الفضل الاكبر في تخريج الطليعة الواعية من ابناء هذا البلد.. ولا يمكن تعداد مواقف "الجادرجي" الوطنية فهي لا تعد ولاتحصى فقد كرس حياته الخاصة والعامة للاسهام بكل حركة وطنية وانتفاضة شعبية تهدف للتخلص من الاستعمار والحكم البغيض الذي لا يستند على ارادة الشعب ولعل حياته سفر من الاسفار التاريخية المهمة الحافلة بالمواقف المشرفة والاراء السديدة والتوجيهات الصحيحة التي كان يوجهها لجميع الفئات الوطنية ولعل اهم ما تميز به هو هذا الاحساس الدقيق والتوقعات التي كان يفكر بها حول مسيرة هذا الشعب في نضاله الوطني وترسيخ قواعد الحكم الديمقراطي الصحيح فهو سجل حافل لتاريخ الحركة الوطنية في العراق الحديث. رحم الله "كامل الجادرجي" فقد كان ابا للديمقراطية وموجها ناصحا امينا لمدرسة كبيرة واسعة هي مدرسة "الديمقراطية" والتي نحن الان بأمس الحاجة لتطبيقها والنهج بهديها والتي تتمثل باسمى المبادئ الانسانية، والسعي لايجاد حكم ديمقراطي برلماني يستند الى قاعدة شعبية واسعة وهي الغاية التي سعى اليها كامل الجادرجي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram