TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة :عـــودة السينما

وقفة :عـــودة السينما

نشر في: 12 فبراير, 2010: 05:34 م

محمد درويش عليالأسبوع الماضي تم عرض فيلم (الطيور تحت أجنحة الرحمة) في قاعة سينما سميرا أميس، هذه السينما التي كانت في السبعينيات من القرن الماضي، وعاءً لأفضل الافلام العلمية، ومرتعاً لجمهور كبير يتحمل عناء المجيء إليها، ذكوراً واناثاً من كل الأعمار. لقد كان عرض الفيلم مناسبة أعادت إلينا الأمل بعودة الحياة الى دور السينمائية وكذلك الأفلام السينمائية التي توقفت عند الرقم 100 من خلال الدماء الجديدة التي تضخ في السينما العراقية،
وروح الوثبة لديهم للاتيان بما هو جديد، ومواصلة الطريق الذي بدأه رواد السينما. ونحن بحاجة الآن الى إعادة الحياة الى صناعة السينما عندنا، لأنها تشكل حالة حضارية لا بد منها وشكل من أشكال الجمال، فالحياة الصحيحة لا تتشكل من حالة واحدة بقدر تشكلها من مجالات عديدة منبعها الجمال والرؤية الفكرية المتقدمة التي تدفع بالانسان نحو الامام وتخلق منه كائناً يعي حقيقة الأشياء التي تدور حوله، ولا يبقى مثل (قطة مغمضة) كما يقول المثل، والسينما والمسرح والكتاب والاعلام بكل جوانبه، هو ضرورة تقتضيها المجتمعات التي تسعى لبناء نفسها بناءً فكرياً يقوم على أسس حضارية متنورة وليست على أسس من التضليل والكذب والافتراء بحجج واهية ولا جدوى منها. ولو جئنا الى مجتمعنا العراقي وآلياته الفكرية ومدى تقبله للفكر الحر المتطور القائم على العلم وليس على الخرافة، فأنه مجتمع يحمل كل الصفات التي تجعل منه يطل على نوافذ العالم أجمع، ليأخذ ما يديم تطوره ويجعل منه متآلفاً مع ذاته والآخرين، وتاريخنا القديم فيه من الأدلة الشيء الكثير فيكفي أن لدينا ملحمة كلكامش تلك الملحمة الاسطورية التي ما زالت تدرس وتقرأ كونها تبحث عن عشبة الخلود، وتدلل على ان الانسان العراقي أول من فكر في هذا الموضوع، وسعى اليه طالباً الخلود الذي لن يتحقق، ولكن هل يحصل هذا إذا لم يكن هنالك توجه للحكومة نحو كل ذلك؟ باعتقادنا ان الحكومة بكل مكوناتها تتحمل مسؤولية ذلك من خلال دعمها لجميع المشاريع الفكرية والفنية، لبثها في روح الشباب المتوثب دائماً نحو كل ما هو جديد ومتطور، وإعادة السينما الى ما كانت عليه بل وأفضل مما كانت عليه، لأننا بدأنا مبكرين وانتهينا مبكرين والمسؤولية الآن كبيرة لتحقيق ذلك، ومن حق جمهورنا أن يرى سعيد أفندي والحارس والجابي بالنسخة الجديدة التي تتلاءم مع واقعنا وما حصل فيه. والذي حصل عندنا لا تفي حقه عشرات الافلام الروائية والتسجيلية، فهي جزء من حياة فيها تضحية ومكابرة وعنفوان والقفز فوق الممكن، وكلنا نعلم كم من الأفلام المصرية انتجت وما زالت عن حرب تشرين متناولينه من جوانب عديدة، مستثمرين وجود الوجوه الفنية البارزة التي لدينا مثلها لو اتيحت لها الفرصة وربما أفضل. يهمنا جداً أن نرى افلاماً عراقية تمثيلاً وإخراجاً وكتابة عن واقعنا بكل مرارته وعذاباته، فهل تفعلها الحكومة وتدعم السينما وتعود اليها الحياة ونرى أفلامنا في المهرجانات العربية والعلمية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram