TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :فـي عيد الحب

كلام ابيض :فـي عيد الحب

نشر في: 13 فبراير, 2010: 06:10 م

جلال حسن الى اليسار من تمثال ابي نواس ، وقرب شفة نهر دجلة كتب احدهم على جذع شجرة عملاقة بحروف بارزة عبارة تقول:( سامحيني يا حبيبة ، والله احبك)،وذيلها بتاريخ قمري. تراءى لي حينها انه لا يوجد عاشق ، انما هناك انسان حقيقي في حالة حب لأنه امتلك الفعل بجوانح العشق والوله، وتلبسه الحب دون غيره . حبيب يطلب الصفح من امرأة زعلت عليه ،
 وغادرته بغنج فأجاد الرجل فن الاعتذار ربما تكون الحبيبة محظوظة بصدق الاعتذار، والجرأة من عاشق ولهان يؤمن بالمثل القائل: لا تقل للعاشق الا مزيدا من الحب. فمثلما للحب شروط كذلك لنقيضه قرائن ايضا، لكن محصلة الحياة لا تسير بوتريها المتعامدين الا بالتكافؤ الموضوعي للنتيجة النهائية ، وهي التي لاتقبل الكره نهائيا . الحياة بعنفوانها البهي ترفض من يقف بوحشية في طريقها ، ولا سبيل غير المحبة المموسقة بالعذوبة والصدق تلك التي تخط لوحدها البقاء الابدي. في عيد الحب نقف متسمرين للتضحيات الاولى، تلك التضحيات المقرونة بالوفاء اولا والتي ترسم علامة تماسك الشروع نحو حياة جديدة. الحياة رحلة تبحث عن استراحة يتوسد فيها الناس لحظات هانئة توصل الى غد جديد بابسامات دائمة. اغرب ما في كينونة الحياة، ان الحب يدخل في كل شيء، في الشجر والماء والفيزياء والكيمياء وتفهمه الحيوانات في الغابة، والنمل والنحل والنبات وكل النوابض والصوامت. في كل قصص الحب والملاحم التي خلدها التاريخ في قصيدة أو رواية أو مسرحية أو أسطورة تلعب الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية أو الدينية أو حتى النفسية دورا محوريا في صناعة امتحان السعادة بإزالة الحواجز التي تقف حائلا وتحتاج الى نضال حقيقي بين الاحبة. ومن الحب يأخذ الوطن وطرا من الحنين لانه سر الامان والانتماء في وجودنا ، انه الخيمة الكبيرة التي نتلحف تحتها جمعيا بالسلام . وحين تلفحنا نسمة ريح باردة وعليلة في الغربة فأول شيء نتذكره باشتياق كبير وهيام هو الوطن الاول ، بوجود الام والاب والاخت والحبيبة وحتى الازقة والاصدقاء . يبدو اننا بحاجة الى من يؤرخ للحب ذكرى، و يعطر القلوب بأريج الابتسامة ، ويمسح الزعل من العيون بمناديل الفرح . حاجتنا تكمن بفعل الخير والمودة والتسامح والتآخي والسؤدد بيننا . فما اجمل ان نضيئ حياتنا بانوار الامل ، ونشرع برسم الخطوة الاولى في هذا اليوم ، ولنبدأ من هذه اللحظة الجميلة التي تؤرخ للحب ميلادا وعمرا جديدا. jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram