TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > رأي عـــام :تفاؤل شعبي فـي أول أيام انطلاق حملات كسب الناخبين

رأي عـــام :تفاؤل شعبي فـي أول أيام انطلاق حملات كسب الناخبين

نشر في: 13 فبراير, 2010: 06:27 م

استطلاع/ وائل نعمةقبل ان تكشف الشمس عن ضيائها، تسابقت الاحزاب والكيانات السياسية في الساعات الاولى من يوم 12/ 2 برفع صورها وشعاراتها ووعودها في كل ركن وكل ساحة وشارع من شوارع بغداد، ولا يكاد يخلو اي مكان حتى وضعت فيه اللافتات والصور الخاصة بالمرشحين. هذا العرس الانتخابي قد انتظر الحسم من قبل الهيئة التمييزية التي انهت الجدل حول ملف المستبعدين،
وبقرارها انطلقت الحملات الانتخابية وسط تفاؤل شعبي كان واضحا بين الجموع البغدادية التي ترفع رأسها لتنظر وتقرأ ما احتوته هذه الملصقات. التدريسي في الجامعة المستنصرية علي حسن واثناء تجواله في شوارع بغداد ومراقبته للملصقات قال "الحملات الانتخابية مفهوم أو مصطلح ينتمي إلى التجارب والأنظمة السياسية المتحررة، وهو واضح، إذ يعني في أبسط معانيه الترويج لبرنامج سياسي معين يطلقه احد الأحزاب أو الكتل أو الكيانات السياسية من اجل كسب أكثر عدد من أصوات الناخبين للحصول على أكثر عدد من المقاعد النيابية في مجلس النواب الذي يعد من أقوى المؤسسات التشريعية في الأنظمة الديمقراطية، وبهذا تعد الحملة الانتخابية من الأركان المهمة التي تقوم عليها العملية الديمقراطية، وهي من العناصر التي يمكن أن تؤشر جدية النظام الديمقراطي من عدمها، بمعنى كلما تمتعت هذه الحملات بحرية الترويج لمشاريعها السياسية (وفقا للضوابط المتعارفة) كلما دل ذلك على عدم شكلية هذا النشاط كما يحدث في الأنظمة الشمولية، وانا اشعر بالبهجة والفخر حينما ينظم العراق الى ركب الديمقراطية في العالم ويكون من افضل الديموقراطيات في المنطقة". فيما يرى المحامي عدنان الرفاعي بأن تزاحم الملصقات وتجاورها مع بعضها البعض، بحيث تقف الاحزاب العلمانية والاحزاب الدينية جنباً الى جنب يعطي مؤشرا واضحا بأن العراق قد تعدى كل الانتماءات الضيقة ودخل في عجلة الديمقراطية واحترام الرأي الاخر خصوصا وأنك تشاهد هذه الملصقات وهي لم تتعرض لاي خدش او تمزيق حتى وان كانت قد رفعت في اماكن لاتعد من ضمن مناطق النفوذ او المناطق التي لاتحظى فيها تلك القائمة بالشعبية الكبيرة. في حين قالت حسنية العلي (مدرسة) "المشكلة التي غالبا ما ترافق هذه الحملات هي مدى مصداقية الأهداف المروج لها، أي كم هي نسبة تنفيذ الوعود والبنود التي ينطوي عليها برنامج هذا الكيان السياسي او ذاك؟ اتمنى كمواطنة عراقية أن تكون نسبة تطابق التنفيذ مع الوعود التي تطلق في الحملات الانتخابية كبيرة، خصوصا وقد شاهد الشارع والناخب العراقي خلال السنوات الماضية اداء النواب الذين وصلوا الى قبة البرلمان وهم لم ينجزوا الكثير مما دعوا اليه وروجوا له". بالمقابل يقول رضا عمار (موظف) "نتمنى ان تكون الحملات الانتخابية والملصقات خالية من الخروقات ومن تشويه شكل العاصمة بغداد بوضع الملصقات بشكل اعتباطي والبعض منها لايزال شاخصا على الاعمدة الكهربائية وعلى الجدران والتي يصعب ازالته منها منذ الانتخابات السابقة". وكما استغرب رضا من طريقة استخدام رسائل الهاتف الجوال في الدعاية الانتخابية، وقال "وصول هذه الرسائل من دون منح صاحب الهاتف الخيار في تقبلها من عدمه ربما يعد انتهاكا لحقوقه وتسبب إزعاجا له، وجميع قوانين العالم تراعي مثل هذه الحقوق ونتمنى أن تراعى في العراق". وفي نفس الموضوع يقول كنعان فاروق استاذ بالجامعة التكنولوجية "ان الخروقات قد تحدث هنا او هناك وقد تبدر بعض التصرفات الفردية من بعض الاشخاص ومن بعض الكتل السياسية الا انها تعتبر امرا اعتياديا اذا مااخذنا بنظر الاعتبار حداثة التجربة العراقية الديمقراطية وصعوبة الاوضاع التي يمر بها البلد ووجود الارهاب والجهات العديدة التي لا يروق لها تنامي التجربة السياسية الجديدة في العراق وثبات اركانها وتصاعد قوة المؤسسات التي تتحكم بإدارة شؤون البلاد". وطالب الاعلامي محمد الموسوي من الاحزاب السياسية والكيانات التي رفعت الشعارات والوعود ان تفكر في ان تطبق هذه الوعود وان تكون جديرة بثقة الناخب فيها وان لاتسعى الى استرداد المبالغ المكلفة التي انفقت في الحملات الانتخابية من خلال استغلال الوظيفة التي سيحصلون عليها حينما يحصلون على المقاعد النيابية. وفي ملامح السرور من مشاهدة الملصقات الدعائية قالت سجى الحربي (طبيبة): أننا نخوض هذه التجربة من جديد، وسوف نعيش التجربة مرة أخرى وسوف يطلع الناخبون على برامج ووعود جديدة وقديمة ممثلة بتقديم اقصى ما يمكن من الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء الصالح وشبكات الصرف الصحي واماكن الترفيه وما شابه، أضف الى ذلك تحقيق الامن وترسيخه كليا، مع رفع القدرة الشرائية للمواطنين وتحقيق احتياجات السواد الأعظم في السكن والتطبيب والعيش الرغيد، كما ستنطوي هذه الحملات وبرامج السياسيين على توفير فرص التوظيف للخريجين، مع أن عددا كبيرا من خريجي السنوات الماضية لم يزل يقف في طوابير التعيين، واضافت سجى: نتوقع ان تتضمن هذه البرامج او جلها نبذ الفرقة والطائفية واعتماد الولاء الوطني وكل هذا دليل على ان العراق يعيش في اعلى مراحل الديمقراطية حينما لم نعد نخجل من مواجهة مشاكلنا ونسعى الى حلها عن طريق ديناميكية تداول السلطة وبشكل سليم وسلمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram