عباس الغالبي يمثل الوعي الضريبي ضرورة قصوى في ترصين وتأكيد الثقافة الضريبية في المجتمع ، وفي ورشة العمل التي نظمتها الهيئة العامة للضرائب يوم أمس حول سبل الارتقاء بالادارة الضريبية سعيا للاتيان بنظام ضريبي متطور وكفوء وقادر على مسايرة ومواكبة التطورات المتوقع حدوثها خلال العامين الحالي والقادم ،
نقول ان منهاج عمل الورشة خلا تماماً من مفردة الاعلام ودوره المهم في إشاعة الوعي الضريبي الذي تكون بأمس الحاجة له ليس النخب الاقتصادية والسياسية فحسب بل السواد الاعظم من الناس الذين مازالوا الى الان يفتقدون الى وعي الضريبة وأهميتها الاقتصادية والتنموية .ولان المنهج الذي عرض في ورشة العمل التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع كلية العلوم الاقتصادية الاهلية يكاد يكون متكاملاً في الشأن الضريبي إلا من فقرة الاعلام، كنت أمني النفس ان لايغفل عنه القائمون على هذه الورشة الرائعة والمهمة سواء أكانوا من هيئة الضرائب أو من كلية العلوم الاقتصادية ، وهي تكاد تكون مفارقة سجلت على هذه الورشة التي يمكن لها ان تكتمل ببحث موضوعة الاعلام وتأثيره في تثبيت واشاعة وترصين الوعي الضريبي ، حيث ان اقامة هذه الورشة ودعوة وسائل الاعلام المقروءة والمرئية لتغطيتها تكاد تكون هي المفارقة ذاتها وهي الموضوع الذي كان يفترض بحثه في مثل هكذا ندوات مهمة تتعلق بملمح اقتصادي له أهميته البالغة في دعم الاقتصاد الوطني وفتح مصادر تمويل أخرى تنتشله من ريعيته وأحاديته المفرطة .ومهما تكون الاسباب التي دعت الى الغفلة فأن هذه المبادرة تندرج في اطار اشاعة الوعي الضريبي وتبيان مدى اهمية الضريبة في قافلة الاقتصاد الذي يتجه نحو آليات اقتصاد السوق ومقبل على عملية استثمار هائلة وسوق واعدة ونشيطة لمختلف الشركات العالمية وفي شتى المحاور الاقتصادية الامر الذي يستدعي وجود نظام ضريبي كفوء متطور قادر على التساوق مع الحركة النشيطة المقبلة للاقتصاد الوطني .نأمل ان تتبنى الهيئة العامة للضرائب ندوات اخرى تتحدث عن الاعلام وأهميته في الثقافة الضريبية ، فكل عملية ترويجية وتثقيفية تتطلب خطة اعلامية نشيطة ومستمرة ، ولعل الهيئة بكوادرها الحالية في تماس مع هذا الطرح ، ولعلنا نذكر ونرصد بقصد التقويم والتصحيح سعياً لاشاعة وعي ضريبي على المدى المستقبلي .
من الواقع الاقتصادي: الوعي الضريبي
نشر في: 13 فبراير, 2010: 06:18 م