اكرام زين العابدين منذ اعلان اللجنة الاولمبية العراقية عن قرار حل الاتحاد العراقي لكرة القدم في شهر تشرين الثاني الماضي حتى يومنا هذا مرت قرابة الثلاثة اشهر التي حددتها اللجنة في حينها بان انتخابات الاتحاد ستجري خلال هذه المدة وفق لوائح وشروط يتفق عليها مع الهيئة العامة للاتحاد .
ومنذ اليوم الاول لتشكيل الهيئة المؤقتة لاتحاد الكرة اعلن اعضاء الهيئة بان مهمتهم داخلية فقط وتتعلق بتنظيم بطولة الدوري بمختلف فئاته وتركوا موضوع الوصول الى حل مع الاتحادين الآسيوي والدولي والخروج من عنق الزجاجة للجنة الاولمبية العراقية التي تأخرت جدا وتعاملت مع الموضوع ببرود شديد وكأن الامر لا يعني شريحة كبيرة من لاعبي المنتخبات الوطنية والاندية ومستقبل الكرة العراقية التي باتت تتلاعب فيها اهواء البعض من الباحثين عن المناصب في هذا الزمن الصعب متناسين بان العالم يسير بسرعة كبيرة ولن ينتظر هؤلاء (المتعافين والبطرانين ). والرافضين للمشاركات الخارجية بعد الوصول الى النهائيات الآسيوية بجدارة لاربعة منتخبات وطنية بكرة القدم اضافة الى حظر مشاركات ناديي اربيل والنجف والحكام والمدربين وكل العاملين في وسط كرة القدم العراقية من اي نشاط دولي . ان مشكلة الكرة العراقية والاتحاد العراقي ليست معضلة العصر في العراق وغير قابلة للحل وانما هي بحاجة الى نكران ذات من الجميع وليس استخدام اسلوب الاقصاء ( وكسر العظم ) متناسين بان الديمقراطية هي من تحل المشكلة وتضع حلا لكل الاشكالات لان الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم وبالرغم من عدم رضا البعض عن عددها الا انها صاحبة القول الفصل في هذا الامر . وقد يقول البعض بان الاتحاد المنحل هو من رسم شكل اعضاء الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم التي تضمن ولاءها لهم ، وبالمقابل سيقول الآخرون بان اللجنة الاولمبية والهيئة المؤقتة هما اللتان ستختاران اعضاء الهيئة العامة حسب ولاءها لهم وعداءها للاتحاد المنحل . وسيبقى الجميع ينظر بنظرة الشك والريبة الى الاخرين طالما اننا لا نعرف جهة حيادية تعمل بمهنية لفض مثل هذه الاشكالات . للاسف لم تنجح الهيئة المؤقتة في تنظيم بطولة الدوري بشكل جيد خاصة وانها قلصت الفرق المشاركة بالدوري ستة فرق فقط وجعلت العدد النهائي 36 فريقا وظهرت اكثر من معضلة امام الهيئة كانت اسبابها مختلفة منها ادارية والاخرى آنية وتغيرت جداول المباريات اكثر من مرة ما اصاب البعض الدهشة من هذه التغيرات المستمرة ، ويبدو ان مشاكل الاندية المشاركة في الدوري الممتاز كبيرة منها الملاعب غير الصالحة للعب ، واخرى ادارات الاندية التي لا تعرف ما الهدف من مشاركتها في البطولة ، اضافة الى الضائقة المالية التي اصبحت مثل الداء الذي بدأ ينتشر بين الاندية ولا يستثنى من ذلك غير اندية كردستان التي تعيش بحبوحة مقبولة وادارات تريد ان تتعلم في زمن الاحتراف الحقيقي . امنياتنا بان ينجح اللاعبون الحقيقيون في ساحة الرياضة العراقية ويجدوا حلا سريعا لكرة القدم العراقية وعدم الاصغاء للاصوات النشاز التي تطلق هنا وهناك مطالبة بابتعاد الكرة العراقية عن المشاركات الخارجية وكأننا نريد ان نعزل انفسنا عن الآخرين لاننا مصابون بمرض ( البحث عن المناصب والكراسي ) !
في المرمى :مرض البحث عن المناصب والكراسي
نشر في: 10 فبراير, 2010: 05:21 م