TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > انتخبوا وغيّروا .. لكي لانبحث عن الحظ ثانية !

انتخبوا وغيّروا .. لكي لانبحث عن الحظ ثانية !

نشر في: 10 فبراير, 2010: 07:17 م

عامر القيسي لن يأتي احد من السماء لينزل علينا بركات التغيير ، ولن يفعل الجيران لنا "خيرا" اكثر مما فعلوه بأبناء العمومة وخطاب المشتركات من دم وتأريخ وجغرافية ومصير . التغيير الذي يتحدث عنه الجميع سيكون في صناديق الاقتراع التي سنتوجه اليها .
 لن يقف فوق رؤوسنا عسس الزيتوني ولن يكتب أحد خياراته بديلا عنّا ولسنا مضطرين لان نمسح اكتاف احد . كل شيء سيكون متاحا لدينا لنحول انتقاداتنا اللاذعة لمجمل الاداء السياسي والاقتصادي والخدمي والنيابي للمرحلة الماضية ، الى تطبيقات عملية في اطار آلية الانتخابات التي تشكل فرصتنا الوحيدة والتأريخية لنقول ما ينبغي ان يقال ، ليتحول كلامنا الى واقع يخفف من شدّة ووطأة الحياة علينا بسبب ركام الاخطاء والتقاعس والفساد الذي استشرى في الدولة العراقية ومؤسساتها دون ان نستثني احدا لكي لايقال اننا نسوّق لأحد . لن يكون امامنا من خيارات اخرى لنضيع الفرص من ايدينا الواحدة  تلو الاخرى  تحت اغطية وخيم وشعارات اثبت الواقع بما لايقبل مجالا للتأويل عدم قدرتها على تحقيق تطلعات الشعب العراقي في الديمقراطية والحياة المرفهة ، والانكى من ذلك انها اشاعت اجواء الاحباط في صفوف الطبقة الشعبية التي دفعت ثمنا غاليا ، وربما تكون قد انفردت به من بين الامم الاخرى ، في الدفاع عن تجربتها الديمقراطية الجديدة ، ليس من خلال التفجيرات الارهابية كما يظن البعض وانما بالموقف الواعي في التصدي السياسي والفكري والاجتماعي للفكر الارهابي والانقلاب عليه بعد انكشاف حقيقته في بعض مناطق العراق ، وهي نفس الطبقة الشعبية التي وأدت بذور الحرب الاهلية في مهدها بسبب مما نعاتها الوطنية في عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية . ربما ستحاول بعض القوى الدينية استخدام الفكر الديني للتأثير على خيارات الناخب، وستحاول قوى غير دينية استخدام المال السياسي لشراء الاصوات بالاشتراك طبعا مع بعض القوى الدينية . ولن نجانب الصواب لو قلنا ان بعض هذه المحاولات ستنجح هنا وهناك بسبب الجهل والامية والظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون، لكن الغالب الاعم هو ان مسارات ستتغير بنسب متفاوتة ،وهذا ما ينبغي ان تفعله الطبقة الشعبية الواسعة التي بيدها فقط المفتاح السحري للتغيير المطلوب . التغيير لن يكون في احاديث المقاهي وشاشات الفضائيات والانتقادات السلبية والشتيمة والاصطفافات الطائفية والعرقية والعداوات والثأر والامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ، التغيير الحقيقي الذي يتحدث عنه الجميع بما في ذلك الاحزاب الحاكمة سينطلق من صناديق الاقتراع في السابع من آذار القادم . وفي عدم قدرتنا على اقتناص هذه الفرصة التأريخية وتحويلها من لعبة سياسية الى متحول تأريخي سياسي ، سنكون قد اضعنا الزمن والجهد وكررنا المشهد السابق وان كان بممثلين جدد او سينورياهات جديدة .اذهبوا الى صناديق الاقتراع بافكار جديدة من اجل مستقبل اطفالكم اذهبوا الى صناديق الاقتراع من اجل عراق ديمقراطي .. فدرالي موحداذهبوا الى صناديق الاقتراع من اجل حياة افضل يكون الانسان فيها الهدف والوسيلة.اذهبوا الى صناديق الاقتراع اكراما لشهداء العراق في سبيل الديمقراطية اذهبوا وغيروا قبل ان ينطبق علينا المثل الفرنسي " قد يطرق الحظ بابك فلا تسمعه ثم تقضي بقية عمرك تبحث عنه "فلنسمع معا طرقات صناديق الاقتراع !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram