اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > حركة التجديد الإسلامي: عبد الرحمن الكواكبي

حركة التجديد الإسلامي: عبد الرحمن الكواكبي

نشر في: 12 فبراير, 2010: 04:30 م

جمال البنا يقف الكواكبي ما بين محمد عبده ورشيد رضا. لقد قدم القاهرة لينشر كتابيه "طبائع الاستبداد" و"أم القرى" فوصلها عام 1899 وتوفى بها عام 1902 . وخلال هذه الفترة الوجيزة. نشرت جريدة "المؤيد" كتاب "طبائع الاستبداد" على حلقات، ونشر كتاب "أم القرى" في "المنار" .
 وبهذين العملين اكتسب الكواكبي شهرة مدوية، وقد تضمنت هذه المدة أيضا سلسلة من الزيارات للعالم العربي والسواحل الأفريقية. ولا تعود أهمية الكواكبي إلى مهاجمة الاستبداد فقد كان هذا لب دعوة الأفغاني، ولكن إلى إصداره كتابا خاصا بموضوع الاستبداد قام فيه بتحليل الاستبداد سياسيا أو دينيا، ودوافعه وأسبابه وطبائعه... الخ. فركز الاهتمام العام وبلور موضوع الاستبداد. وقد أعطى بعض الباحثين أهمية كبرى للكتاب، ولكن آخرين لم يصلوا إلى هذا المدى. ولعل ما يؤخذ عليه أن طريقة التحليل أعطت الموضوع طابعا أكاديميا أفقده الحرارة، رغم إيمان المؤلف الذي كان يبتدى خلال بعض السطور ولعله لو طعم الكتاب بأمثلة من التاريخ أو مزج ما بين المنهج التحليلي والمنهج التاريخي لأعطى الكتاب حيوية وعمق صورة الاستبداد وجرائمه في حق الشعوب. وقد كشف باحث عن أهمية خاصة له عندما وجه الأنظار إلى الترجمة الفارسية له التي صدرت عام 1907 وتأثيرها على أحد المراجع الشيعية البارزة وهو السيد محمد حسين النائيني وكتابه "تنبيه الأمة وتبرئه الذمة" الذي صدر سنة 1909 والذي يماثل في روحه طبائع الاستبداد. وهو ما يعطي كتاب الكواكبي أهمية، وفي نظرنا أن كتاب "أم القرى" لا يقل أهمية عن "طبائع الاستبداد" لأنه قدم أول تصور "لأممية" إسلامية تفضل تصور جمال الأفغاني للجامعة الإسلامية، لأن الأفغاني كثوري كان يستهدف الدول، ولكن الكواكبي كان كاتبا، ومن ثم فإنه استهدف تكوين تنظيم جماعة تعمل لتحقيق الأمة الإسلامية، فكانت جمعية أم القرى التي وإن كانت أصلا فكرة، فهناك ما يدل على أن الكواكبي شرع في إيجادها بالفعل ـ وأنه رغم أنه اعتمد على الجماهير، فإنه لم يكن يرفض مساندة من الخديوي، أو غيره من نبلاء مصر الذين أبدوا تعاطفا كما يظهر من الصفحات الأخيرة لإحدى طبعات "أم القرى"، والعامل الحاسم أن الكواكبي عوجل في بدايات عمله، وأنه لإنجاز ضخم أن يتم عمله الحقيقي خلال ثلاث سنوات. وقد اعتقد بعض القوميين العرب أن الكواكبي هو رائد القومية العربية وهذا ادعاء عريض فالكواكبي رائد وداعية إسلامي، وكان الإسلام هو لحمة دعوته وسداها، غاية الأمر أنه اعتبر العرب أقدر العناصر على فهم الإسلام بحكم اللغة التي يفهم بها القرآن. ولهذا المعنى جعل "أم القرى" مركزا رئيسيا لها. ومهما كانت عربية أم القرى، فإنها تعود إلى الإسلام أولا وأخيرا. ونقطع بأن الكواكبي كان يخالف الفكرة الضيقة للقومية العربية، أو الصورة التي دعا إليها حزب البعث أو ساطع الحصري. جريدة الوفد المصرية تشرين الاول 2005

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram